احتفلنا الأحد الماضي بذكري عيدالعمال ويحضرني دائماً في هذه المناسبة مشهد الاجتماع الموسع بين رئيس الجمهورية مع جميع القيادات العمالية والشخصيات العامة للاحتفال بهذا اليوم ثم ينتهي الاجتماع بترديد مقولة "المنحة يا ريس". فارتبطت لدينا المنحة بعيد العمال والاجازة الرسمية التي نحصل عليها. هذا العام تغيرت مظاهره فعيد العمال بدون رئيس للجمهورية ولا أحد من افراد النظام السابق حيث الجميع في خبر كان ويتم استضافتهم في بورتو طرة للتحقيق في قضايا متنوعة منها الكسب غير المشروع واغتصاب الاراضي وقضايا أخري كثيرة. ويذكرني هذا المشهد بفيلم "يا عزيزي كلنا لصوص". شاءت الاقدار ان احضر لقاء لأول مرة مع د. أحمد حسن البرعي وزير القوي العاملة والهجري حيث تعرفت من الرجل علي افكار كثيرة وجديدة لحماية حقوق العمال بعد ان كثرت في السنوات الأخيرة من الحكم السابق الوقفات الاحتجاجية امام مجلسي الشعب والشوري ومجلس الوزراء للمطالب الفئوية التي وصلت إلي حد الاعتصامات وادت في النهاية إلي تفجر ثورة 25 يناير وزوال نظام استمر 30 عاما. حدد البرعي ملفات البطالة والعمالة الاجنبية والحد الأدني للاجور والتي ستكون ضمن اولوياته في المرحلة الراهنة. حيث قال في البطالة مطلوب ايجاد فرص عمل مناسبة بعد انتشار ظاهرة البطالة بارقام مخيفة حيث وصلت نسبة البطالة بين الشباب الجامعي إلي 40%. أما اصحاب المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة فتصل نسبة البطالة بينهم إلي 9% طبقاً لآخر احصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء. ونسبة 14% لاحصائيات منظمة العمل الدولية. وتحدث عن العمالة الاجنبية ووصفها بانها في زيادة مستمرة علي الرغم من زيادة نسبة البطالة بين ابناء هذا الوطن حيث انهم يأتون إلي العمل دون استقدام من قبل صاحب العمل وهذا مخالف للقوانين المنظمة للعمل في مصر. وتناول الرجل موضوع الحد الادني للاجور ووصفه بانه مطلب من المطالب الشعبية قبل ثورة 25 يناير ووعد بتغيير هيكلة الأجور في مصر خلال 6 شهور وربطها باسعار السلع في السوق. وتترك إلي موضوع الخلاف بينه وبين قادة اتحاد عمال مصر موضحاً انه يعتبرونه غريبا عنهم فلاول مرة يأتي وزير القوي العاملة من خارج الاتحاد منذ 50 عاماً. يا سادة اتمني اعطاء الفرصة لهذا الرجل ان يحقق بعضاً من هذه الافكار والبرامج التي يضعها علي اجندته لاعادة مكتسبات العامل المصري والحفاظ علي كرامته بعيداً عن المهاترات والاصوات العالية التي تصل بنا إلي حوار الطرشان.