* تسأل هناء محمود طالبة بكلية التجارة: هل يكون حامل القرآن معصوماً من الأمراض النفسية.. أم لا؟! ** يجيب الشيخ جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة: المرض النفسي كباقي الأمراض العضوية.. ضعف الإيمان ليس سبباً رئيسياً فيها.. إنما هو كالأمراض العضوية الأخري ومنها: الاضطرابات الجسمية. خاصة في مرحلة الطفولة. وانهيار الوضع الاجتماعي. وإنما تلك الأمراض كغيرها خاضعة لقاعدة السببية. وللقوي التي وضعها الله في الأشياء: إذا شاء الله ذلك وقدره وخلقه» ولذلك فحافظ القرآن وحامله الماهر به غير الغالي فيه ولا الجافي عنه يصاب بتلك الأمراض كما يصاب الناس. وأن الدنيا دار ابتلاء وامتحان. لا تصفو من الأكدار» قال تعالي: "وتلك الأيام نداولها بين الناس" "آل عمران: 140". فكل إنسان له ابتلاء من نوع خاص» هذا بنقص المال. أو الأولاد. وذلك بالآلام. والأوجاع. فالابتلاء سنة كونية» كما قال تعالي: "ونبلوكم بالشر والخير فتنة" "الأنبياء: 35". وكم من الناس ابتلي بالمرض. فرجع إلي الله. وتضرع بين يديه وهو موقن بالإجابة أن يصرف عنه السوء فصرفه عنه» "وقال ربكم ادعوني استجب لكم" "غافر: 60". وقد أحسنت لما أقبلت علي حفظ القرآن. فاستمري. واطلبي العلم الشرعي. وذكري نفسك أن ما أصابك لم يكن ليخطئك. وما أخطأك لم يكن ليصيبك. والنبي صلي الله عليه وسلم يقول: "عجباً لأمر المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر. فكان خيراً له. وإن أصابته ضراء صبر. فكان خيراً له" رواه مسلم. وتذكروا دائماً أن نعم الله لا تحصي. والتي أعظمها نعمة الإيمان. فذلك أدعي للرضا. وعدم التسخط. والزمي الاستغفار» فإن من لزم الاستغفار. جعل الله له من كل ضيق مخرجاً. ومن كل هم فرجاً. ورزقه من حيث لا يحتسب. وأكثري من دعاء "لا إله إلا الله العظيم الحليم. لا إله إلا الله رب العرش العظيم. لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم". وقال صلي الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" الانبياء: 87. فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له". واعتصموا بالله. وتوكلوا عليه. وتدبروا قوله تعالي: "وأيوب إذ نادي ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ہ فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكري للعابدين" "الانبياء: 84". وقد قال تعالي: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" "الشوري: 30". هذا. وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيكم. اللهم رب الناس. مذهب البأس. اشف أنت الشافي. لا شافي إلا أنت. شفاء لا يغادر سقماً.