اقتحم مسلحون تابعون لإحدي الميليشيات القبلية مقر البعثة الأممية في مدينة أكوبو بولاية جونجلي شرق دولة جنوب السودان. وأكد الناطق باسم الأممالمتحدة فرحان حق الليلة الماضية أن تبادل إطلاق نار وقع عقب الاقتحام مرجحا في الوقت ذاته سقوط ضحايا. وأوضح حق أن المعتدين هم شباب من قبيلة نوير التي ينتمي إليه نائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار. دعا النائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك مشار الجيش إلي الإطاحة برئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير. وأكد مشار أنه لا يريد أن يناقش إلا بشروط رحيل منافسه لأنه يعمد إلي قتل الناس كالذباب ويحاول إشعال حرب أثنية بعد معارك أسفرت عن أكثر من 500 قتيل. وأوضح مشار: أدعو الحركة الشعبية لتحرير السودان "الحزب السياسي الحاكم" وجناحها العسكري إلي الإطاحة بسيلفا كير من منصبه علي رأس البلاد. وتابع: إذا ما أراد كير أن يتفاوض علي شروط تنحيه عن السلطة فنحن موافقون. لكن عليه أن يرحل لأنه لا يستطيع أن يحافظ علي وحدة شعبنا خصوصا عندما يعمد إلي قتل الناس وذلك ردا علي عرض التفاوض الذي اعلنه رئيس جنوب السودان الليلة قبل الماضية. وقال: لست مضطرا لقتال سيلفا كير فقواته التي أغضبها تصرفه ستنقلب عليه. وأسفرت معارك كثيفة بين فصائل الجيش وصفتها السلطات بأنها محاولة انقلاب قام بها رياك مشار عن حوالي 500 قتيل و800 جريح. ذكرت صحيفة الأندبندنت البريطانية أن تطورات الأوضاع في جنوب السودان وما تشهده حاليا من توترات في أعقاب إعلان الرئيس الجنوب سوداني سيالفا كير إحباط محاولة انقلاب علي السلطة في تلك الدويلة الوليدة يعد تراكما للنزاعات العرقية القديمة ولاسيما الصراع علي النفط الذي لم يتم تسويته بشكل نهائي حتي الآن. ونوهت إلي تبادل إطلاق النار الذي وقع في جوبا بين قوات الحرس الجمهوري وبعضها البعض الأحد الماضي مشيرة إلي أن هذا الانقسام تسبب في تسوية أجزاء من مدينة بور الواقعة شمال العاصمة جوبا بالأرض وتحولها لحطام مما تسبب في نزوح ما يقرب من 20 ألف شخص من منازلهم بالعاصمة للاحتماء بمخيمات الأممالمتحدة في جوبا مع استمرار المصادمات وأنباء عن سقوط مئات الضحايا. يذكر أن القتال الذي اندلع يأتي في عقب محاولة انقلاب فاشلة من قبل جنود موالين ل رياك مشار الذي ينحدر من ثاني أكبر جماعة عرقية في البلاد وهي قبيلة النوير بينما ينحدر الرئيس كير من قبيلة الدينكا الأكثر تعدادا ويعكس تكوين الجيش السياسات الطائفية للدولة الناشئة ذات الثلاث سنوات. كما طلبت الأممالمتحدة مساعدة الرئيس الأوغندي بالتوسط لحل النزاع في جنوب السودان. وقال متحدث باسم الحكومة الأوغندية إن المنظمة الدولية طلبت من الرئيس يويري موسيفيني الوساطة في النزاع. وقد أرسلت بريطانيا والولايات المتحدة طائرات لنقل رعاياهما خارج البلاد ووصف مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية الوضع بأنه أصبح سيئا.