تختار الشعوب بطلها الشعبي غالبا من بين جموع ا الطبقة الشعبية الدنيا. ثم تسبغ علي هذا البطل ما تحب من صفات العظمة وتخرج به كثيرا عن مرتبة الإنسان العادي ومع الوقت تلحقه بأبطال الأساطير وأصحاب الخطوة.. ومعظم الثوار نجد هم علي مر التاريخ ينتقدون الحاكم المستبد في شجاعة تختلف باختلاف كل عصر المماليك وعصر الأتراك. فهذا الأسعد ابن مماتي وكتابه الشهير"الفاشوش في حكم قراقوش" يرصد أنماطا من سخر ية المصريين من حاكمهم المستبد ومثله كثير ولكن القليل من نستطيع أن نطلق عليه لقب بطل شعبي حقيقي. في للبطل الشعبي مجموعة من الصفات قل ما تجتمع في شخص واحد وكثيرا ما يسبغ الشعب علي بطلة المختار مبالغاته وأمانية في الشكل الذي يريده لبطله. حتي إنه كثيرا ما يخرج به إلي عالم الأساطير رأينا هذا مع "أبوزيد الهلالي" و "عنترة" وكل الأبطال الشعبيين. وأنا أري أن نجم فيه الكثيرمن ملامح أبطال مصر الشعبيين. مثلا بعض المؤرخين لا يري في أدهم الشرقاوي إلا مجرد لص رفعة الذوق الشعبي وظرفه التاريخي لدرجة بطل أسطوري وبالمناسبة النواقص لا تقلل من صورة البطل الشعبي في عين شعبه بل أحيانا تشفع له وتؤكد انتماءه للبسطاء الذين قد تلجئهم الحاجة أحيانا لارتكاب الأخطاء..رفع من قيمة"نجم" شجاعته التي تمثلت في وقوفه أمام جمال عبد الناصر" بصر عن دوافعه الأخلاقية في هذا الوقوف".. رجل مطحون وقف أمام قوة لا قبل لأحد بمواجهتها.. العجيب أن جمال"أخد عقله بعقل نجم ورفض أن يخرجه من السجن طيلة حياته" أنا شخصيا أعتبر هذه الحادثة الغريبة علي جمال هي سبب احتضان الجماعة الشعبية لنجم فالمصريون غريزيا يقفون مع الضعيف فما بالك بمقارنة شخص مثل" نجم" بجمال عبد الناصر.. وأنا شخصيا أيضا أري أن هذه الحادثة تدل علي إدراك جمال عبد الناصر لخطورة الكلمة الشعبية الساخرة واعترافا منه بكاريزما "نجم" بوصفه منافسا يملك التأثير علي الناس وهي صفة جمال عبد الناصر الأساسية وهذا دليل علي رؤية ناصر الثاقبة وصحة تقديره للرجال.. قد يحتمل الناس ملكين علي عرش واحد ولا يتحملون بطلين شعبيين مختلفين في وقت واحد.. وربما لو لم يكن الظرف ظرف هزيمة جيش سخر منه أحمد فؤاد نجم ما كانت قسوة جمال عبد الناصر عليه. رأيت نجم وإمام ينشدان في جامعة القاهرة.. جذبتني سخونة الكلمات وصدقها وتنوع موضو عاتها وصوت نجم الشجي وألحانه المختلفة عما ألفته أذني.. رحم الله"نجم" فهو بكل المقاييس يصلح لأن يكون بطلا شعبيا مصريا ..