كثرت التصريحات حول إعادة تأهيل رجال الشرطة وتدريبهم علي كيفية احترام المواطن وحقوقه الإنسانية. وهو في رأيي كلام مرسل براق لن يؤتي ثمرته المرجوة علي حد توقعي. الحل المقترح يستند إلي ما أفرزته الزيادة السكانية الكبيرة خلال العقدين الأخيرين من أعداد هائلة من الشباب الذي أصابه الدور لآداء الخدمة العسكرية سواء الحاصلين علي مؤهل عال أو متوسط أو أقل من ذلك. حيث جري العرف علي تجنيد الفئة الأخيرة ضمن قوات الأمن المركزي. بينما يتم معافاة الكثير من الفئة الأولي نتيجة حرص القوات المسلحة علي تطوير عنصرها البشري كيفاً وليس كماً. وبالتالي أصبح لدينا جيش جرار من الأمن المركزي بما يقرب من المليون ونصف المليون مجند كما تورد التقارير. إضافة إلي الكثير من الشباب المتعلم الذي يخسر كثيراً جداً. هو والوطن. بعدم إعادة تشكيله داخل مصانع الرجال بالجيش المصري. لذلك ففكرتي المتواضعة تدور حول تجنيد الفائض عن احتياجات القوات المسلحة علي شقين: الأول: الشباب الحاصل علي مؤهل عال أو متوسط. ويتم تجنيده كضابط شرطة احتياط أو كمساعد ضابط احتياط داخل إدارات المرور. أو توزيعه حسب تخصصه الجامعي للعمل في الإدارات الشرطية الخدمية أو الفنية أو التقنية المختلفة. أو داخل الأقسام دون أن يكون له سلطة الضبطية القضائية أو حق التحقيق مع متهم أو ما شابه وإنما يقتصر عمله علي ما يشبه العلاقات العامة أو فض المنازعات السلمية أو الأعمال الإدارية أو كهمزة الوصل بين الجمهور والأهم انعكاس مكتسبات فترة التجنيد علي سلوك ذلك الشاب في المستقبل من إلمام بالقانون وحرص علي تفعيله واحترام للجهاز الذي أدي فترة تجنيده داخله. إضافة إلي اكتسابه الكثير من الخبرات في معالجة الأمور الحياتية اليومية نتيجة تفاعله المباشر مع الشرائح الشعبية بثقافاتها المختلفة. الشق الثاني: الاكتفاء دون مبالغة بقوات من الأمن المركزي متعلمة ومتدربة جيدا تنحصر مهمتها في مواجهة حالات الشغب الحقيقي لا الافتراء. أو كقوات خاصة لمكافحة الارهاب. بعد الاتفاق علي تعريف محدد لمعناه. مع تحويل بقية المجندين إلي إدارة الأمن العام للخدمة كأفراد "درك" في الشوارع حيث تبدأ هيبة الدولة. ورغم أنني لا أدري إلي من أوجه اقتراحي المتواضع.. للمجلس العسكري أم لرئيس الوزراء أم لوزير الداخلية؟ إلا أنني أراه فكرة قد تستحق الدراسة من حيث المبدأ. هذا بالطبع علي فرض أن هناك من يهتم بآراء من هم خارج دائرة الأضواء الإعلامية المغلقة! ضمير مستتر: أما تدري أبانا كل فرع... يجاري بالخطي من أدبوه وينشأ ناشيء الفتيان منا... علي ما كان عوده أبوه