قصة صعود ذلك الرجل الذي أمر النائب العام بحبسه خمسة عشر يوماً علي ذمة التحقيقات التي يجربها حول تضخم ثروته.. تلك الثروة التي كان لا يمتلك منها شيئاً منذ كان ضابطاً في المخابرات العامة ثم قفز من موقعه إلي مواقع كثيرة وصل لأن يكون الرجل الثاني أو الثالث.. المهم أنه في الصفوف التي التفت حول الرئيس السابق وكان رئيساً لمجلس الشوري الذي لم يكن سوي مكلمة صنعها الرئيس الأسبق أنور السادات ليتم بها واجهة الحكم. ولم تكن المكلمة ذات تأثير يُذكر حتي تولاها.. وبدأ بها مشواره الجديد الذي حصل منه علي الكثير.. والأهم من المال والجاه والسلطان تلك الفرقعة الإعلامية التي أحاط نفسه بها من خلال الذين كان يوظفهم كرؤساء تحرير أو رؤساء مجالس إدارات أو أعضاء في هذه المجالس لكي يصنعوا هالة من الضجيج الإعلامي تفوق بها علي الكثيرين في مواقع كثيرة بعد أن أسرف في العطاء بتعيين بعضهم في هذه المكلمة ليستر ما قد يتعرضون له من مساءلة قانونية بالحصانة التي كان يضيفها عليهم. ولم تكن الحصانة فقط هي التي تسيل لعاب هؤلاء الذين لم يشبعوا.. بل أضاف إليها آلاف الجنيهات شهرياً كمكافأة عن العمل في مكلمته! ** لقد بسط صفوت الشريف واسمه الحركي موافي يوم كان ضابطاً في المخابرات العامة سيلاً من الوقائع تصلح لأن تكون مسلسلاً تليفزيونياً ناجحاً في أقواله أمام النائب العام الذي كان يحقق معه يوم الخميس الموافق 29 من شهر فبراير عام 1968 ولاحظ أن فبراير ثمانية وعشرين يوماً إلا في السنوات الكبيسة فيزداد في هذه السنة يوماً والساعة الحادية عشرة صباحاً بمبني قيادة مجلس الثورة في الجزيرة.. وتحدث كثيراً أمام المستشار عبدالسلام حامد أحمد رئيس النيابة وعضو مكتب التحقيق والإدعاء ومحمود عباس أمين سر هذا المكتب.. حيث عهد البنا السيد رئيس مكتب التحقيق والادعاء بمحكمة الثورة بسؤال المعتقل محمد صفوت الشريف واسمه الحركي موافي في القضية الخاصة بانحراف جهاز المخابرات العامة. ** أقوال موافي تكشف عن دوره في ملحمة الفساد والجنس وهي عامرة بالأحداث المثيرة والوقائع الغريبة التي ذكرها هو وبلسانه وبتوقيعه علي أقواله وهي لا تحتاج إلا لعمل درامي ستلتف الملايين حول الشاشة الصغيرة أو الكبيرة لمشاهدة عجائب الذين كانوا يحكمونهم وكيف يمكن لشخص أن يتحول بأقواله وماضيه المسجل بلسانه إلي حاكم بأمره وينتقل من شقته المتواضعة إلي عشرات الفيلات الفاخرة ويحقق ثراء غير محدود هو وأسرته بعد أن تحول إلي نجم أوحد في السياسة المصرية بل والعربية والعالمية أيضاً بفضل الصفات التي أجادها من وضعهم في خدمته في مواقع القيادة في الصحف كلها. ** قصص من الواقع المؤلم الذي عشناه وكنا لا نملك إلا مصمصة الشفاة ونحن نطالع أسماء من تربعوا علي أنفاسنا.. قصص لا تحتاج إلا لإعادة صياغة هذه الأقوال والوقائع التي ذكرها بنفسه وبلسانه أمام المحقق وتقديمها في شكل درامي.. من يفعل ذلك؟