إذا كان بعض الأصدقاء قد اعترضوا علي مقالي أمس "لا المسلوق.. ولا المسروق" والذي طالبت فيه بوقف عمل لجنة الخمسين والعودة لدستور 71 بتعديلاته التي أقرت في مارس 2011 فإنني أؤكد لهم أنني لست ضد اللجنة ولا الدستور الجديد.. ولكن ما نراه جميعاً من مهازل تحدث داخل اللجنة وخارجها وما يمكن أن يحدث بعد انتهاء الدستور من المتربصين بالثورة هو الذي دفعني إلي هذا الطلب الذي أراه الحل السحري لمشاكل المرحلة. ربما تمر عملية التصويت علي دستور 2013 داخل لجنة الخمسين بسلام.. وربما يكون هذا الدستور جيداً بالفعل خاصة أن غالبية الشعب لا يعلمون شيئاً عن مواده حتي الآن ولا كيف خرجت للوجود وكأنه دستور "سري" لشعب يعيش علي كوكب آخر.. ومن المؤكد أن الدستور إذا أقر فعلاً في اللجنة سوف يستفتي عليه.. فما هي مواقف كل القوي علي الأرض: * أولاً.. الإخوان وتابعوهم ممن يسمون أنفسهم "تحالف دعم الشرعية" أو بمعني أصح وأوقع "تحالف دعم الفوضي" من جماعة إسلامية و6 أبريل وجماعات ظهرت بين ليلة وضحاها.. كل هؤلاء نحن متأكدون أنهم لن يقاطعوا الاستفتاء كما أعلنوا بل سيشاركون إجرامياً وسلبياً.. حيث سيرتكبون كل الجرائم المشينة من قتل وتفجير وتخريب ونشر للفوضي قبل وأثناء التصويت لمنع الاستفتاء وإرهاب الناس وتخويفهم من النزول. وكذلك احتلال اللجان وطوابيرها لمنع الغير من التصويت. إضافة إلي لعبتهم القذرة المتمثلة في شراء ذمم وإرادة الناخبين بالزيت والسكر والفلوس التي لا تعد ولا تحصي لديهم.. والهدف من كل ذلك معروف وهو ألا تتعدي نتيجة الاستفتاء 65% وهي نفس نتيجة استفتاء دستور مرسي.. لتوصيل رسالة للدنيا بأسرها أن في مصر شرعيتين وأن ما حدث في مصر هو انقلاب.. هذه هي المعركة الفاصلة للإخوان.. وهذا ما أخشاه. * السلفيون.. انضموا لقوي ثورة 30 يونيه وشاركوا في اجتماع 3 يوليو علي أمل أن يحلوا مكان الإخوان.. وقاتلوا داخل لجنة الخمسين بأخلاق الفرسان نادراً وبسلاح الابتزاز غالباً للإبقاء علي المادة 219 كما هي أو بمعناها في الديباجة فهي مادة مفصلية بالنسبة لهم.. ولأنهم فشلوا في مسعاهم فسوف يحاربون معركتهم الأخيرة أثناء الاستفتاء وسينضمون للإخوان في حربهم الخسيسة سراً.. لا تأمنوا للسلفيين وأن حلفوا علي المصحف. * غالبية الشعب بما فيهم ثوار 30 يونيه بالطبع مع خارطة المستقبل وسيقاتلون لإتمام الاستفتاء.. بالتالي.. ستقع مشاجرات بكافة الأسلحة وسيقع ضحايا.. صحيح إن الغلبة ستكون في النهاية للشعب والثورة.. ولكن يجب أن نكون واقعيين ونوقن بأن كل الخروقات التي ستحدث سوف تؤثر حتماً علي النسبة النهائية للتصويت. كنا في غني عن هذا لو أن اجتماع 3 يوليو تبني عودة دستور 71 بتعديلاته خاصة أن الكل وافق علي هذا الطرح ماعدا حزب النور من أجل المادة 219 بالذات ثم ارتضي الجميع رأي النور لمنع تفتيت الجبهة المناهضة للإخوان.. ولكن للأسف فقد استغل السلفيون ذلك أسوأ استغلال. لو كان الاجتماع قد أقر عودة دستور 71 بتعديلاته لكسبنا 4 شهور يمكن أن تضيع هباء منثوراً ولتقلصت خارطة المستقبل إلي بندين فقط بدلاً من ثلاثة هما الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. لكن إما وقد حدث ما لم يكن مرجواً وقاربنا علي الانتهاء من أول بنود الخارطة.. فلننتظر النتائج.. وأقول لمن يتمنون فشلنا ويسعون لإسقاطنا والعودة إلي نقطة ما قبل الصفر: لن تنالوها أبداً ولن نتخلي "قيد أنملة" عن طريق الثورة.. ثورة 30 يونيه. مع الاعتذار للسفير رفاعة الطهطاوي "الإخواني" صاحب مقولة "قيد أنملة" عن هذه السرقة الأدبية المشروعة.