أتذكر عندما كنت أتابع آخر زيارة للرئيس الأسبق حسني مبارك لتركيا وكانت زيارة رسمية أن أعلن رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء وعبدالله جول رئيس الجمهورية في مؤتمرين صحفيين بإلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين!! كان هذا المطلب الرئيسي والأساسي والأخير للأتراك خلال هذه الزيارة ووعدهم الرئيس الأسبق بدراسة هذا الأمر.. وكأن شيئا ما يعوق تطبيق ذلك.. رغم أنه في ذلك الوقت كانت العلاقات في أوج قمتها!! أردوغان وجول وقتها قالا أنه تم تطبيق إلغاء التأشيرات مع تونس. ولاحظ تونس تحديدا وطالبا بإلغاء التأشيرات مع مصر.. وأعلن أنهما يتمنيان تحقيق ذلك ولكن مصر ترفض!! في ذلك الوقت أبدي الكل اندهاشه من القرار المصري.. وعندما سألنا بعض الجهات الأمنية قيل لنا أن وزير الداخلية في هذا التوقيت اللواء حبيب العادلي يرفض هذا تماما مبررا أن تركيا ساعتها ستكون محطة لنقل الارهاب إلي مصر.. وأبدينا استغرابنا.. ومرت الأيام وحدث ما حدث حتي وصل الأمر إلي طرد السفير التركي من مصر.. فتذكرت علي الفور هذه القصة!! أنني لا أبرر أفعال النظام الأسبق أو قراراته.. ولكن عندما اكتملت الصورة اتضح بعد نظره في رفض الاستجابة للطلب التركي الذي كان يخطط بالاتفاق مع الولاياتالمتحدة بالطبع لثورات ما يسمي الربيع العربي اسما ولكن الفعل كان التخطيط لقيام نظام تكون تركيا من خلاله قائدة للمنطقة ونكون جميعا اتباعا لها وللأسف وجدت النظام السابق يسير معها في هذا الاتجاه ولا نعلم لماذا كان يقبل أن يكون تابعا.. ولا يعمل لأن يكون قائدا.. ويقبل أن يدمر بلاده إرضاء لتركياوالولاياتالمتحدة وإسرائيل.. فهل كان هذا النظام يستحق قيادة مصر؟!