مأساة حقيقية يعيشها أهالي حي الشرابية.. بعدما اعتلت مياه الصرف الصحي بلاط المنازل وطفت علي الشوارع وأعاقت الطرق وخنقت الأهالي وأصابتهم بالأمراض لدرجة جعلت الكثيرين منهم يقدم علي بيع مسكنه اجتناباً للأمراض والرائحة التي تخنقهم وسط تجاهل كبير من المسئولين بالحي. أكد الأهالي أنهم يعيشون حياة غير آدمية بسبب طفح المجاري بين الحين والآخر باستمرار ولا يجدون أي اهتمام لدرجة هجرتهم منازلهم والبقاء في الشوارع للابتعاد عن المياه العفنة والرائحة الكريهة التي تسيطر علي منازلهم. يقول محمد عبد الرحمن وصلاح عبد السلام وحجاج وموسي دويدار: إنهم ملوا وخاب أملهم في اصلاح منظومة الصرفة الصحي بالمنطقة بعد تجاهلها رغم معاناتهم من تلك الأزمة منذ 10 سنوات ومن كثرة استغاثاتهم واتصالهم وإبلاغهم عن طفح المجاري كل لحظة وامتدادها إلي منازلهم ولكن دون أي تحرك. رغم أن العمل بالمشروع بدأ منذ 3 سنوات إلا أنه يسير ببطء شديد لدرجة أن الشركة تنتهي من كل شارع في سنة كاملة. أشاروا إلي أنهم يتكبدون أموالا طائلة كل فترة لإحضار سيارة شفط المجاري ولكنها تستمر أياما قليلة وتطفح مرة أخري مطالبين بالانتهاء من المشروع بسرعة بعد إصابة عدد منهم بالربو وضيق التنفس بسبب الرائحة واضطرارهم لاستخدام البخاخة لعلاج التنفس ناهيك عن ذهاب الأطفال لمدارسهم وسط أكوام القمامة والرتش ومخلفات المباني وذلك في غياب تام لعمل النظافة. "المساء" رصدت معاناة أهالي وسكان حي الشرابية واكتشفت الحياة غير الآدمية التي يعيشون فيها سط غياب وطناش المسئولين. قال حسن سيد- مأمور ضرائب: محدش بيسأل فينا لأن المجاري بتطفح منذ ما يقرب من 10 سنوات وتحدثنا مرارا مع رئيس الحي دون جدوي مشيرا إلي أن العمل بمشروع الصرف بالمنطقة بدأ منذ 3 سنوات وكأنه لم يبدأ حيث يسير العمل به ببطء شديد والمسئولون لا يقدرون مدي الاضرار الناتجة عن طفح المجاري ووصولها إلي المنازل طالب أيضاً بإزالة مخزن الصرف الصحي من أمام مزلقان غمرة لأنه يضيق الشارع.. بالإضافة إلي أنه مهجور ولا يوجد عمل به. أشار إلي أن والدته كانت مريضة قبل وفاتها ولم يستطع توصيلها للطبيب أو احضاره إليها بسبب غرق الشارع الذي يسكن فيه بمياه الصرف الصحي والمجاري. محمد أبو سريع- صاحب محل أدوات صحية: نذهب مرارا وتكرارا إلي مكتب الصرف الصحي بالمنطقة والمجاور لكل هذه التجاوزات ولكن حدث ولاحرج ولا أحد يسأل في شكوانا رغم أن مياه المجاري تعلو أرضية الشقق بأكثر من شبر. وعندما نذهب لشركة الصرف الصحي نجد رد المسئولين حول الأزمة بأن ليس لديهم عمالة وأدوات لدرجة أن سكان المنطقة قرروا جمع أموال لشراء الادوات للعمل بها وانهاء هذا الكابوس الذي ينغص علينا الحياة. يسرية طلعت- موظفة بمكتب البريد: المجاري طافحة طوال السنة والشقة التي نسكن فيها عائمة بمياه الصرف الصحي لدرجة هروبنا إلي الشوارع من الرائحة. أضافت اتصلنا بالخط الساخن التابع لشركة الصرف الصحي بالقاهرة بسبب طفح المجاري فأرسلوا لنا 5 عمال لشفط المياه فقط ثم عادت مرة أخري ناهيك عن مشكلة القمامة وكأننا نعيش داخل مقلب للزبالة وغياب واضح لعمال النظافة وإذا طلبنا من العمال جمع القمامة يفرض علينا شروطه رغم حصوله علي أموال مقابل عمله. الحاج عبد الفتاح جلال عبد الفتاح- علي المعاش: نحن لا نستطيع العيش في برك المجاري التي تحاصرنا من كل ناحية التي امتدت لداخل منازلنا لدرجة اننا احضرنا قوالب طوب للمرور عليها داخل شققنا تجنبا للمياه العفنة التي اصابتنا بالأمراض. واصبحت تلك القوالب شيئا اساسياً في جميع منازل الشرابية بسبب الصرف الصحي لدرجة وصولها في بعض الشقق في الدور الأرضي إلي الصاله وغرف النوم. الحاج جمال حمدان "أم سيد" والحاجة سيدة "أم مصطفي محمد" ندفع 10 جنيهات لشفط مياه المجاري كل فترة قصيرة رغم المعاش الضئيل الذي أصرفه لذلك ضاقت بنا الدنيا من تجاهل مسئولي الحي والمحافظة لتلك المشكلة وكأننا لسنا مصريين نستحق العيش بكرامة وآدمية. قال أحمد حماد- سائق ومحمد ابراهيم- كهربائي: نريد أن نرسل رسالة للمسئولين بأن سكان حي الشرابية فاض بهم الكيل بسبب مياه المجاري والصرف الصحي التي لا تنقطع وكلما انسدت الماسورة نحضر فنطاسا لشفط المياه لكنها تعود مرة أخري بعد أقل من يومين أو ثلاثة.. مشيراً إلي أن شارع محمد عبد الرحمن غارق في مياه المجاري طوال السنة ولا أحد يحاول مساعدتنا وحل هذه المشكلة. قال مدحت محمد منصور- مدير إدارة شركة بترول: أرجو من المسئولين ان يقضوا معنا يوما في المنطقة أو داخل شقة أي منا لرؤية معاناتنا علي أرض الواقع وكيف أن رائحة المجاري تنغص علينا حياتنا ولا تجعل أبناءنا يذاكرون دروسهم.. مشيرا إلي أنهم يحتاجون أحيانا مراكب للمرور من الشوارع بعيدا عن مياه المجاري لدرجة تفكيرنا أكثر من مرة. ترك الشقة بسبب أزمة الصرف بالمنطقة التي كانت تسمي "زمالك الشرابية" إلا أنها اصبحت خرابه ومستنقعاً بسبب المجاري. قال محمد عدلي- مفتش بمجلس الدولة: مياه الصرف الصحي تنشع علي الجدران حتي الدور الرابع بالرغم من اتصالنا وشكوانا للمسئولين بشركة الصرف الصحي وبحي الشرابية وبالمحافظة ولكن لا حياة لمن تنادي ولم يسأل فينا أحد من المسئولين.