حالة من الاستعدادات القصوي سادت منطقة برج العرب ومحيط سجن الغربانيات سواء لاستقبال الرئيس المعزول "محمد مرسي" أو في اعقاب وصوله للسجن. .. المفاجآت التي شهدتها عملية نقل المتهم "مرسي" كشفت عن وجود استعدادات مبكرة لاستقباله دون الاعلان عنها.. ومنها تكثيف كاميرات المراقبة داخل السجن وعلي الاسوار الخارجية والطرق المؤدية اليه وتتصل بغرفة عمليات داخل السجن وبمديرية أمن الإسكندرية مع تعلية السور الخاص بالسجن واقامة اكمنة خاصة داخله لاحباط أي محاولة هجوم. .. ولعل المفاجآت الأكبر كانت بعملية الخداع الأمني التي قامت بها وزارة الداخلية بوضع حراسة أمنية مشددة أمام مدرج الطائرات ببرج العرب الخاص بالرئيس الاسبق محمد حسني مبارك وهو ما جعل عشرات الأهالي من المنطقة الصناعية الثالثة والرابعة من ابناء برج العرب يتوافدون علي الموقع لمشاهدة المعزول مرسي .بينما الحقيقة ان الطائرة التي اقلته كانت قد هبطت داخل مهبط للطائرات تم انشاؤه داخل سجن برج العرب منذ 20 يوماً تقريباً وتم نقل "مرسي" إلي داخل السجن في حراسة الفرقة الخاصة من "777" و"999". أكد اللواء "أمين عز الدين" مساعد وزير الداخلية لمنطقة الإسكندرية ومدير الأمن وجود 4 آلاف جندي وضابط لتأمين سجن الغربانيات موضحاً ان هناك نقاط تفتيشية أمنية للطرق المؤدية إلي السجن بالتنسيق مع القوات المسلحة وقطاع الأمن المركزي بخلاف وجود مدرعات ودبابات خاصة بالقوات المسلحة تحيط بأسوار السجن بالإضافة إلي احد وسائل الدفاع الخاصة بالقوات المسلحة لصد أي هجمات بالإسلحة المختلفة علي أسوار السجن. أضاف ان جميع القوات لديها تسليح كامل وسيتم التعامل بكل عنف في اطار القانون في حالة تعرض السجن لأي هجوم خارجي في ظل خضوع السجن لغرف تحكم مركزي لمراقبة المساجين في عملية الخروج والدخول للزئارين بمن فيهم المسجون "محمد مرسي". نعود من جديد لعملية تأمين الطرق حيث تم منع مرور أي سيارة أو فرد إلي الطرق المؤدية للغربانيات خاصة ان السجن يبعد ما يقرب من 3 كيلو متر عن بنجر السكر و6 كيلو من برج العرب الجديدة. كما أكد اللواء "أمين عز الدين" مساعد وزير الداخلية لمنطقة الإسكندرية علي ان الرئيس المعزول دخل مستشفي سجن برج العرب وهو إجراء معتاد مع أي "سجين" جيد يصل إلي السجن طبقاً للوائح والقوانين الخاصة بمصلحة السجون وانه لم يرد حتي الآن ما يفيد بقاءه بمستشفي السجن من عدمه. بينما أكد اللواء "ناصر العبد" مدير مباحث الإسكندرية بأن "مرسي" لم يصب بأي مرض يستدعي دخوله مستشفي السجن وان حجرته تقع بمبني مجاور لمستشفي السجن لعزله عن باقي المساجين حرصاً علي حياته من اجراء أمني متبع واحترازي.. كما ان مواعيد خروجه للتنزه ستكون مختلفة عن مواعيد باقي المساجين منعاً للاحتكاك به. نعود للحظة وصول الرئيس المعزول محمد مرسي إلي سجن برج العرب حيث أصيب بحالة من الذهول لظنه ان الطائرة ستقوم بانزال اثنين من المصاحبين له من المحاكمة للسجن وسيعود لمجيئه الأول باحد المناطق العسكرية وظل "مرسي" في حالة شرود ويهزي بكلمات غير مفهومة.. ثم جاءت المفاجأة الثانية برفضه علي مدار ساعة كاملة استلام ملابس السجن البيضاء وكل ما فعله هو خلع الجاكيت الذي كان يرتديه أثناء المحاكمة ودخل إلي زنزانته بالقميص والبنطلون .مؤكداً علي انه "الرئيس" ولا يجوز ارتداء ملابس السجن كما انه يرفض توافده بالسجن .ثم بعد نصف ساعة راجع نفسه وطلب ملابس السجن. في الوقت نفسه تم تكليف "9 ضباط" بالتناوب علي حراسة "مرسي" من خلال ساعات عمل محددة حرصاً علي سلامته إلا ان "مرسي" أخذ في الصباح كل عشر دقائق معرباً عن تأففه من زنزانة حجزه ورفضه المكوث فيها وطلب المزيد من الكماليات عن المسموح بها للسجناء.. وقامت إدارة السجن بتوفير جهاز تليفزيون لحجرته لإصراره علي متابعة ما يذاع عنه إلا أنه اكتشف انه لا يعرض سوي القنوات المصرية الأرضية وهو ما اصابه بحالة من الاكتئاب وتم الاستعانة بطبيب السجن للكشف عليه داخل زنزانته للاطمئنان علي حالته الصحية. علي الجانب الآخر تجوب دوريات الشرطة والقوات المسلحة شوارع منطقة برج العرب الجديدة والقديمة وأيضاً محيط شركة الأسمنت القريبة من السجن.