استضافت العاصمة السعودية الرياض في الفترة من 19 إلي 22 أبريل الجاري ألفاً من رؤساء ومندوبي 271 جامعة عالمية تنتمي إلي 50 دولة.. شاركوا في فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي.. وهو المؤتمر الذي ينعقد للمرة الثانية بهدف اطلاع الجامعات السعودية علي أحدث النظم والوسائل والخبرات التعليمية المتبعة في تلك الجامعات العالمية.. وعرض المناهج الدراسية التي تقدمها تلك الجامعات الدولية لطلابها حتي تحصل علي أكبر عدد من البعثات التعليمية السعودية.. سواء تلك التي تقدمها الحكومة السعودية لبعض طلابها أو التي يذهب فيها الطلاب.. للحصول علي الشهادات العليا والماجستير والدكتوراة علي نفقتهم الخاصة. علي سبيل المثال.. شاركت في المؤتمر جامعات الينوي وبيل وكورنيل وأوكلاهوما الامريكية وجامعة جروننجن الهولندية وجامعة هلسنكي الفنلندية وجامعة شنبوك الوطنية الكورية وجامعة زيجيانج الصينية بالاضافة إلي جامعات من بريطانيا وفرنسا وكندا وغيرها من الدول. وركزت الكلمات التي ألقاها رؤساء ومندوبو هذه الجامعات الاجنبية علي ان الجامعات السعودية مطالبة بالتحول سريعاً نحو الاقتصاد المعرفي بالتركيز علي البحث العلمي لمواجهة المنافسة العالمية.. وتقديم الخدمات والمشاركة في حل المشكلات المحلية والاقليمية والعالمية.. والاسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. وفي الأعمال المهنية والوظيفية والعلوم والانسانيات والفنون. وكان أكبر درس حصلت عليه الجامعات السعودية من خلال هذا المؤتمر أنها ستواجه تحديات تتطلب ان تتبني استراتيجيات تنموية نموذجية.. وإعداد قادة يملكون رؤية ثاقبة للتعامل مع الأحداث والقضايا المختلفة. وقد تبين من حصاد المؤتمر ان الجامعات الأمريكية هي المقصد الأول لغالبية الطلاب الذين ملأوا استمارات برغباتهم في الالتحاق بتلك الجامعات.. والسبب في ذلك يرجع إلي الشروط الميسرة التي تقدمها الجامعات الأمريكية في الوقت الذي كانت الجامعات البريطانية الأقل جاذبية للطلاب بسبب شروطها المتشددة. وفي المعرض الملحق بالمؤتمر تنوعت أساليب الدعاية التي قدمتها الجامعات العالمية لجذب الطلاب السعوديين للالتحاق بها.. إذ عرض بعضها تسهيلات في الإجراءات.. ووصل الأمر ببعض تلك الجامعات إلي العزف علي وتر الإسلام.. وأكد ممثل إحدي الجامعات الأمريكية للزائرين ان مركزاً إسلامياً سيقدم خدماته للطلاب داخل الجامعة إذا ما التحقوا بها. وركزت جامعة زيجيانج الصينية في دعايتها علي انها تتعهد ببناء أشخاص مميزين في المهارات التقنية والإدارية بامكانهم قيادة التحول الكبير الذي سيشهده المجتمع السعودي خلال السنوات القليلة القادمة. وقال مدير جامعة كورنيل الأمريكية ان مناهج جامعته سوف تقدم للسعودية جيلاً يتميز بالمهارات التقنية والإدارية والتجارية والاتصالية وتأهيل الشباب للعمل في عدد من المجالات العملية المتميزة.. والمساعدة في حل مجموعة كبيرة من المشكلات الاجتماعية والصحية والبيئية. وابرمت 7 جامعات سعودية اتفاقيات مع جامعات اجنبية عالمية في مختلف اوجه التعاون العلمي والبحثي علي هامش المعرض والمؤتمر. لا اعرف ان كانت هناك جامعة مصرية أو أكثر قد شاركت في هذا المؤتمر.. لكن المؤكد ان هذه التجربة السعودية متقدمة جداً ومفيدة جداً.. يجب علينا ان نضعها نصب أعيننا ان كنا جادين في تطوير تعليمنا الجامعي علي أسس علمية صحيحة. ليس عيباً ان نقلد التجارب الناجحة ونتعلم منها.. ليس فقط في مجال التعليم الجامعي وإنما في كل المجالات. ما رأيكم مثلا لو أقمنا معرضاً دولياً للأقماح تتقدم الدول المصدرة بعروض فيه لعينات من انتاجها حتي نختار منها الأفضل والأرخص؟!