أكد علماء الدين الإسلامي والمسيحي أن الحادث الإرهابي الذي تعرض له بعض المسيحيين أثناء خروجهم من كنيسة العذراء بالوراق الاحد الماضي عمل آثم شرعاً.. وطالبوا المجتمع بالتكاتف لمحاربة الإرهاب وتفويت الفرصة علي أعداء الوطن الذين يتربصون به الدوائر ويعملون علي تفتيت وحدته الوطنية. يري د. عبدالغفار هلال الأستاذ بجامعة الأزهر أن مرتكبي حادث كنيسة الوراق آثمون شرعاً وجزاؤهم القتل امتثالاً لقول الله تعالي: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض" فهم يفسدون في الأرض بمحاولتهم إشعال الفتنة الطائفية في المجتمع المصري بين المسلمين والمسيحيين ولكن هيهات أن يتحقق لهم ذلك فالجميع يعرف النية المبيتة لأمثال هؤلاء وأن قيامهم بهذا العمل الإجرامي في هذا التوقيت بالذات وفي ظل الظروف التي يعاني منها المجتمع إنما لأهداف سياسية بغيضة يريدون من خلالها إحراج النظام الحالي وتشويه صورته في الخارج خاصة بعد القضاء علي أغلب الإرهابيين في سيناء وعلي من يشكك في ذلك فلينظر إلي التاريخ ليري أن مصر علي مدار تاريخها كانت مثالاً للتسامح والتعايش والتفاهم بين أتباع الديانات المختلفة خاصة العلاقة بين المسلمين والأقباط وأن ديننا الحنيف يرفض العنف بكافة أشكاله ويتعامل مع المسيحيين علي أنهم شركاء في الوطن ولن يستطيع أي عمل إرهابي هنا أو هناك أن يغير من هذه المفاهيم. أشار إلي أن الدين الحنيف أمر بالرحمة والقسط في التعامل مع من هم ليسوا علي ديننا قال تعالي: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" وبالتالي فإن ما يقوم به أمثال هؤلاء المخربين إنما هو مخالفة لأمر الله تعالي. حد الحرابة تطالب الدكتورة آمنة نصير استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر بتطبيق حد الحرابة علي الشرذمة التي تهدد المجتمع المصري بصفة عامة والأقباط بصفة خاصة فالإسلام يحرم إراقة دماء الأبرياء سواء كانوا من المسلمين أو المسيحيين أو أي ديانة أخري فقد قال تعالي: "من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً" وهنا قال سبحانه "نفساً" ولم يحدد هذه النفس أو هويتها. طالبت د. آمنة المسلمين والمسيحيين بالالتجاء إلي العقل والحكمة وتفويت الفرصة علي من يسعون لتمزيق الوحدة الوطنية وإشعال نيران الفتنة فالنبي صلي الله عليه وسلم أوصي باحترام دور العبادة والحفاظ علي النفس الإنسانية وكان عندما ينظر إلي مكة يقول "ما أجملك ولكن النفس البشرية أعز عند الله منك" فالنفس البشرية لها حرمتها في الإسلام. مخطط إرهابي قال القمس داوود إبراهيم "كاهن كنيسة العذراء والملاك بالوراق" إن هذا الحادث الأليم هو إحدي حلقات المخطط الإرهابي لبعض الجماعات والذي يهدف لهدم وتخريب مصر كاملة وليس النيل من الأقباط بعينهم لأن من أطلق النيران علي المدعوين خلال حفل الزفاف لا يستطيع أن يفرق بين المسلم والمسيحي وإنما أراد إحداث الفوضي وإشاعة الفزع بين الناس عموماً. أضاف: أثق أن هذا الجمع لو كان لبعض المدعوين لحضور عقد قران أحد المسلمين أمام أي مسجد لحدثت نفس الواقعة لأن القاتل هنا لا يهمه هوية المقتول ولكن كل ما يريده هو إرهاب وتخويف الآمنين. شدد علي أن ما حدث لن يؤثر علي العلاقة الوطيدة بين المسلمين والمسيحيين بل أنه أبرز مشاعر الحب بينهم قائلاً: لقد تلقينا العزاء من كثير من أشقائنا المسلمين الذين عبروا عن كامل أسفهم لهذا الحادث المرير.. لذا فلن يستطيع أحد إحداث فتنة طائفية في مصر لأن العلاقة بين قطبي الأمة علاقة وطيدة منذ مئات السنين تخللها الحب والمودة والمعاملة الطيبة. نسيج قوي قال القس ببنوده عيسي سعيد والأنبا إبراءام بالبدرشين: "هناك نسيج قوي يربط بين المسلمين والمسيحيين ولن يستطيع أي أحد مهما كان أن يقطع أوصال هذا النسيج الذي تكون علي مدار السنين. طالبا بأن نزيد من الدور التوعوي للمسجد والكنيسة في تقبل الآخر بغض النظر عن معتقده كما قال القرآن الكريم "لكم دينكم ولي دين" وكذلك آيات الانجيل ومنها "حب قريبك كنفسك" والقريب هنا هو كل إنسان في البشرية وآية آخري تقول "إفعل بالناس كما تريد أن يفعلوا بك". أما الكاتبة والناشطة السياسية فاطمة ناعوت فقد رأت أن هناك مخططاً دولياً يشارك فيه تنظيم الإخوان الإرهابي لإحداث فتنة طائفية وحرب أهلية في مصر. أضافت: ليس المسيحيون وحدهم هم من وافقوا علي خارطة الطريق التي أطاحت بحكم الإخوان ولكن المصريين عموماً أيدوا ذلك.. ومن هنا قرر الإخوان معاقبة الجميع من خلال إشعال الفتنة الطائفية والحرب الأهلية بين المسلمين والمسيحيين لذلك لابد من القصاص العاجل من هؤلاء القتلة وتطبيق القانون بكل حزم علي كل من يحمل سلاحاً من أجل إرهاب الناس.