جاء تقرير التنمية البشرية عن المحافظات الأكثر فقراً بوضع محافظة سوهاج في المركز الثاني ليزيد من أنين وآلام مواطنيها ورغم ذلك فقد اعتبر بعض المهتمين بأن التقرير ظلم سوهاج التي يطلقون عليها "عاصمة الفقر" لأنه جاء في أحد قواعده وبحسب كلام أحد المسئولين علي أساس دخل الفرد الذي يقل عن 1000 جنيه شهرياً وذلك هو المضحك المبكي فواقع مؤلم ومرير تعيشه تلك المحافظة التي تقبع في صعيد مصر الجنوبي وتعج بالكثير من المشاكل أسرارها تشاهده عندما تحط قدميك المحافظة الهادئة التي تتميز بطيبة أهلها. وتلاحظه في وجوه مواطنيها. التاريخ يؤكد أنها أقدم محافظات الصعيد وبالجغرافيا عدد سكانها يقترب من 4.5 مليون نسمة تقع بين الوادي الجديد غرباً والبحر الأحمر شرقاً وتسكن وتزرع علي مساحة 5% من إجمالي مساحتها 95% هي صحراء وجبال والأراضي الزراعية التقليدية حول النيل تبلغ 295 ألف فدان والأراضي الصحراوية المستصلحة التي تزرع شتاء فقط تبلغ 100 ألف فدان لكن المنطق وبشهادة التقارير المحلية والدولية تحتل المركز الثاني بين المحافظات الأكثر فقراً. بالرغم من أن أبناءها هم أغني رجال الأعمال وهم العمود الفقري التي ترتكز عليه المحافظات الأخري ومشاريعهم واستثماراتهم دليل علي ذلك لكن في المقابل محافظتهم منسية أو خيرهم لغيرهم لذلك هي من أكثر المحافظات الطاردة لأبنائها والسبب المسئولين عنها.. فكم من محافظ تعاقب عليها ويطل علي أبنائها بتصريحات وردية قائلاً "سوهاج ستكون من المحافظات الأولي في التنمية والاستثمار". توجد أربع مناطق صناعية بسوهاج هي: المنطقة الصناعية بحي الكوثر علي مساحة 600 فدان والمنطقة الصناعية غرب طهطا بمساحة 911 فداناً والمنطقة الصناعية بالأحايوه شرق بمساحة 250 فداناً والمنطقة الصناعية بغرب جرجا علي مساحة 1086 فداناً فيما يتواجد أيضاً مشروع المجمع الصناعي للصناعات الصغيرة علي مساحة 58 فداناً بمنطقة الكوثر الصناعية ويتكون من 720 وحدة إنتاجية تم إنشاؤها مما يوفر الآلاف من فرص العمل لأبنائها هكذا جميع المحافظين الذين تولوا سدة القيادة ظلوا يرددون بل ويؤكدون لأبناء الإقليم لكن الواقع المر عكس ذلك!! فالبطالة صداع مزمن والمناطق الصناعية أشباح سنون مضت وسوهاج لم تتغير والأكثر مرارة أنه بعد ثورة 25 يناير أكثر من 30% من المصانع توقفت والنتيجة سوهاج تسير من سييء إلي أسوأ فما بين طريق سوهاج البحر الأحمر تكلف أكثر من مليار و800 مليون جنيه رغم الوعود والآمال وأحلام السوهاجيين في تملك الأراضي التي تحيط به ومتحف الآثار المحنط منذ عشرات السنين وما بين أزمة غلاء تجتاح الشارع السوهاجي وتأتي علي جيوب الفقراء وكأنها كابوس مرعب وما بين معاناة شبه يومية للمواطنين بعد أن أصبحوا فريسة لوسائل المواصلات الخاصة فيما علي الجانب الآخر تئن قري المحافظة خاصة الجنوبية من انتشار الترع والمصارف وسط الكتل السكنية مما أدي إلي إصابة العديد من المواطنين بالأوبئة والأمراض والفشل الكلوي.. فسوهاج ما أكثر الأزمات والمشاكل فيها. وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة وتحتاج منقذاً ولن يكون إلا بسواعد أبنائها ومحافظ يفعل ما يقول. "المساء" زارت سوهاج وكان محافظها الجديد اللواء محمود عتيق صريحاً عندما قال لنا إن هموم ومشاكل سوهاج كثيرة ولن يتم حلها في يوم وليلة لكن بالإرادة وتكاتف أبنائها ستنال سوهاج حظها ويتم وضعها علي خريطة التنمية الحقيقية وهذا يتطلب مشروعات قومية وزيادة أعداد المصانع لتوفير فرص عمل للشباب. أكد ناصر العجان مدير إدارة الضمان الاجتماعي بسوهاج أن عدد المستفيدين بمحافظة سوهاج من الضمان 70 ألف أسرة تحصل عليه شهرياً بحسب قانون الضمان 137 لسنة 2010 ويشترط في إحدي مواده ال23 أن الذي يحصل عليه ليس لديه دخل. كما أن الضمان الاجتماعي يقدم مساعدات ل 2300 أسرة مقاتلين ونقدم معاشات ل 869 أسرة "معاش قانون الطفل" وطالب وزارة التضامن الاجتماعي بتسهيل القرارات والإجرراءات ليستفيد أكبر عدد من الأسر بسوهاج. أكد عدد من أبناء سوهاج أن المحافظة بالفعل من أفقر محافظات الجمهورية ويقول خالد مهران مديرر فرع سوهاج للمركز المصري لحقوق الإنسان لقد عانينا من النظام السابق الذي كان يعتبرنا في عداد أو حكم المنسيين. أضاف عبده خلف محاسب بشركة بوتاجاسكو للغاز بأخميم جاء المخلوع لافتتاح البيوت الريفية بالطريق الصحراوي بقرية الأحايوة في مركز أخميم وتسليمها لمنتفعين من الأهالي سعدنا لذلك لأنه سيفتح كثيراً من فرص العمل بل يعد مجالاً للتوسع العمراني بعيداً عن التكدس بالإضافة إلي استصلاح الأراضي بالجبال لكن فوجئنا بعد أن تم تسليمنا البيوت عدم تسليم الأراضي لنا رغم مرور تلك السنوات وأصبحت البيوت مأوي للغربان والفئران ومقراً للكلاب والحيوانات الضالة. يعتبر الدكتور خالد كاظم مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب بسوهاج أن هموم ومشاكل سوهاج إرث متوارث جيلاً بعد جيل فسوهاج كانت ومازالت من المحافظات المنسية. يؤكد المهندس محمد علي ربيع أن سوهاج كانت في طي النسيان فهي مظلومة دائماً وحقها مهدر مشيراً إلي أنه من المفترض أن تكون سوهاج أفضل من ذلك بكثير انظر إلي رجال الأعمال في مصر أغلبهم من سوهاج إنها طاردة لسكانها يجب علي المسئولين أن يهتموا بها.