عندما تشير عقارب الساعة إلي السادسة مساء بتوقيت القاهرة فان الملايين من الجماهير المصرية وايضاً العربية بل والعالمية ستقوم بتحويل وجهتها من البرامج السياسية والاحداث التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي لتذهب إلي الجزيرة 1و2 المفتوحة وليست المشفرة لمتابعة مباراة المنتخب الوطني مع نظيره الغاني في ذهاب الجولة الأخيرة للتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم التي ستقام في البرازيل ..2014 ومثل الخوض في التفاصيل يجب التأكيد مع ان الفوز يقترب بنا من البرازيل والتعادل نتيجة لا بأس بها. السؤال الذي يفرض نفسه الآن.. لماذا هذا الاهتمام بمباراة الفراعنة مع غانا/ الاجابة: لقد اكتسبته من وضع المنتخبين الكبيرين في القارة السمراء فالمنتخب المصري رغم انه أول منتخب إفريقي وعربي يشارك في نهائيات كأس العالم عام 1934 وهو صاحب الرقم القياسي في عدد ألقاب بطولة كأس الأمم الإفريقية بسبعة القاب كما يحمل لقب أكثر الفرق مشاركة بذات البطولة برصيد 22 مشاركة إلا انه لم يشارك فعلياً في كأس العالم سوي مرتين عامي 34 و90 أي ان آخر مشاركة له مر عليها 23 عاماً وهي فترة ليست قليلة لدرجة انها اصبحت حلماً يبحث عنه المصريون. ثانياً: ان هذه المباراة بقدر ما انها اصبحت ممراً لعبور الفراعنة إلي حلمهم بالتواجد في هذا الحدث العالمي بقدر انها اصبحت ملاذاً للجماهير الان لكي تهرب به من عالم السياسة واحداثها الساخنة والصراعات الموجودة بل ان كل القائمين علي الدولة الآن يريدون ويتمنون ان ينجح الفراعنة في مهمتهم الحالية حتي يتغير "المواد" الذي يسيطر علي الشعب وتعود الرياضة من خلال المونديال لتفرض نفسها علي اهتمامات الناس بعد ان انشغلوا كثيراً بالاحداث السياسية والصراعات القائمة بالإضافة إلي ما تحمله السياسة نفسها من متناقضات لا يمكن الاتفاق حولها علي شيء واحد. ثالثاً: ان نجاح المنتخب في مهمته الحالية وعبور مباراتي الذهاب والاياب أمام غانا سيكون بمثابة تكليل لجهود هذا الجيل الرائع من اللاعبين بقيادة أبو تريكة وجمعة والذي ساهم بشكل كبير في صنع انجازات الكرة المصرية حيث لن يتمكن معظمهم من البقاء لاربع سنوات قادمة حتي يحظي بهذه الفرصة مرة اخري لذلك فالمباراة بالنسبة لهم ايضاً تعني الكثير. رابعاً: قوة المستوي الفني للمنتخبين فالفريق الغاني من المنتخبات التي لا يمكن الاستهانة بها ويضم بين صفوفه عدد كبير من المحترفين وهو من المنتخبات المرشحة دائماً للتأهل إلي كأس العالم وزاد من تحفيزهم للقاء اليوم هو قيام رئيس الدولة الغاني بزيارة معسكر المنتخب وطالبهم بتحقيق الفوز علي متخبنا والاطمئنان إلي التأهيل من مباراة الذهاب قبل العودة بالإضافة إلي مضاعفة المكافآت. كل المعطيات السابقة تؤكد ان مباراة اليوم ستكون مهرجاناً كروياً رائعاً يعكس قوة الكرة الإفريقية أمام العالم ومن هنا يظهر لنا معني تصريح بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الوطني والذي أكد ان الفائز من مصر وغانا سيبهر العالم في مونديال البرازيل. التشكيل واذا تركنا الاسباب النفسية وحالة الشحن التي تحيط بالمباراة وانتقلنا إلي الناحية الفنية فلا شك ان منتخبنا الوطني يمتلك العديد من المقومات التي تجعله قادراً علي تحقيق هدفه والعودة من غانا بنتيجة ايجابية تعطيه الافضلية في مباراة العودة ومن الممكن ان نستشف ملامح التشكيل الذي سيعتمد عليه برادلي من خلال التدريبات الأخيرة حيث من المتوقع ان يضم التشكيل 8 لاعبين من الأهلي و3 نجوم محترفين فقط وذلك اذا ما تم استبعاد حسني عبدربه نتيجة للاجهاد الذي يعاني منه حيث سيكون شريف إكرامي في حراسة المرمي وفي خط الدفاع أحمد فتحي ومحمد نجيب ووائل جمعة وشديد قناوي وفي خط الوسط محمد النني وحسام عاشور وحسام غالي وثنائي خلف رأس الحربة: محمد أبو تريكة ووليد سليمان ومهاجم وحيد محمد صلاح. وربما يرجع سر رغبة برادلي في الدفع بشديد قناوي من البداية بدلاً من سيد معوض هو السرعة التي يتمتع به شديد في التقدم والارتداد علي عكس سيد معوض الذي يمتلك الخبرة بالطبع وهي التي جعلته في مقدمة كل التوقعات لتشكيل المباراة بالإضافة إلي عدم جاهزية محمد عبدالشافي علي ما يبدو. واذا اعتمد برادي بشكل نهائل علي هذا التشكيل فانه بذلك يفضل الاعتماد علي صلاح كمهاجم بسبب الرقابة اللصيقة التي سيتعرض لها في الجانب الأيمن من قبل الدفاع الغاني إلي جانب ان اضعف مركز في منتخب البلاك ستارز هو ثنائي الدفاع والذي يستطيع صلاح ضربه من خلال انطلاقاته وسرعاته الفائقة. إلي جانب ان صلاح هو افضل لاعب منتخب مصر في الوقت الحالي وهداف الفراعنة في التصفيات وهو الوحيد القادر برفقة أبو تريكة علي صنع الفارق أمام غانا لذا فمنحه حرية الحركة في خط الهجوم للهرب من الرقابة التي ستفرض عليه سيكون في صالح الفراعنة.. بالإضافة إلي ان وليد سليمان هو مفاجأة برادلي خلال هذا اللقاء في ظل الحالة الفنية الرائعة التي يظهر عليها اللاعب في الاونة الأخيرة. وسيلعب برادلي في ضوء هذا التشكيل بثلاثي ارتكاز لسد الهجملات الغانية القوية المتوقع ان تأتي من الاجنحة التي يمتاز بها منتخب البلاك ستار حيث ان كل من غالي وعاشور والنني يمتازون بطابع دفاعي وتمريرات متقنة. وليست هذه الطريقة الوحيدة التي من الممكن ان يعتمد عليها برادلي وان كانت الاقرب فانه ايضاً من الممكن ان يدفع برأسي حربة من البداية او اثناء اللقاء اذا ما فرض المتنخب كلمته حيث سيكون وليد سليمان إلي جانب محمد صلاح في الهجوم ومن خلفهما كمثلث مقلوب النجم محمد أبو تريكة بلمساته السحرية وفي هذه الحالة فان برادلي سيقاتل بشكل هجومي معتمداً علي خط الهجوم في دك دفاعات غانا الضعيفة أمام هذا الثلاثي المرعب وهي مغامرة كبيرة خاصة وان نفس المشكلة ستواجهنا حيث ان غانا تمتلك خط هجوم قوي بالفعل في حين ان اهم نقاط ضعف منتخبنا تتمثل في وجود مشاكل في قلب الدفاع والجبهة اليسري فضلاً عن المساحات المتواجدة خلف وسط المتخب وسوء التمركز في الضربات الثابتة المضادة وعدم اجادة ضربات الرأس بشكل قوي وبالتالي فانه سيكون علي مهاجمي الفراعنة البحث عن الهدف المباغت وسيكون علي لاعبي الدفاع الاستماتة والصمود في الدفاع عن عرين شريف إكرامي. وهناك ايضاً طريقة ثالثة اذا ما اراد برادي مزيداً من التأمين الدفاعي وفي هذه الخطة سيعتمد علي ليبرو صريح ومن المتوقع ان يكون حسام غالي هو صاحب هذا الدور وامامه وائل جمعة ومحمد نجيب في خط الظهر وأحمد فتحي والنني "باكات" وفي خط الوسط المهاجم محمد أبو تريكة وفي الهجوم الثنائي صلاح وسليمان وان كنت شخصياً اميل إلي الطريقة الأولي أو الثانية أي بمهاجم صريح أو مثلث هجومي مقلوب دون الاعتماد علي ليبرو والعمل علي عنصر المفاجأة الهجومية منذ البداية. واذا انتقلنا إلي الجانب الغاني فستكون المفاضلة في حراسة المرمي بين آدم لارسن كاوارسي حارس سترومس جودسيت النرويجي ويتشارد كينجسون حارس دوكسا القبرصي والاقرب ان يحرس مرمي غانا في هذا اللقاء هو كاوارسي حيث انه الحارس الاساسي للبلاك ستارز في معظم مباريات التصفيات. اما بالنسبة لخط الدفاع فانه يعتبر الخط الاضعف للمتخب الغاني بل وقد تكون نقطة الضعف السحرية للبلاك ستارز خاصة في غياب الثلاثي الاساسي منساه وأفول وبوي وهو ما يتيح لبرادلي التركيز علي سرعات صلاح ووليد سليمان ومهارة أبو تريكة بتمريراته بضرب هذا الدفاع لذا فقد يلجأ أبياه للعب بثلاث مدافعين وهم دانيل اوباري مدافع ستاندرليج البلجيكي وصمويل إنكوم باستيا الفرنسي ورشيد صوماليا مدافع صن داونز الجنوب أفريقي وهما الثلاثي الاقرب كونهم يجمعون بين الخبرة والشباب. اما بالنسبة لخط الوسط فيعتبر اقوي خطوط غانا علي الاطلاق بداية من كوادو أسامواه صاحب الانطلاقات والتسديدات الصاروخية بينما ستكون المفاضلة في خط الوسط ما بين مايكل ايسيان لاعب تشيلسي الإنجليزي الذي يمثل عنصر الخبرة وسولي علي مونتاري نجم إيه سي ميلان الإيطالي ومعهما أيضاً إيمانويل بادو لاعب أودينيزي السريع والقوي الذي يمتاز بالمساندة الهجومية والدفاعية أما في الجانب الأيمن فالأقرب أن يشغله اللاعب واكاسو مبارك جناح روبن كازان الروسي وبشكل عام سيعتمد المنتخب الغاني علي الجناحان مما سيعطي مساحات كثيرة في خط دفاعهم وعلي برادلي ان يستغل ذلك بأجنحته الهجومية سواء صلاح أو سليمان أو أبوتريكة وغيرهم. أما بالنسبة لخط الهجوم فهو لا يقل قوة عن خط الوسط حيث يمتلك إبياه العديد من الخيارات أبرزها بالطبع جيان أسامواه هداف العين الإماراتي الخطير والمعروف بأهدافه الرائعة والمؤثرة ويأتي من بعده السريع الخطير عبدالمجيد واريس لاعب سبارتاك موسكو الروسي والمفاضلة ستكون بينه وبين مهاجم مارسيليا الفرنسي أندريه أيوا المتألق أيضاً في الفترة الحالية.