أثار تعليق النجم الهوليودي "مايكل دوجلاس" حول طبيعة مرض السرطان. الذي أصيب به جدلاً علي شبكة التواصل الاجتماعي. وتناقل كثيرون الرواية التي حكاها في لقائه الصحفي مع محرر جريدة الجارديان البريطانية. حتي اضطر المتحدث باسمه أن ينفي ما قاله. معللاً بأنه لم يكن يعني تحديداً "السرطان". الذي أصيب به. والذي قد يسببه التدخين وإدمان الكحوليات والمخدرات. إلي جانب الممارسات الجنسية. قال دوجلاس إن مرض السرطان "سرطان اللسان" حسب ما يعتقد. كان بسبب الممارسات الجنسية الشفاهية. "oral sex" أو ما يسمي ب"cannilingus". وقال في نفس القصة.. إنه كان مضطراً إلي الكذب عندما سأله أحدهم عن نوع السرطان الذي أصيب به.. وقال "أصبت بالخرس عندما علمت حقيقة التشخيص. وشعرت بالصدمة". جاء ذلك في برنامج تليفزيوني مع زميله الممثل الهوليودي صامويل جاكسون. وتسبب هذا الأمر في تنظيم أسبوع بعنوان "وعي الرجال بمرض السرطان" لأن بعض الأنواع تصيب الرجال فقط. ومن ثم ضرورة الوعي بخطورة الممارسات الجنسية التي تسببه. ومن الصعب أن يصاب النجم المشهور بأمراض جنسية مثل الإيدز. ومثل سرطان اللسان ولا يعرف الناس. ورغم ذلك هناك عدد كبير من مشاهير النجوم. اضطروا إلي مواجهة هذه الأمور بشجاعة أو رغماً عنهم. حتي لو كذبوا مضطرين. في اللقاء يقول دوجلاس: هالني جداً وجه الطبيب الذي اقترح علي أن أقول إنني أصبت بسرطان الحنجرة. سألته: أنت لا تريد أن تقول إنه سرطان اللسان.. لماذا؟!! قال: إذا أردت فعلاً أن تعرف لماذا. إذن عليك أن تجري جراحة تفقد فيها جزءاً من الفك ومن اللسان. ومن بعض أجزاء أخري!! أثار البرنامج رغبة زميله صامويل جاكسون في إثارة المشكلات الصحية في محاولة لمواجهة السرطان الذي يصيب الرجال بشكل خاص. وقال: إننا سنتحدث عن أوجاعنا. ولكننا لن نحكي عن أمراضنا. وأعتقد أنه آن الأوان أن نفعل ذلك. آخر أعمال مايكل دوجلاس "وراء الشمعدان" Behaind The Candelbra يجسد حياة عازف البيانو الشهير "ليبراس" الذي كان رجلاً "مثلياً". ربطته علاقة عشق مع مساعده مدرب الحيوانات سكوت تورسون. الذي يصغره كثيراً في العمر.. وفي فبراير 1987 أصيب هذا الفنان بمرض الإيدز ومات. هذه القصة حقيقية. والسيناريو مأخوذ عن المذكرات الشخصية التي كتبها سكوت تورسون. بنفس العنوان عام 1988. أي بعد وفاة عازف البيانو بسنة واحدة. والفيلم من إنتاج 2013. أي نفس السنة التي أصيب فيها دوجلاس بطله بالسرطان بعد قيامه بدور "ليبراس". الفيلم يكشف عن العلاقة السرية التي ربطت سكوت تورسون بعازف البيانو. وعرض في مهرجان كان السينمائي .2013 تنافس الفيلم علي السعفة الذهبية. وبعد ذلك عرض في انجلترا. ونال استحساناً كبيراً من قبل النقاد. وبشكل خاص الأداء التمثيلي للبطلين الرئيسيين مايكل دوجلاس. والنجم الأمريكي مات دامون. الذي لعب دور العشيق سكوت تورسون. يقول دوجلاس: إنه سعيد لأنه استطاع أن يصمد أمام المناقشات التي أثارها تعليقه الذي نبه إلي خطورة الممارسات الجنسية. الأمر الذي دفع الجمعية الأمريكية للسرطان إلي نشر وعي جديد بخصوص هذا النوع من السرطان. يقول دوجلاس: "لم أكن أتوقع أن أصبح بوستر في "إعلان" حول سرطان الرقبة والرأس.. وإذا كان المطلوب من وراء هذا أن نفتح مناقشة تؤدي إلي زيادة الوعي فأنا بالتأكيد أؤيد ذلك".. "أعترف بأنني لم أكن أعرف غير القليل عن هذا النوع من مرض السرطان. وكل ما أعرفه أنني هنا اليوم بسبب التقدم غير المعقول في الأبحاث الخاصة بعلاج السرطان. وأهمها المعرفة المبكرة بالمرض وتشخيصه قبل أن يستفحل. فلو كانت القصة تسهم في زيادة الوعي من خلال المناقشات فلا بأس". جاءت السطور السابقة ضمن حوار مع النجم المشهور مع الكاتب السينمائي اكسان بروكس. وذلك عند بداية عرض فيلمه "وراء الشمعدان" وشخصية "ليبراس" التي يلعبها. فيلم مايكل دوجلاس "وراء الشمعدان" دراما أمريكية من إخراج ستيفن سودربرج "مواليد 14 يناير 1963" وهو منتج وكاتب سيناريو ومصور سينمائي ومونتير. ومن أشهر أفلامه "إيرك بروكفيتش" و"ترافيك" و"أوشن 11". و"جنس وأكاذيب وشريط فيديو" وفيلم "شي" عن جيفارا. تقول الحبكة إنه في عام 1977 التقي "سكوت تورسون" الذي يبلغ من العمر 17 عاماً ويعمل مدرباً للحيوانات التي تمثل في السينما. ومنها الكلب الذي ظهر في هذا الفيلم. ونال جائزة خاصة في مهرجان كان الأخير. وأتذكر هنا كلب آخر مدهش فعلاً. وظهر أيضاً في "كان" من خلال فيلم "الفنان" الذي حصل علي الجائزة الكبري.. الحيوانات "نجوم" وأدوارها تضيف متعة كبيرة للعمل. التقي مدرب الحيوانات "سكوت" مع المنتج الهوليودي بوب بلاك. وتم اللقاء في بار خاص بالمثليين "الشواذ" وأمام إلحاح المنتج استجاب سكوت للعرض الذي قدمه المنتج وترك مكانه أملاً في دخل أكبر. قام بلاك بتقديم سكوت إلي "ليبراس" الفنان الأمريكي عازف البيانو المشهور الذي وقع في غرامه من أول نظرة. فهو شاب صغير ووسيم. فقام بدعوته مع المنتج إلي منزله الفاخر. وحينئذي لاحظ "سكوت" أن كلب الفنان يعاني من عمري بصري مؤقت. وعرض علاجه. وبعدها أصبح هو المساعد الخاص للفنان.. وبدأت علاقة حميمة جداً تجمعهما. عازف البيانو ومدرب الحيوانات الأليفة. بعد فترة وجيزة انتقل سكوت للحياة مع ليبراس كشريك حياة. بقول آخر عشيق خاص. حينئذ اعترف سكوت أنه ينجذب للنساء بنفس درجة انجذابه للرجال. بينما "ليبراس" حاول ذلك. ولكنه بطبيعته المثلية لا يهوي سوي الرجال. الواضح حسب المذكرات التي اعتمد عليها الفيلم أن الفنان الأمريكي كان يريد أن يخلق من مساعده مدرب الحيوانات صورة مصغرة منه في شبابه. وبالفعل استعان بجراح تجميل مشهور وطلب منه أن يجعل من وجه "سكوت" صورة أخري منه. وحاول أن يتبناه ولكنه لم ينجح في ذلك.. وحين بدأ ليبراس في التردد علي دور سينما خاصة بالأعمال الإباحية "البورنو" واقعترح عليه أن يتعاملا مع رجال آخرين. غضب سكوت وهجره. لجأ سكوت بعد أن فسدت العلاقة بينه وبين ليبراس إلي محام في محاولة لتحديد نصيبه في ثورة ليبراس كشريك رسمي ومساعد له. ولم تمر فترة طويلة حتي تلقي سكوت مكالمة تليفونية من ليبراس يخبره بأنه مريض جداً. وقد اتضح أنه مصاب بالإيدز ويطلب من سكوت أن يزوره. ويتبادل الاثنان لقاءً عاطفياً أخيراً علي سرير الموت. قبل أن يلفظ عازف البيانو الشهير آخر أنفاسه في عام ..1987 وفي مشهد أخير يتخيل سكوت أنه يري ليبراس. وهو يعزف أنغامه لآخر مرة وبطريقته الاستعراضية المعتادة قبل أن يصعد إلي السماء. ** حياة تعرضها الشاشة لا تختلف عن الحياة علي مسرح الواقع. حياة أبطال مشاهير. ونجوم زاهية تخفي أوجاع ونقاط ضعف. وليدة مجتمع وثقافة وأسلوب حياة. وفي النهاية نراهم يعانون مثل أي إنسان ويبدعون ما يخفف المعاناة عن بني البشر. "حياة" لابد أن توضع في سياقها الاجتماعي والبيئي والحضاري والثقافي. حتي نفهمها من دون إدانة وبلا انبهار!!