أقامت دار التحرير للطبع والنشر احتفالية ضخمة في ذكري انتصارات اكتوبر بحضور د. مصطفي هديب رئيس مجلس الإدارة وجمال عبدالرحيم رئيس تحرير الجمهورية وعبدالمنعم السلموني مدير تحرير المساء نائبا عن رئيس التحرير.. أعدت وادارت الحوار سامية زين العابدين المحرر العسكري نائب رئيس تحرير المساء. أكد المشاركون في الاحتفالية ضرورة استلهام روح أكتوبر العظيم للعبور الثاني بمصرنا لمعركة البناء مطالبين بمشروع قومي يلتف حوله الجميع في ظل توحد الشعب والجيش والشرطة والقضاء والأزهر والكنيسة والإعلام لمواجهة التحديات الداخلية ومحاربة الإرهاب وقوي الشر الخارجية التي تحاول النيل من الوطن وزعزعة أمنه واستقراره. بدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة حداداً علي شهداء مصر ثم بدأ د. مصطفي هديب كلمته موضحا أن مؤسسة دار التحرير أنشأها الرئيس عبدالناصر وتولي رئاسة مجلس إدارتها الرئيس السادات وهي ملك للشعب وللجيش فهذا ما يميزها عن غيرها من المؤسسات مشيرا إلي أن الشعب العظيم الذي التف حول عبدالناصر بعد قرار تأميم قناة السويس وفي حرب العدوان الثلاثي علي مصر وفي حرب الاستنزاف وتدمير المدمرة إيلات هو نفس الشعب الذي مسح مشاعر الخزي والعار بعد حرب 67 واستعد ل73 العظيم وفي يوم الحرب أصابت الجالية العربية في لندن حالة هستيريا ولم يصدق أحد خبر العبور ونظمت أكبر مظاهرة تأييد شهدتها بريطانيا لمصر في حربها لاستعادة الكرامة العربية. أضاف بعد عودتي وتعييني مستشاراً اقتصادياً لمجلس الشعب حذرت كثيرا من مخطط التقسيم الموجه لخمس دول عربية وتحدثت عن هذه المؤامرة التي ذكرت فيها الحجاز ونجد أيضا وهذا يفسر رؤية الدول العربية خاصة السعودية والامارات ودول الخليج الذين يعلمون أنه إذا اسقطت مصر ستسقط الأمة العربية بأسرها ولهذا أطالب بضرورة توثيق كل صغيرة وكبيرة في انتظار اكتوبر العظيم وهذا ما طلبه الرئيس السادات لتوثيق قصص البطولات علي ألسنة أصحابها خاصة مبادرة السلام والتفاوض مع اليهود وكنت أتمني أن يكتب أسامة الباز رحمه الله هذه المذكرات فهو أقدر علي تسجيل هذه الفترة. أضاف ان الرئيس السادات استطاع بدهائه ان يضحك علي العالم كله ويحرر أرضه وهذا أغضب أمريكا ولهذا أغلقت أمريكا ملف السادات في پCIA قبل اغتياله بثلاثة شهور ولهذا أطالب بضرورة توثيق التفاصيل الدقيقة وبطولات الذين شاركوا في هذه الحرب التاريخية. تحدث الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت أحد رجال المخابرات الحربية وقت الحرب عن قيم المحاربين في أكتوبر والدروس المستفادة وأهمها الصدق والشفافية بعد حرب 67 حتي لا نخدع أنفسنا مرة ثانية وأعلامنا أننا في حاجة إلي معدات وتطويرها واستطاع المقاتل المصري من خلال قدرته علي الابتكار والتجديد وتحويل المعدات إلي أسلحة هجومية بدلا من دفاعية. بالاضافة إلي أن العالم عرف أن عزيمة المصري هي الاساس في حرب 73 وهي محور التقييم والدليل قدرته علي فتح الثغرات في الساتر الترابي والذي يضم 28 نقطة قوية مسلحة بخزانات النابالم بإرتفاع 25 مترا عليه من الدشم الحصينة استطاع قهرها في 6 ساعات وهذا اعتبره خبراء العسكرية إعجازاً ليس له مثيل وأول من عبر الساتر الترابي هم المشاه لوضع السلم حتي يتمكن الجنود من الصعود مشيرا إلي أن ارادة وصلابة وعبقرية المصري هي سبب الانتصارات حيث كان الفارق كبيراً في أسلحة إسرائيل والأسلحة المصرية التي كان أغلبها من نهاية الحرب العالمية الثانية ويتذكر المقاتل نجيب مرقص الذي ظل يضرب بالمدفع من علي الدبابة حتي ارتفعت درجة حرارته وقام المقاتل بخلع سترته وغمسها في الماء ووضعها علي فوهة المدفع حتي يبرد ويستكمل دفاعه حتي استشهد. أشار إلي أن العدو لم يستطع اختراق الجيش المصري ولهذا غير منظومته واعتمد علي الحرب النفسية من بث الفتن بين الجيش والشعب ولكن شرف الوطنية والفداء يرضعها المصري منذ المهد والدليل ان الشعب والجيش نسيج واحد منذ أحمس وحتي الآن ولهذا وجهوا حملتهم التخريبية للبسطاء في القري والشباب بالجامعات وأطالب الجميع بالتوحد وضرب هذا المخطط. التخلي عن الاستعلاء اضاف اللواء طيار نصر موسي أحد أبطال حرب أكتوبر أن بناء القوات الجوية بدأ بعد 67 مباشرة للاستعداد لحرب اكتوبر وقام الرئيس مبارك بفتح الكلية الجوية وإرسال بعثات تدريبية إلي الاتحاد السوفيتي وتم تقليص التدريب من 5 سنوات إلي سنتين فقط بالاضافة إلي فهم التكتيك الغربي وفهم من هو العدو والتخلي عن الاستعلاء واستغلال اسرائيل هذا والترويج بأنه جيش ضعيف. أضاف أن قرار السادات في بداية الحرب شن ضربة جوية قرار صائب جعل خسائر القوات البرية أقل ولكن تم تسفية الضربة الجوية واختزالها في شخص واحد وقد تم التدريب في روسيا علي الطيران ولكن تعلمت في مصر كيفية أن تقاتل طائرة في الجو وتقتل العدو علي الأرض ولهذا نطالب بتوثيق الحرب بدقة وحيادية مشيرا إلي أن مصر البلد الوحيد المستهدف من 4 اتجاهات ولابد من حكم مصر من قيادة عسكرية للسيطرة علي هذه التحديات. تبة الشجرة أضاف اللواء سعيد السعدني قائد مشاه أن نقطة تبة الشجرة كانت مواجهة سرية ضد مركز قيادة إسرائيل وهي التي غيرت ما يدعيه العدو بأن الجندي المصري لا يهوي القتال ليلاً وتبة الشجرة تمت ليلا وكان ارتفاعها أعلي من خط بارليف وقامت قوات المشاه بصعودها ووضع السلالم الخشبية لتسهيل صعود الجنود وفتح في المعدية رقم 6 بالنقطة 67 وتبعد خمسة كيلو مترات من بداية إنطلاق الضربة الجوية وكانت أصعب النقاط لمواجهتها بالدبابات واستطعنا تدميرهم ولكن باستشهاد رفعت عثمان وحمزة عبدالحميد والذي قسمته الدبابة نصفين وعلي رأسهم الشهيد عبدالمنعم رياض والدسوقي حسين الضوا الذي بتر ساقه ودفنه وصمم علي استكمال المشوار.. ونتيجة كل هذه البطولات لابد من المحافظة علي سيناء وعدم تدنيسها مرة أخري وإعادت تطهيرها. أضاف اللواء باقي زكي يوسف وهو صاحب فكرة خراطيم المياه لتدمير خط بارليف بعد أن قرر الخبراء أن التدمير سيتم بالمتفجرات أو المدفعية المكثفة والذي يستمر حوالي 15 ساعة تقريبا وبخسائر 20% وكنت قائد المركبات وقتها وطلبت تسجيل رؤيتي المأخوذة عن الحفر وإنزال الرمال في بناء السد العالي وحولت لهم نقاط الضعف في ارتفاع وميل خط بارليف إلي قوة في سرعة انهيار الخط عن طريق ضخ خراطيم المياه من القناة خلال ساعتين فقط ودون خسائر وتم عرض الفكرة علي قائد الجيش وبمساعدة اللواء جمال محمد سلاح المهندسين وشريف مختار تحول التخطيط وأنهار الحصن المنيع وكان الرئيس جمال عبدالناصر قد أمر بعمل التجارب العملية التي وصلت 300 تجربة للتأكد من قدرتها علي فتح ثغرات في الساتر الترابي واصبحت منذ ذلك الوقت تدرس في العلوم العسكرية المصرية والعالمية. فرصة للشباب أما القبطان عمر عزالدين أحد ابطال عملية ايلات فقد بدأ حديثه بتحية القوات المسلحة والشعب الذي قام بثورتي يناير ويونيو والقضاء الشامخ الذي رفض الاخونة والانحياز لفصيل علي حساب الشعب المصري والمسيحيين وعلي رأسهم البابا تواضروس الذي وأد الفتنة الطائفية ويتذكر موقف الغطاسين الرائعين الذين ذهبوا للمدمرة إيلات 3 مرات في 6 شهور حتي تم تدميرها وكان عمرهم في سن الشباب وطالب الدولة بضرورة اعطاء المسئولية للشباب لأنهم المستقبل. أضاف أن عبقرية ووطنية وشجاعة الانسان المصري جعلت الاخرين يتأكدون أن المصري صعب ولهذا فكروا في الاتجاه للشباب وغرس مفاهيم الفتنة بين سنة وشيعه ومسلم ومسيحي وهنا مسئولية الدولة في تثقيف وتوعية الشباب بدون ذلك لن تتم تنميتهم. أما محمد السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية فقال ان الانتصار الحقيقي بدأ منذ محمد علي وبنائه للجيش ثم وقوف الشعب وراء الجيش في كل حروبه والتي نأخذ منها العبر والدروس في هذه الايام الصعبة وضرورة الالتفاف وراء الشباب وتبصيرهم بهذه البطولات والذين قدموا أرواحهم فداء للوطن. طالب بعودة الامتيازات لهؤلاء الابطال حيث تأثروا بعد الغائها منذ وفاة الرئيس السادات مشيرا إلي أنني في حاجة للتكاتف وتحويل طاقة الفرحة وذكري اكتوبر إلي العمل والعبور لمصر الجديدة بمشروع قومي لخدمة الوطن. لن ننهزم المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس محكمة النقص سابقا قالت بلهجة استفهامية هل يمكن لأمة أن تمتلك في ذاكرتها مثل هذا الفخر وتنهزم إن المستقبل مرهون بالمواطن العادي والذي أبهر العالم في 73 وفي 2013 وان معركة مصر مستمرة ولولا الوعي الجمعي الذي حسم الصراع وان هذا البلد لم يحتمل الرؤي المتردية من الخيانة والعمالة والإرهاب ولهذا يجب أن يكون لدينا الشجاعة الا نتصالح علي هذا الوطن فما حدث ما هو إلا لتضليل الوعي الجمعي بأسلوب ممنهج ومخطط ولكن قوة القانون وصلابة الجيش تصديا لمحاولات انتهاك الدولة ولكن مازال الخطر قائما وعلي من يحكم الوطن ان يعلم قدرة الشعب وإرادته التي اصبحت تدرس في علم السياسة والدستور. اضافت ان هذه اللحظة تحتاج للمكاشفة والمصارحة حتي نتلافي لحظات الضعف فنحن في حاجة لمزيد من الحوار وفرز الصفوف من أجل التقدم للأمام. ما أحوجنا لنقطة فاصلة لحسم الصراع الدائر علي أرض مصر والاراضي العربية. اضافت د. نائلة عمارة عميد إعلام جامعة حلوان خرجت عن صمتي عندما شعرت بمحاولات إسقاط مصر في الفوضي وكانت لحظة فارقة للدفاع عن الجيش وثقتي كبيرة في أصغر جندي وحتي أعلي درجة لخروج مصر من نفق الجهل والسقوط والتفكيك واتمني سقوط الاقنعة واستعادة الوعي كاملاً. أما يسري أبوشادي الخبير النووي والأب الروحي للاغلبية الصامتة أشار إلي أنه لابد من استعادة الذاكرة والالتفاف حول الجيش والزعيم والذي ظهر في عهد عبدالناصر وفي حرب 73 وتحويل هذه المشاعر والطاقة لمشروعات قومية وطالب بتخطي مرحلة الهدم والثورات إلي مرحلة البناء بيد الشباب المصري. أما رجال الدين الاسلامي والمسيحي د. علوي أمين أستاذ الشريعة والقانون جامعة الأزهر وبولس عويصة أستاد القانون الكنسي فقد صمما علي القاء كلمتهما سويا دليل المحبة والوحدة وأكدا علي أن مصر مازالت تواجه الحرب وانها قادرة علي مواجهتها باتحاد الجيش والشرطة والقضاء والشعب والأزهر والكنيسة والاعلام كله يداً واحده وقد جاء في رسالة البابا تواضروس للعالم ان يرفعوا أيديهم عن مصر ولا يحاولون إثارة الفتنة لأنها لن تنجح وطالبا الفريق السيسي بالترشح لرئاسة الجمهورية. واختتمت فاعليات الاحتفالية بأغنية تسلم الأيادي يا جيش بلادي.