تخطيء جماعة الاخوان المسلمين إن ظنت أنه بأفعالها الحالية ولجوء أنصارها الي العنف وممارسة الارهاب يمكن أن تعيد مصر الي ما قبل 30 يونيو.. فعقارب الزمن لا تعود أبدا الي الوراء.. كما انها تخطيء اذا اعتقدت انه بممارساتها الحالية تجعلها في موقف تفاوضي أفضل لكي تعود من جديد الي الحياة السياسية!! لقد اختارت جماعة الاخوان منذ إزاحتها عن السلطة الطريق الخطأ بممارسة أنصارها أعمال العنف والارهاب والدخول في مواجهات مع المؤسستين العسكرية والأمنية معتقدة أن إفشال الدولة هو السبيل الوحيد لعودتها الي السلطة.. وهو رهان خاسر.. قد يؤدي الي سقوط ضحايا وهو ما يحدث بالفعل الا أنه لن يؤدي أبدا الي سقوط الدولة أو عودة جماعة الاخوان الي الحكم!! إن اختيار جماعة الاخوان ذكري نصر أكتوبر يوما للصدام إن دل فانما يدل علي مدي الغل والحقد الذي تكنه تلك الجماعة للمؤسسة العسكرية التي استجابت لإرادة الشعب يوم 30 يونيو معتبرة أن ما حدث مجرد صراع بينها وبين الجيش علي السلطة.. هكذا يحاول التنظيم الدولي للاخوان وقادة الجماعة تصوير الأمر علي عكس الحقيقة!! نعم.. هناك صراع قديم بين جماعة الاخوان والمؤسسة العسكرية ليس وليد 25 يناير أو 30 يونيو وانما بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 حيث كانت الجماعة علي صلة بتنظيم الضباط الأحرار الي أن قام بالثورة ثم ساءت العلاقة فيما بينهما الي أن تم حظر نشاط جماعة الاخوان وإدخال قادتها السجون.. واستمرت الجماعة طوال تلك الفترة جماعة "محظورة" تارة تعمل في السر وتارة في العلن الي أن تم إسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك وبزغ نجمها في السماء بعد أن نجحت في حشد كافة التيارات الاسلامية الي صفوفها لتتمكن في النهاية من انهاء حكم العسكر الذي دام 59 عاما وانما ظنت الجماعة بأنها ثأرت لنفسها بعد معاناة استمرت ستة عقود!! الوضع الآن اختلف تماما.. فبعد نزول ملايين المصريين الي الشوارع والميادين يوم 30 يونيو للمطالبة بإسقاط حكم الاخوان بعد أن فشلوا علي مدار عام في إدارة شئون الدولة أصبح الصراع مع الجماعة ليس مع المؤسسة العسكرية وانما مع الشعب الذي زادت كراهيته للجماعة نتيجة لجوئها وأنصارها الي العنف الذي يحصد كل يوم ضحايا جميعهم مصريون الأمر الذي جعل الجماعة تفقد رصيدها في الشارع المصري مما يجعلها جماعة محظورة "شعبيا" قبل أن تكون محظورة قضائيا!!