وتسببت الأقدار والأمطار في عدم إعلان اجتياز الأهلي اللقاء الأول للدور قبل النهائي لبطولة الأندية الافريقية وهو يلعب في الكاميرون أمام نادي القطن عندما هطلت الأمطار بغزارة شديدة حولت ملعب أيمني سبورت الذي أقيمت عليه المباراة إلي بحيرة غطت فيه أرضية الملعب بالمياه ويأست محاولات طاقم التحكيم ومعها محاولات جهاز الأهلي ولاعبيه لاستئناف المباراة التي كان قد مضي 55 دقيقة ولم يبقي غير 35 دقيقة فقط والنتيجة التعادل بدون أهداف والمستوي العام متوسط والأهلي مسيطر الشوط الأول وضاعت منه ثلاث فرص لكل من أبو تريكة وعبدالله السعيد ووليد سليمان وواحدة في الشوط الثاني إلي أن هطلت الأمطار واضطر معها الحكم الزامبي إلي توقف المباراة.. ورغم المحاولات التي قادها الحكم الرابع بتجربة الملعب وسط هذا الجو من مياه ورياح غطت الملعب وبعد محاولات مستميتة من جهاز الأهلي مع المراقب الجزائري الا ان كل المحاولات باءت بالفشل. ولا شك أن تأجيل المباراة لليوم هو خسارة كبيرة علي لاعبي الاهلي لعدة أمور حيث انه خسر تقدمه وأداءه الطيب طوال الوقت الذي لعب فيه المباراة والذي كان في امكانه تحقيق الفوز في الوقت الباقي ونقطة ثانية فإن تأجيل المباراة قد أربك برنامج المنتخب الذي يستعد للسفر إلي كوماسي بعد أيام لأداء مباراة الذهاب أمام غانا حيث يشكل لاعبو الأهلي الركائز الاساسية في تشكيل الفريق وعودته متأخرا إلي القاهرة ثم سفرهم سوف يصيبهم بالارهاق الشديدة ثم يعودون لأداء المباراة الثانية مع القطن الكاميروني وبعدما يستعدون للقاء العودة مع غانا. وعلي جانب آخر فرب ضارة نافعة حيث أن الموافقة علي اللعب وسط ارضية الملعب بالصورة التي جاء عليها بعد الامطار تشكل خطورة شديدة علي اقدام اللاعبين وتعرضهم لاصابات قد يطول علاجها إلي ما بعد لقاء غانا الثاني.. انها لعبة الاقدار. وإذا نظرنا للحدث من وجهة نظر اخري نجد أن الاتحاد الكاميروني يشارك في الحدث حيث يعلم طبيعة بلاده وأن المباراة تقام في موسم الامطار وأن طرفها القطن يمثل الكاميرون في هذه البطولة الكبري وفي دور هام وحساس منها وهو الدور قبل النهائي فكان عليه ان يقيم المباراة في مدينة ياوندي العاصمة حيث الاستاد الرئيسي المجهز بكل شيء في مواجهة الامطار والظلام نظرا لأن ملعب ايمني سبورت بأجورا لا يمتلك وسائل تصريف المياه ولا أضواء كاشفة لمواجهة الظلام. ولا يمكن أن يعفي الاتحاد الافريقي الذي لا يراعي مثل هذه الامور ويعمل لمصلحته فقط عندما لا يفرض علي الاندية المشاركة في بطولاته ان تقام مباريات مسابقته الكبري في ملاعب تمتلك امكانيات الامان وأهمها الاضواء الكاشفة كما ان اختياره لمواقيت المباريات المهمة لم تراع لاعبي الاندية الكبري المشاركة في الأدوار المتقدمة والتي تشكل الركائز الرئيسية لمنتخبات بلادها عندما يلعبون اللقاءات المتقدمة للمسابقات في نفس توقيت المنتخبات خاصة مع التصفيات النهائية لكأس العالم وهو ما كان علي الاتحاد الافريقي مراعاته خاصة وان الاتحاد الدولي قد وضع مواعيد مباريات التصفيات في أوقات متقدمة جدا وبذلك يحافظ علي لاعبي دوله المرشحة للوصول الي المونديال. ولعل تجربة الأهلي والقطن وملعب أيمني سبورت باجورا تكون درسا للاتحادات الاهلية المشارك فرقها في البطولات الافريقية وقبلهم الاتحاد الافريقي الذي يجب ان يخلص النوايا مع الفيفا حتي لا يوقف مباريات مسابقاته في مواجهات اللقاءات الدولية الموصلة للبطولة العالمية.