قبل أن يلفظ تيار التطرف والإرهاب أنفاسه الأخيرة. يطلق آخر ما في جعبته من جرائم. متمثلا في تفجير هنا وقنبلة هناك. سواء داخل القاهرة كما حدث في محاولة اغتيال وزير الداخلية أو في سيناء وبعض مدن القناة.. إن هذا التيار لا يريد الاستسلام لأمر الشعب. والتسليم لإرادة الوطن التي أنجزت ثورة لا مثيل لها. حاول هؤلاء المتطرفون اختطافها. ونجحوا لمدة عام. قبل أن يستردها الشعب في 30 يونيه. ويصوب خطاها نحو الاستقلال والتقدم والمساواة والعدالة وبناء دولة ديمقراطية حديثة. عدم تسليم المتطرفين بالأمر الوطني الواقع. وبإرادة الشعب دفع الدولة لمواجهتهم وبنفس الوسائل التي يواجهون بها الشعب والدولة. أي بالعنف.. فهم من فتحوا بوابة العنف وهم من سينالون جزاء فعلتهم. لكن مواجهة العنف بالعنف هو معركة واحدة قد تحسم خلال أسابيع أو شهور لصالح مصر. ولكنها لا تعني نهاية التطرف وتياراته التي لم تعرفها مصر إلا مع نشأة تنظيم الاخوان منذ عام 1928 بدعم من الانجليز. وسيرا علي درب المحافل الماسونية العالمية.. فسوف تعود هذه الجماعة الدخيلة علي الحضارة الاسلامية. وعلي روح الاسلام الي ممارسة تغلغلها بين الناس وخاصة البسطاء لتطفو علي السطح من جديد بعد أعوام أو حتي عقود.. ويتكرر سيناريو مواجهة الدولة كما حدث أيام الملكية وأيام عبدالناصر وأيام السادات وأخيرا هذه الأيام. سيتكرر السيناريو لأن جناحا أساسيا مازال غائبا عن هذه الحرب. انه جناح الحرب الفكرية أو المواجهة الفكرية. التي تبدأ بتصحيح المفاهيم لدي عامة الناس.. فهذا التيار ليس اسلاميا بل هو "متطرف"..ولا يصح الربط بينه وبين الإسلام من قريب أو بعيد.. انه مرتبط بأعداء الاسلام دائما.. أيام الاحتلال الانجليزي لمصر كان مرتبطا بالانجليز وحصل علي دعمهم المادي. وهو الآن مرتبط بأمريكا والصهيونية العالمية: أعدي أعداء الاسلام. جزء من هذه الحرب الفكرية كذلك حشد كل القوي من صحافة وإعلام وثقافة واقتصاد للوصول الي الشباب في القري والنجوع والعزب بشتي الوسائل: أعمال فنية مسرحية وغنائية وموسيقية. خطب في المساجد. ندوات تثقيفية. لقاءات وطنية في كل مناسبات الأفراح والأتراح بين المسلمين والمسيحييبن.. الوسائل والآليات كثيرة وكفيلة بالقضاء علي التطرف وتجفيف منابعه خلال سنوات.. اذا توافرت الإرادة السياسية لذلك.