قضي د. محمد البلتاجي القيادي الإخواني ليلته الماضية في زنزانة انفرادية في ليمان طرة ولم يغمض له جفن طوال الليل وبدا مذهولاً وشارداً ورفض تناول الطعام رغم تقديم إدارة قطاع سجون طرة الأطعمة له واكتفي بالمياه. بدا البلتاجي مستسلماً للغاية حيث سلم متعلقاته الشخصية إلي إدارة السجن وأدلي بكامل بياناته ورقمه القومي الذي تم تسجيله في الدفتر وتسلم البدلتين البيضاوين ثم تم نقله إلي زنزانته. بمجرد دخوله إلي الزنزانة المزودة بدورة مياه توضأ وصلي وظل يتمتم ببعض الآيات القرآنية بينما تم نقل خالد الأزهري وجمال العشري المضبوطين مع البلتاجي إلي سجن ملحق المزرعة بعد اتخاذ الإجراءات المماثلة نحوهما. وفور القبض علي البلتاجي وفي طريق إيداعه سجن طرة قال للضباط الذين اصطحبوه إلي منطقة السجون: "أنا مش بتاع شغب ولا مشاكل وأكره العنف وأدعو دائماً إلي المنهج السلمي حتي الفيديو الأخير الذي ظهرت فيه بقناة الجزيرة كنت أدعو فيه للسلمية وكل خطاباتي تدعو للسلمية". كما قال البلتاجي ان اعتصام رابعة العدوية لم يكن به سلاح. أمر المستشار ياسر التلاوي المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة بحبس القيادي الإخواني د.محمد البلتاجي 15 يوماً علي ذمة التحقيقات بعد أن وجهت له 7 اتهامات هي تحريض شباب الإخوان المسلمين بإطلاق النيران علي سكان بين السرايات مما أسفر عن مقتل 16 مواطناً وإصابة أكثر من 300 آخرين وكذلك تحريضه لهم علي اقتحام كلية الهندسة وتخريبها وإشعال النار فيها وإحراق مبني محافظة الجيزة وأيضا تهمة الشروع في القتل ومقاومة السلطات وإشاعة الفوضي. جاءت عملية ضبط د.محمد البلتاجي القيادي الإخواني في واحدة من أقوي الضربات الأمنية التي وجهتها الأجهزة الأمنية إلي جماعة الإخوان المسلمين خاصة أنه المسئول عن الملف الأمني للجماعة وحزب الحرية والعدالة. وأن هناك عدداً كبيراً من أعضاء الجماعة وكوادرها بذلوا كل الجهود لإخفائه والحيلولة بينه وبين رجال الأمن. وذلك منذ البدء في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة واعتلائه المنصة والتحريض علي أعمال العنف والشغب ومن قبلها في أحداث الاتحادية ومبني مكتب الإرشاد في المقطم. نجح "البلتاجي" خلال الفترة الماضية في الاختفاء خاصة بعد فض اعتصام رابعة العدوية. وقامت أكثر من مأمورية أمنية لضبطه لكن لم يتم العثور عليه إلي أن قام بعمل الرسالتين اللتين تم بثهما من خلال قناة "الجزيرة" مباشر علي مدار ال 72 ساعة الماضية. وكان كل ذلك محل رصد من جميع الأجهزة الأمنية إلي أن وردت معلومات إلي قطاع الأمن العام والأمن الوطني عن مغادرة البلتاجي منطقة مدينة نصر إلي الجيزة وتوجه إلي احدي القري بمركز أبوالنمرس وذلك منذ 24 ساعة فقط. وبناء عليه قام فريق عمل مكون من الأمن العام والأمن الوطني ومباحث الجيزة بتكثيف عملية البحث وراء تلك المعلومات إلي أن تم التأكد منها. وأن البلتاجي ومعه آخرون يتواجدون في عقار مبني حديثاً في الأراضي الزراعية في قرية ترسا مركز أبوالنمرس بالجيزة في مبني مكون من طابقين والثالث تحت الإنشاء. ورصد الحركة في المنزل المشار إليه والتأكد من تواجد البلتاجي فيه. وهذا المبني ملك للإخواني علي فرحات. عقب تأكد المعلومات تم تشكيل فريق عمل من ضباط الأمن العام وأمن الجيزة والأمن الوطني والعمليات الخاصة والأمن المركزي وتوجهت المأمورية في توقيت تم الاتفاق عليه والتواجد في محيط المنطقة قبل التنفيذ ب 14 ساعة خاصة أنه تبين أن صاحب المنزل قام بعمل بوابة حديدية سميكة لتأمين المبني. وكذا غلق جميع النوافذ بالحديد المشغول. وقامت القوات بتسلق الجدران حتي الصعود للدور الثاني الذي كان متواجداً فيه البلتاجي وخالد الأزهري وزير القوي العاملة السابق والكادر الإخواني جمال العشري المسئول عن الملف الأمني في جماعة الإخوان بالجيزة. وكانوا نائمين. وعندما استيقظوا بعد شعورهم بوجود القوات لم ينطق أي منهم سوي بكلمات "فيه ايه.. فيه ايه" وحاول الأزهري الجري لكنه فشل فالقوات كانت إلي جواره. البلتاجي كان بحوزته داخل الشقة كاميرا تصوير وبعض الأوراق والمستندات و3 هواتف محمولة. بينما كان بحوزة كل من الأزهري والعشري 4 هواتف. وتم التحفظ عليها. وكان البلتاجي يرتدي جلباباً وقد سمحت القوات لهم بحمل بعض متعلقاتهم الشخصية عند اصطحابهم. خاصة أن أياً منهم لم يبد أي مقاومة باستثناء الأزهري الذي أصابته المفاجأة بحالة عصبية وحاول الهرب. علمت "المساء" أن نقل البلتاجي والأزهري والعشري إلي المسكن الذي ألقي القبض فيه عليهم كان بمثابة المحطة التي سينقل بعدها البلتاجي إلي حدود مصر إما إلي مرسي مطروح تمهيداً لتهريبه إلي ليبيا أو نقله إلي الصعيد للاختباء في أسيوط لحين نقله عبر النيل إلي السودان ومنها إلي اليمن. وذلك بعد الاتفاق مع بعض العناصر المعروف عنها قدرتها علي تنفيذ ذلك مقابل حصولهم علي مبالغ مالية كبيرة. وأن التفاوض مع هؤلاء بدأ منذ فض اعتصام رابعة العدوية. ولكن تواصلت الجهود وتم تسريع وتيرة التفاوض بعد القبض علي صفوت حجازي وأسامة ياسين وشعور قيادات الجماعة باقتراب موعد القبض عليهم وأن المحاولات التي يقومون بها لتضليل رجال الشرطة بأنهم خارج البلاد باءت بالفشل ومحاولات البلتاجي تليفزيونياً من خلال "الجزيرة مباشر" متقمصاً شخصية "بن لادن" لم تنطل علي الأجهزة الأمنية. من جانبه أكد اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية أنه تم ضبط القيادي الإخواني محمد البلتاجي وذلك في مسكنه وسط الزراعات في قرية ترسا بمركز أبوالنمرس بالجيزة وبرفقته كل من خالد الأزهري وزير القوي العاملة السابق والقيادي الإخواني جمال العشري. أشار الوزير إلي أن القبض علي البلتاجي ورفاقه جاء تنفيذاً لقرارات النيابة العامة بضبطهم وإحضارهم علي ذمة العديد من القضايا. أضاف وزير الداخلية أن الأجهزة الأمنية تواصل جهودها الحثيثة من أجل ضبط جميع قيادات الجماعة المطلوب ضبطهم وإحضارهم. مشيرا إلي أن رجال الشرطة يواصلون تضحياتهم بالغالي والنفيس من أجل حفظ أمن وأمان الوطن. وأشاد الوزير بالجهود التي بذلها أفراد المأمورية التي توجهت لإلقاء القبض علي البلتاجي الذين جاء أداؤهم متميزاً مثل زملائهم الذين قاموا بضبط باقي العناصر القيادية لجماعة الإخوان المسلمين. في بيان رسمي أكدت وزارة الداخلية أن قطاع الأمن العام والأمن الوطني وبالتنسيق مع مديرية أمن الجيزة نجحوا في إلقاء القبض علي القيادي الإخواني محمد البلتاجي الصادر بحقه عدد من قرارات الضبط والإحضار من قبل النيابة العامة. وأوضح المصدر أن عملية الضبط تمت في قرية ترسا بالجيزة لتنفيذ قرار الضبط والإحضار الصادر من النيابة العامة في هذا الشأن. وأنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية لتنفيذ ذلك. من ناحية أخري حاول البلتاجي نفي كل التهم الموجهة إليه.. حيث قال للضباط الذين اصطحبوه إلي منطقة طرة: إنه يكره العنف ويدعو دائماً إلي النهج السلمي. وأن رابعة لم يكن بها سلاح!.. وقال: أنا مش بتاع شغب ولا مشاكل. وكل خطاباتي تدعو للسلمية حتي ما قمت بتسجيله وأذيع في الجزيرة مؤخراً!!