الفشل الكلوي هو توقف الكليتين عن العمل حيث تقل كفاءتهما عن 20% من حجم وظيفتهما وذلك يتوقف علي سبب الاصابة وشدتها. يقول د. عرفة عبدالرحيم استشاري جراحة المسالك البولية انه طبقا لاحصائية الجمعية المصرية لأمراض الكلي فإن معدل الفشل الكلوي في زيادة مستمرة. ففي عام 1970 كان المعدل 10 حالات لكل مليون مواطن وفي 1996 بلغ 214 لكل مليون مواطن وفي 2000 بلغ 315 لكل مليون مواطن وعام 2005 أصبح 500 لكل مليون مواطن. في حين ان المعدل العالمي هو 280 حالة لكل مليون مواطن وهذا يعني ان معدل الفشل الكلوي في مصر هو ضعف المعدل العالمي بل وفي زيادة مستمرة. أضاف انه من سوء الحظ ان الفشل الكلوي ليس له أعراض واضحة ولا تظهر الأعراض إلا في الحالات المتأخرة فقط بعد فقدان أغلب وظائف الكلي وهنا يثار سؤال نسمعه من أغلب مرضي الفشل الكلوي.. هل الفشل أصاب الكليتين معا؟ والرد بالإيجاب.. بالنسبة للأعراض المرضية فهي أعراض عامة تتشابه مع كثير من الأمراض الأخري ومنها فقدان الشهية والقيء والضعف العام والشعور بالإرهاق من أقل مجهود والهرش وآلام العظام وغيرها.. وعند الكشف علي المريض نجد انه شاحب الوجه بسبب الأنيمبيا وتورم القدمين وارتفاع ضغط الدم وهبوط القلب. أشار إلي ان الفشل الكلوي يؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم حيث ان 80 100% من مرضي الفشل الكلوي يعانون من ضغط مرتفع ويرجع هذا إلي العوامل الآتية: زيادة تركيز الصوديوم والسوائل بالجسم وزيادة نشاط هرمون الرينين والانجيوتنسين وزيادة نشاط الجهاز العصبي السيمبتاوي اللا إرادي والقابض للأوعية الدموية وعدم التوازن في افراز المواد الموسعة والقابضة للأوعية الدموية. أكد ان كمية البول ليست دليلا علي عدم وجود فشل كلوي أي ان المريض قد يدر كمية من البول مثل الشخص السليم مع وجود خلل في وظائف الكلي والخلل هنا يكمن في الكيف وليس الكم أي ان الكمية كافية ولكنها لا تحتوي علي المواد الضارة التي يجب أن يتخلص منها الجسم. وعندما نشك في وجود فشل كلوي مزمن نقوم بعمل التحاليل الخاصة بوظائف الكلي حتي يتبين مقدار الفشل ونحاول أيضا عن طريق بعض التحاليل والاشعات أن نتعرف علي السبب الذي أدي لهذا الفشل. تحدث عن العلاج قائلاً: يسمي العلاج هنا بالعلاج الاستيعاضي أي انه ليس علاجا في محاولة للشفاء. فالكليتان لا تعملان ونحن نعوض الجسم عنهما بجهاز يقوم بمهمتهما وهو ما يطلق عليه مجازا اسم الغسيل الكلوي وهناك نوعان من الغسيل الكلوي "الاستصفاء الدموي والاسترشاح البريتوني في تجويف البطن".. والاستصفاء الدموي يحتاج لجهاز خاص يمر من خلاله دم المريض لاستخلاص المواد الضارة والمياه الزائدة علي حاجة الجسم ثم يعود مرة أخري للمريض ويوجد داخل الجهاز مرشح يمر خلاله الدم اعتمادا علي نظرية الضغط الاسموزي.. أي المواد الضارة الموجودة في الدم بنسبة عالية تنتقل عبر المرشح إلي المحلول الخاص المستخدم ويصبح الدم أكثر نقاء. الاسترشاح البريتوني ويعتمد علي نفس النظرية مع استعمال الغشاء البريتوني بدلا من المرشح الموجود في جهاز الكلي الصناعية والغسيل البريتوني لا يحتاج إلي أجهزة سوي مراعاة النظافة التامة والتعقيم أثناء توصيل الكيس المليء بالمحلول حيث يدخل مباشرة إلي تجويف البطن وانبثق من هذا النوع نوع آخر يسمي "الاسترشاح البريتوني المتنقل المستمر" ويقوم به المريض بنفسه أو يساعده أحد أقاربه في المنزل. ويلاحظ ان اختيار نوع الغسيل يرجع أساسا للطبيب. فالاستصفاء الدموي تستخدم فيه مادة تمنع تجلط الدم وبالتالي لا يصلح للذين يعانون من سيولة في الدم أو أي حالات نزيف سواء داخلي أو خارجي وكل نوع من هذه الأنواع له مزاياه وعيوبه ومضاعفاته لذلك يتم تحديد النوع المناسب لكل مريض علي حدة. أما زراعة الكلي فلاشك انها الأفضل لعلاج الفشل الكلوي حيث تحول الانسان من مريض إلي عضو منتج في المجتمع يعمل بصورة طبيعية وعمليات زراعة الكلي تتناسب طرديا مع تقدم الأمم وفي مصر تبلغ نسبة زراعة الكلي حوالي 7% قابلة للزيادة بعد اقرار قانون زراعة الأعضاء. ويبلغ متوسط عمر الكلية بعد الزرع 11 سنة عمر المريض بعدها 19سنة حسب احصائية مركز الكلي بالمنصورة ولإجراء عملية زرع كلي يجب أن يكون هناك متبرع بهذه الكلي وبما انه ثبت علميا ان كلي واحدة قد تكون كافية لحياة الشخص لذا اجيزت عمليات نقل الكلي من الاحياء بعد التأكد من ان الكلي الأخري سليمة تماما وان صحته العامة تتحمل هذه العملية.. أيضا يتم نقل الكلي من شخص حديث الوفاة ومن المعروف ان الجسم البشري يطرد أي جسم غريب يزرع داخله. لذلك نقوم بعمل تحاليل خاصة للأنسجة بالنسبة للمتبرع والمريض في محاولة للوصول للمتبرع المناسب ولا يوجد شخصان متفقان تماما في الأنسجة. إلا في حالات التوائم.