انتهت السبت الماضي أولي "قوافل الثورة الثقافية" التي اطلقتها وزارة الثقافة وبدأت من مدينة السويس باعتبارها مدينة الصمود والتصدي وأول من قدم شهداء لثورة 25 يناير المباركة. القافلة افتتحها د. عماد أبو غازي وزير الثقافة والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة والكاتب أحمد زحام نائب رئيس الهيئة وبدأت من حديقة "هايد بارك" التي تزينت بصور شهداء السويس "30 شهيداً" ولوحات عن يوميات الثورة منذ اندلاعها وحتي تنحي الرئيس السابق. ثم انطلقت مسيرة بالشموع من "هايد بارك" وحتي النصب التذكاري للجندي المجهول. بعدها تم افتتاح قصر ثقافة السويس وتفقد الضيوف معرض الكتاب ومعارض الفن التشكيلي لفناني السويس. اعقب ذلك حفل فني قدمه المخرج أحمد السيد أحد الفنانيين الذين قدموا مشروع "قوافل الثورة الثقافية". وقال د. عماد أبوغازي ان ثورة 25 يناير هي صاحبة الفضل في اقامة القوافل الثقافية لشباب مبدع يريد أن يقدم شيئاً لمصر. ونحن نحتفل بأول قافلة ثقافية وكان اختيار الشباب ان تكون السويس هي أول مدينة تنطلق منها القوافل حيث كان لها الفضل في انتصارات اكتوبر 1973 وثورة يناير التي سقط فيها أول شهداء للثورة في مصر. وإذا كان هدف القوافل نبيلاً ووطنياً. وإذا كان اليوم الاول قد خرج بصورة جيدة ولائقة. فإن ما حدث بعد ذلك يؤكد أن هناك خللاً ما في إدارة هذه القوافل. فقد تم الاعلان عن مشاركة الشاعر سيد حجاب والكاتب علاء الاسواني. والكاتب والناشط السياسي د. حسن نافعة. لكن أحداً منهم لم يحضر. ولا ندري هل تم التنسيق مع هؤلاء قبل القافلة بوقت كاف. أم ان الدعوة جاءت في اللحظات الاخيرة فلم يتمكنوا من الحضور؟ وإذا كان التنسيق قد تم فعلاً فلماذا لم يحضر هؤلاء الاساتذة للمشاركة في هذه المهمة القومية التطوعية. هل هم أكبر مثلاً من أن يشاركوا في قافلة تتوجه لمدينة باسلة مثل السويس. هل هم مشغولون لشوشتهم في البرامج التليفزيونية الاكثر انتشاراً وجلباً للشهرة. أم ماذا بالضبط. وفي ظني ان عدم التنسيق مع هيئة قصور الثقافة تسبب في هذا الخلل. فهي مؤسسة كبيرة ولديها أجهزتها وإداراتها التي يمكنها القيام بمثل هذه المهام. أما أن تترك الامور هكذا فهذا يعد ضرباً للقوافل في مقتل وفاقداً لمصداقيتها.. إما أن يكون هناك برنامج معد بشكل جيد ومنضبط وإما أن يعطي العيش لخبازه. لا شك ان الفنانين أصحاب هذه الدعوة صادقون في توجههم ويريدون تقديم شئ محترم للوطن. لكن هذا الشئ لابد ان يكون جاداً ومنضبطا وليس مجرد احتفال كرنفالي يوم الافتتاح. حتي لو جاء بشكل جيد. ثم بعد ذلك لا شئ. ناصر عبد المنعم. أحمد السيد. أحمد رجب. خميس عز العرب. أحمد عبد الرازق. بسمة محمد ياسر. وائل حسين شلبي.. هؤلاء هم الفنانون أصحاب مبادرة القوافل الثقافية.. وقد بذلوا للأمانة- جهداً مشكوراً في هذا العمل "التطوعي".. لكن البداية. في ظل عدم حضور الضيوف المعلن عنهم. غير مشجعة.. أول القصيدة كفر.. النوايا طيبة ومحترمة وصادقة.. لكن التنفيذ لم يأت علي قدر المتوقع.. وهو ما نرجو أن يتم تجنبه في القوافل القادمة.. شئ من التنسيق يا سادة!!