في القصة الشهيرة "شيء من الخوف" للكاتب الراحل ثروت أباظة .. ظهر الفتي عتريس في طفولته بريئاً وجميلاً رافضاً سياسة جده العنيفة والظالمة والقاهرة مع أهل قريته الطيبين المسالمين المقهورين.. وبهذه الطيبة كسب "الحفيد" تعاطف كل من حوله بمن في ذلك "فؤادة" حبيبة قلبه.. وبعد مقتل جده علي يد أحد ضحاياه الذي ذاق المر والذل علي يديه تحول الحفيد البريء لسفاح أكثر شراسة من جده يسرق ويقتل ويظلم من أهل قريته.. ولا نعلم من أين اكتسب هذا الحفيد كل هذا الجبروت أم أن الجبروت كان يجري في عروقه ومنتظر لحظة مناسبة لينفجر في وجه الناس.. أم أنه الغباء الذي دفعه لكي يستغني عن الأرض الطيبة وشعبها الطيب وعن "فؤادة" ليتحول إلي شرير يحيط به اشرار القرية.. أم أنه أراد أن يتخلص من ضعفه علي طريقة الطغاة. لماذا تمادي في ظلمه ولم يضع له حداً.. لماذا لم يقرأ نهاية جده التي كانت أمام عينيه.. لماذا كابر وعاند حتي بات محاصرا من الثائرين والأشرار الذين كبروا حوله حتي شعر بأنه لا نهاية له؟. الخطير في الأمر أن أهل القرية الذين فرحوا لموت الجد تغيرت مشاعرهم قليلا لموت الحفيد.. فهذا الشعب الطيب لم ينس طفولة "الحفيد" البريئة.. ولكن الحفيد لم يحفظ ذلك ولم يحافظ عليه وباع كل شيء واشتري حياته ورجاله وقصره المشيد الذي ظن أنه سيحميه من الموت فكان سببا رئيسيا في القضاء عليه.. لم يتوقع أن شيئا ما يكبر وينمو ويوشك علي الانفجار.. بل أنه لم يشعر بالانفجار ولم يشعر إلا والنار تحيط به من كل جانب.. صرخ ينادي علي "فؤاده".. لم يسمع أحد صوته تلاشي وراح عتريس.. ولكن للأسف راح عتريس وجاء عتريس وثاني وثالث ولم يتعلم أحد الدرس ولم يفكر أحد في أن يحاسب نفسه في دنياه.. قبل أخرته.