حالة من الفوضي سادت شوارع الإسكندرية أمس اختلط فيها الحابل بالنابل ما بين إطلاق الأعيرة النارية علي المارة وقتلهم وسحلهم نهاراً وليلاً وإحراق السيارات واقتحام الأحزاب ومهاجمة المحال التجارية.. في ظل غياب تام لقوات الشرطة التي اختفت ما بين أقسامها ومديرية الأمن تاركين الشارع لجماعة الإخوان تجوب الشوارع بالبنادق الآلية كما تشاء.. وعمليات اغتيال علنية شهدتها الإسكندرية منذ فترة الظهيرة في أعقاب خروج مسيرة حاشدة لجماعة الإخوان من مسجد سيدي بشر باتجاه منطقة فكتوريا قطعت طريق الكورنيش وأصابته بالشلل التام واتجهت المسيرة المرددة كالمعتاد الهتافات المعادية للقوات المسلحة والشرطة إلي موقع كنيسة القديسين لمحاولة اقتحامها وهو ما أدي إلي نشوب مشاجرة بين المواطنين الذين تصدوا للدفاع عن الكنيسة واستمرت المشاجرة بطول منطقة سيدي بشر استخدم فيها الإخوان الأسلحة النارية الآلية ليسقط ثلاثة مواطنين قتلي بالأسلحة النارية بطلقات بالرأس أدت لمصرعهم علي الفور. القوات المسلحة سارعت لتأمين مقر كنيسة القديسين وأغلقت الشارع المؤدي إليها وجميع الاتجاهات الفرعية ووضعت الأسلاك الشائكة حول الكنيسة لحمايتها. الأهالي رفعوا صور الفريق "السيسي" أمام مسيرات الإخوان وهو ما أدي إلي نشوب المزيد من المشاحنات. مسيرة الإخوان ما إن وصلت إلي منطقة فندق "الفورسيزون" بسان استيفانو حتي قاموا بقذف الفندق بالحجارة وتحطيم واجهة الكافتيريات وحاولوا اقتحام المول التجاري وهو ما اضطر أمن "المول" لاخلائه علي الفور وغلق المحال التجارية.. فيما قام بلطجية الإخوان باحراق سيارة للشرطة كانت تقف بجوار المول التجاري وأعقبه عملية اقتحام حزب الدستور بمنطقة سان استيفانو وتحطيم محتوياته وتحطيم أحد المطاعم الكبري بالمنطقة. استمرت مسيرة الإخوان لتصل إلي منطقة سيدي جابر حيث استمروا في أعمال البلطجة وأطلقوا النيران بكثافة علي القوات المسلحة التي تقوم بتأمين شارع المشير وقامت القوات المسلحة بضبط النفس حتي لا تبادلهم إطلاق النيران ثم جاءت المواجهات الدامية بين أهالي منطقة محطة الرمل والمنشية والجمرك الذين خرجوا لمواجهة الإخوان عند وصولهم بالأسلحة النارية لمحطة الرمل ليقوموا باشعال النيران من جديد بمبني المجلس المحلي بحجة انه لم يحترق بصورة كاملة أول أمس ثم حاولوا اقتحام قسم العطارين ليتصدي لهم الأهالي دفاعا عن القسم بالزجاج والطوب في مواجهة الأسلحة النارية ليسقط "أربعة" قتلي من الأهالي وتم نقلهم إلي المستشفي الأميري حيث لفظوا أنفاسهم علي الفور متأثرين بإصاباتهم. حصيلة الاشتباكات النهائية 7 قتلي و100 مصاب ما بين طلقات نارية وإصابات بالطوب والزجاج. حرب الشوارع والكر والفر بين الأهالي والإخوان استمرت حتي ساعات الحظر مع تهديد من الإخوان بأن غدا هو جمعة "الجحيم".. والإسكندرية بصورة عامة مصابة بحالة من الشلل التام منذ الصباح الباكر حيث تم إحراق صناديق القمامة وارتفاع كميات القمامة بالشوارع لعدم تواجد شركة النظافة وأغلقت المحال التجارية أبوابها واختفي الباعة الجائلون فيما انتشرت اللجان الشعبية بالشوم في الشوارع لحماية المحال المغلقة خوفا من اقتحامها.. وأمام مشرحة الإسكندرية شهدت المنطقة تواجدا لأسر إخوانية أغلبهم من المحافظات نشبت بينهم وبين عمال المشرحة مشاحنات للتشاجر حول أولوية خروج الجثث. علي الجانب الآخر تعرض حسام الدين عيسوي - 53 سنة - صاحب شركة - للتعدي عليه بالضرب المبرح أثناء مروره بسيارته بشارع شامبليون من قبل جماعة الإخوان وحطموا سيارته واتهم محمد البلتاجي وعصام العريان بالتحريض علي الاعتداء علي المواطنين السلميين. فيما قامت مديرية أمن الإسكندرية بحصر تلفيات هجوم الإخوان علي المنشآت بالإسكندرية حيث تم تحطيم 12 لوحا زجاجيا بمكتبة الإسكندرية واحراق محتويات نقطة شرطة الإبراهيمية وحرق مكتب مرور الجامعة وحرق 25 سيارة بمنطقة قسم برج العرب وتحطيم 3 أكشاك حراسة خاصة بالبنوك وحرق الأشجار وصناديق القمامة بمنطقة سيدي جابر وهدم سور قطعة أرض فضاء وحرق الكاوتش بشوارع منطقة سموحة. انتشرت قوات الجيش والأمن المركزي والمدرعات والدبابات في ساعة متأخرة ليلا بالإسكندرية وانتشرت بشوارع الثغر بعد ما تردد عن وجود نية لتفجير مكتبة الإسكندرية التي أصبحت في مرمي هدف لهجوم الإخوان بصورة يومية بالاضافة إلي ما تردد حول محاولة اقتحام بعض الكنائس بالإسكندرية وانتشرت القوات والدبابات أمام جميع المنشآت الحيوية بالثغر وبمنطقة محطة الرمل. تمكنت قوات الدفاع المدني من إبطال قنبلة بدائية تم العثور عليها داخل موزع الكهرباء الخاص بمنطقة البيطاش بالعجمي لقطع الكهرباء عن المنطقة بأكملها.