عندما يشارك الأهلي والزمالك في بطولة دولية وافريقية علي وجه الخصوص فإنهما في هذه الحالة لا يمثلان الناديين فقط ولا تعد مشاركتهما مجرد منافسة مع فرق باقي القارة ولكن وفي المقام الأول يمثلان بلدهما مصر حتي يصل هذا التمثيل إلي أعلي مرتبة سياسية يتطلب معها تضافر جهود كل قطاع الرياضة المصرية لمعاونتهما ومساندتهما من أجل استمرار المحافظة علي اسم مصر الكبير داخل القارة كما هو معروف بكل تاريخ هذا البلد ومكانته بين أقرانه الأفارقة كرائد لتحرير أغلب البلاد الافريقية من الاستعمار الأوروبي كما لا يجب إغفال فضل رجاله علي نهضة شعوب تلك البلاد بالمساهمة في تحويلهم من مجرد عبيد كانوا يباعون ويستغلهم المستثمرون حتي كانوا يساقون من بلادهم إلي دول المستعمر عبر البواخر من سواحل المحيط الهندي الذي يحيط بقارة افريقيا وقد شاهدت بعيني الأماكن التي كان يساق فيها أبناء أكثر من شعب افريقي في السنغال وكوت ديفوار وغانا والكاميرون وغيرهم من البلاد الواقعة علي ساحل المحيط في غرب افريقيا مكبلين بالسلاسل. وخلال فترة الستينيات كان لمصر أفضال كثيرة علي هذه الشعوب وكان مجرد سماع اسم مصر فإنه يشكل لهم الاطمئنان والشعور بالدفء والاحترام بفضل اهتمام مصر بافريقيا ونهضتها. ولعل التاريخ لم ولن ينسي فضل مصر ورجالها الكرويين بالذات علي القارة الافريقية عندما أسس الاتحاد الافريقي لكرة القدم عام 1957 والمشاركة في كل نشاطه منذ هذا التاريخ حتي وقتنا الحالي علي جميع المستويات الكروية سواء المنتخبات بكل قطاعاتها من الفريق الأول إلي الناشئين.. وكذلك الأندية المصرية التي ساهمت في نهضة وانتشار المسابقات التي يرعاها الاتحاد الافريقي. أردت بهذه المقدمة المختصرة عن دور مصر الرياضي في القارة الافريقية أن أؤكد انه لا يصلح.. ولا يصح.. ويعد عيبا كبيرا أن تغيب الكرة المصرية عن المسابقات الافريقية ولا يجب ألا يكون مكانها بعيدا عن المقدمة والقمة وإلا يعد ذلك عيبا فينا نحن.. وهنا بيت القصيد. فعندما تري عدم اهتمام قطاع الرياضة في مصر بداية من وزارة الدولة للرياضة واتحاد الكرة بمساعدة الناديين الكبيرين في مسيرتهما بواحدة من أقوِي مسابقات القارة الافريقية فإن ذلك يكون التقصير بعينه.. بل وجهل هاتين الجهتين المسئولتين عن الرياضة واللعبة بطبيعة مشاركة أكبر ناديين في مصر في بطولات افريقيا وضرورة تواجدهما في هذا المحفل المهم لاستمرار تواجد مصر علي قمة القارة كما هو المفروض وكما كان في السنوات السابقة. وتنضم غيبوبة وزارة الرياضة واتحاد الكرة إلي نفس السياسة التي اتبعها النظام السابق الذي أعطي ظهره لافريقيا وكانت النتيجة هي فقد هذه المكانة في القارة الأمر الذي نتج عنه تجرؤ دول صغيرة علي مصر وتحديها ومحاولة إقصائها عن عرش القارة ولعل ما نراه الآن مع مشكلة المياه من دول المنبع ومحاولات حرمان مصر من حصصها في نهر النيل لخير دليل.. إلي أن وصل إلي تدخل دول أخري في شئوننا الداخلية وابداء آراء فيما يحدث عندنا في الداخل. لذا فإن معاونة الأهلي والزمالك في مسيرتهما الافريقية وتوفير كل سبل الراحة لأمر مهم للغاية حتي لا يتكرر ما حدث لهما من ابتعاد وزارة الرياضة واتحاد الكرة من عدم مساندتهما في المباريات التي يخوضها القطبان وكأنهما من دولة أخري حتي أصل إلي أن كل ما حدث لهما خلال مباراتي دورة بطولة الأبطال الافريقية سببه الأول ميت عقبة والجبلاية بابتعادهما بحجة الأمن ليلعب كل منهما في عز الصيام ودرجة الحرارة المرتفعة مباريات في غاية الأهمية في حين كان في مقدورهما عمل الكثير من التدخل لدي الداخلية في نقل المباراتين إلي الإسكندرية وإجبار الأمن علي ذلك لأن من يؤمن المباراة في الأقصر يستطيع تأمينها في الإسكندرية.. وكفانا عناداً وأخطاء وهروباً من المسئولية والتمسك بالكراسي والمنظرة والكرة المصرية تضيع وهم يتفرجون ويبتعدون لنبكي جميعا بعدها علي اللبن المسكوب.. وخذوا من سد النهضة في اثيوبيا عبرة وعظة.