رأت مجلة "نيويوركر"الأمريكية ان الخيار الوحيد الباقي أمام قادة جماعة "الإخوان" هو الاستسلام والاعتراف بالواقع حيث لم يعد لديهم إلا القليل من أوراق المساومة. اعتبرت المجلة إعلان الرئيس المؤقت عدلي منصور عن انتهاء مرحلة الجهود الدبلوماسية بمثابة إخلاء طرف الجهات الساعية إلي تحقيق تسوية أو إبرام اتفاق قائلة انه ليس ثمة مجال للدهشة من عدم التوصل إلي أية تسوية مع جماعة "الإخوان". رأت المجلة في بيان منصور الذي حمل فيه الجماعة مسئولية فشل الجهود وما قد يستتبعه ذلك بدوره تلويحا بأن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد في أغلب الظن فض اعتصامات الإخوان بالقوة بما يعني مزيداً من الدماء. حيث ينظر الاخوان للمؤسسة العسكرية علي انها الدخيل والمنافس الضئيل المحسوب علي التيار الإسلامي وفي المقابل تنظر جماعة "الإخوان" للمؤسسة العسكرية باعتبارها مثلا للدولة العميقة. ورصدت المجلة الأمريكية استمرار جماعة "الإخوان" إبان الفوضي التي اعقبت سقوط مبارك في عقد صفقات خلف الكواليس مشيرة إلي انها استخدمت انتصاراتها في عمليات الاقتراع كأداة نفوذ في تلك الصفقات مؤكدة ان الجماعة لم تمتزج أو تتوحد أبداً مع الثوار في الشوارع. قالت المجلة الأمريكية ان غياب الرؤية جعل مرسي رجل الكواليس الذي يفتقر إلي الشخصية المتميزة يبدو نسخة كربونية من مبارك وعلي الرغم من قدوم مرسي عبر الانتخابات الديمقراطية إلا ان مصر استمرت في ثورة ارجعتها إلي ان تطلعات الناس إلي العدل والنزاهة الحكومية واصلاح مؤسستي القضاء والشرطة والعدال الاجتماعية لم تشهد بداية لتلبيتها. ورصدت المجلة ما يتمتع به وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي من دعم مالي من قبل دول الخليج ومن شعبيته في الشوارع المصرية بين من يرحبون بوعوده بإعادة الانطلاق من جديد في عملية التغيير السياسية التي تعثرت فيما بعد سقوط مبارك.