تبدو الدولة الآن في صورة الحمل الوديع الذي لا حول له ولا قوة في مواجهة جماعة الإخوان وميلشياتها المتنمرة للانقضاض عليها.. الدولة تتحدث لغة ناعمة بحرصها علي سلامة المعتصمين في رابعة العدوية والنهضة وأنها لن تلجأ للقوة في فض هذا الاعتصام. وتناشد مرة بعد أخري بأن يتكرم المعتصمون ويتفضلوا بالخروج من الميدانين مع ضمان عدم التعرض لهم وعدم ملاحقتهم. وفي المقابل يرفض المعتصمون نداءات السلام ويصرون علي البقاء.. بل ويمدون اعتصاماتهم إلي أماكن أخري.. ويقطعون الطرق علي المارة ويوقفون حال البلد.. ورأينا كيف تحركت مجموعات لمهاجمة مدينة الانتاج الاعلامي.. وكيف حطموا بعض الواجهات واصابوا عدداً من رجال الأمن الذين تصدوا لهم لمنعهم من الدخول اليها والاعتداء علي من فيها واحداث مزيد من التخريب والتدمير. قطعوا شارع صلاح سالم بالقاهرة. وقطعوا طريق مصر الاسكندرية الصحراوي.. وأعلنوا التحدي بكل صوره وأشكاله.. وواصلت منصة رابعة العدوية استفزازاتها اللا متناهية.. ولم لا؟ وهم يعتبرون انهم الأقوي وأنهم الاقدر علي التصرف بالطريقة التي تحقق أهدافهم! نحن إذن أمام مشهد عبثي.. الدولة تمد يد السلام.. والجماعة ترفع سلاح القوة.. وحتي عندما يتدخل الوسطاء يملون شروطا تعجيزية يعرفون مقدما أنها لن تقبل.. اصروا علي مواصلة الاعتصام واشترطوا عدم فضه بالقوة.. وطالبوا بحقن الدماء بينما هم الذين يحملون الاسلحة ويهاجمون رجال الأمن.. بالاضافة إلي مطلب أخير بالافراج عن جميع المعتقلين عقب أحداث 30 يونيو واسقاط جميع القضايا عنهم. تري.. إلي أين تتجه بنا الأحداث في ظل الموقف المتصلب والتصعيدي من جانب الجماعة والنعومة اللا متناهية من جانب الدولة.. أعرف أن الحكومة تخشي المواجهة حتي لا يسقط ضحايا لا حصر لهم.. وندخل في مأزق خطير.. فالجماعة تتمني أن تسيل الدماء بغزارة لأن هذا يخدم أهدافها. ولذلك تستغل هذه النقطة وترفع من سقف طلباتها وتصعد من مواقفها المتصلبة.. والمعروف أن الهدف أولا وأخيرا هو اجهاض ثورة 30 يونيو وإعادة الامور إلي ما كانت عليه قبلها.. بما في ذلك عودة الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي.. ويومها لن تكون للشعب كلمة بعد ذلك. الفريق أول عبدالفتاح السيسي طالب الشعب بالنزول لتأكيد مطلبه أي مطلب الشعب برفض جماعة الإخوان وطريقة حكمهم وادارتهم للدولة.. واستجاب الشعب ونزل بعشرات الملايين. ورغم ذلك فإن الجماعة تعتبر الرافضين لها قلة مقارنة بالمؤيدين لها والذين تحركهم يمينا وشمالا طبقا لخطط محكمة وممنهجة. ما هو المطلوب من الشعب بعد ذلك؟! وهل سنطالبه بالنزول مرة أخري؟! وإلي متي تلعب الدولة دور الحمل.. وتلعب الجماعة دور النمر أو الذئب؟!