غزة- وكالات الأنباء: بعد مرور عام واحد. وضعت اللوحات الإعلانية في قطاع غزة لتعكس حالة التفاؤل لدي حكومة حماس الإسلامية إزاء التغيرات التي طرأت علي الساحة السياسية في المنطقة. وظهر في تلك اللوحات إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس مبتسما وهو يصافح الرئيس المنتخب الجديد محمد مرسي أمام ستار يحمل صورة الأهرامات. وفي الحقيقة. فإن العلاقة ما بين الرئيس مرسي وحركة حماس -اللذين يتشاركان معا في أيديولوجيا جماعة الإخوان المسلمين- لم تشهد ازدهارا إلي الحد الذي كان الطرفان يأملانه. إلا أنه ومع عزل مرسي من منصبه. فإن ذلك سيكون له تأثير كبير وخطير علي حركة حماس وعلي الفلسطينيين في غزة. وخلال الأسابيع الأخيرة. قامت القوات المسلحة المصرية بإغلاق معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة بشكل كبير. والحد من تحركات المسافرين الفلسطينيين من خلاله. وفي الوقت نفسه. عمدت إلي تعزيز حملتها ضد الجماعات المسلحة الإسلامية في منطقة سيناء المضطربة. مستخدمة الجرافات ومتفجرات الديناميت لهدم الأنفاق التي تمر تحت الأرض علي الشريط الحدودي بين الأراضي المصرية وقطاع غزة. وغالبا ما كانت تلك الأنفاق تستخدم في نقل الوقود منخفض التكلفة والبضائع التجارية من مصر إلي داخل القطاع. إلا أنها كانت تستخدم أيضا في نقل الأسلحة وتحركات المقاتلين. أما المواطنون العاديون في غزة فكانوا هم أكثر المتضررين من ذلك التضييق المفاجئ الذي شهدته تجارة الأنفاق. حيث تشهد مدينة غزة في بعض الليالي مبيت أصحاب السيارات أمام محطات الوقود في انتظار شحنات الوقود التي تصل من مصر.. وقال أبو زياد. وهو فلسطيني يعمل علي تشغيل الأنفاق "كان عدد الأنفاق يربو علي ألف نفق. أما اليوم. ومع تزايد عمليات هدم تلك الأنفاق. لا يوجد لدينا سوي بضع مئات منها. وبالتالي فقد انخفض عدد العاملين لدينا في هذا المجال". ونتيجة لذلك. ارتفعت تكلفة بعض المحاصيل الغذائية وموارد المواد البنائية أيضا. أفاد عبد الرحيم سيف. وهو بناء. بأن سعر طن الاسمنت كان يبلغ 400 شيكل. إلا أنه ارتفع الآن ليصل إلي 750 شيكلا حسب ما قاله. قال عبد الرحيم "اضطررت لتجميد معظم مشاريعي التي أقوم بها. فالمستهلكون يرفضون الشراء بتلك الأسعار المرتفعة. كما اضطررت أيضا لتسريح بعض العاملين لدي". وعلي الرغم من تخفيف إسرائيل من القيود التي فرضتها علي قطاع غزة منذ وصول حماس إلي السلطة عام 2007. لا تزال السلع الاستهلاكية التي يجري نقلها من مصر أقل تكلفة. وخاصة الوقود الذي يجري دعمه وبعض أنواع الأغذية. وسمحت إسرائيل مؤخرا بدخول كميات قليلة من مواد البناء إلي غزة لاستخدامها من قبل بعض شركات القطاع الخاص. فيما لا يزال عدد من الشركات الفلسطينية يعتمد علي ما يأتي من مصر.