عندما أصر المهندس علي الزواج ممن خفق قلبه لها بعد طول انتظار لاقي اعتراضاً شديداً من أسرته حيث كانت اجتماعياً وتعليمياً أقل من أسرته بمراحل لأنها من أسرة بسيطة. فوالدها "عامل" بسيط تم استبعاده بعد فترة من عمله لأنه مريض واضطرت للعمل وعدم استكمال دراستها حتي تستطيع الإنفاق علي أسرتها وعلاج والدها المريض. ولكنه لم يجد في ذلك عيباً. وقدّر أن يرتبط بها وأن تستكمل مشوار تعليمها معه. وبالفعل حقق ما أراد واستطاعت خلال سنوات الزواج الأولي أن تحصل علي شهادة جامعية وتلتحق بمركز لتعليم اللغات. وكانت من الذكاء والفطنة بحيث تمكنت من تغيير جلدها بسهولة والاندماج في الحياة الراقية التي وفرها لها وأنجبت طفلاً واحداً رفضت بعده الإنجاب حتي تحافظ علي رشاقتها وحتي لا تكرر غلطة والدها في الأسرة الكبيرة العدد. وكان هذا أول خلاف بينهما فهو يريد طفلا آخر. ومع رفضها إنصاع لرغبتها حباً لها واحتراماً لرأيها وقام بمساعدة أشقائها في استكمال مراحلهم التعليمية تباعاً وانتشل أسرتها من حياة الفقر التي كانوا يعيشونها ولكنها -للأسف- توهمت وعاشت الدور في أنها من الطبقة الراقية. خاصة بعد أن ضمها إلي النادي المشترك فيه وأصبحت تتردد عليه أكثر من تمضية الوقت مع أسرتها بحجة أنها ترفه عن ابنهما ولم يعترض بالرغم من موقف أسرته التي كانت ترفض تصرفاتها نظراً لإهمالها منزلها ولكنهم لم يتدخلوا حتي لا يتسببوا في خراب المنزل. وبالرغم من أنه يعمل استشارياً في أحد المكاتب الهندسية المعروفة إلا انه كان يهوي العمل بيديه في شركة الأثاث التي يمتلكها والده في دمياط منذ كان صغيراً وكان موهوباً في عمله وكثيراً ما شجعه والده علي العمل معه والانتقال للاقامة بدمياط. ولكنه رفض لأن زوجته لم توافق علي الاقامة هناك وفضلت الاسكندرية فاضطر للبعد عن الهواية التي يعشقها ولكن مع مرض والده والحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتأثيرها علي صناعة الأثاث ورؤيته لحلم والده ينهار وينفض عمال المصنع من حوله. قرر أن يحوّل كل اهتمامه ووقته للنهوض بالمصنع ليعود كسابق عهده إكراماً لوالده الذي بذل كل ما في وسعه لتحقيق طلباته. ورداً لجزء من جميله.. ولكنه فوجيء باعتراض شديد من زوجته وأنها لا تقبل أن يكون زوجها عاملاً في المصنع كي لا يعايرها أصدقاؤها ومعارفها به. ونسيت في غمرة الدور الراقي الذي تجيده أنه هو من عرّفها علي الطبقة الراقية وسعي جاهداً في بداية زواجهما ليغيرها ويرتقي بها ويجعلها تستكمل مشوار تعليمها وهجرته ورفضت مساندته عندما حان دورها في ذلك ولكنه لم يتخيل أن تقيم دعوي للطلاق خلعاً منه. وتؤكد في دعواها بأن المكانة الاجتماعية لها والبرستيج لا يسمحان أن تستمر معه وهو يترك عمله كمهندس ويعمل في مصنع الأثاث واستطاعت الطلاق فعلاً وحرمته من طفله.. وبالرغم من إنفاقه عليهما إلا أن ذلك لم يشفع له عندها. خاصة عندما أحست بضعفه أمام طفله الوحيد واشترطت للرجوع أن يترك أسرته في مهب الريح ويتخلي عن والده ومساعدته له ويعود مرة أخري لعمله. ولكنه رفض وشعر بأن تلك البداية كي تتحكم فيه وفي تصرفاته فما كان منها إلا أن أقامت دعوي نفقة حيث قضت المحكمة بنفقة للطفل بمبلغ 800 جنيه شهريا. ولكن لم يلاق المبلغ قبولاً لديها فقامت باستئناف الحكم لتزيد المبلغ إلي 3 آلاف جنيه بالرغم من معرفتها بظروفه المادية الصعبة. بعد أن استمعت المحكمة برئاسة المستشار محمد أحمد وأمانة سر عصام عباس للزوج وأطلقت علي مستندات دخله قضت بتأييد الحكم السابق وعدم زيادة النفقة.