مفاجآت جديدة يرويها ضحايا التعذيب داخل أروقة مسجد القائد إبراهيم ليكشفوا عن هول ما شهدوه. يقول محمد محمود إبراهيم "23 سنة دبلوم تجارة" وهو يجلس في حالة انهيار من آثار التعذيب: تلبية لنداء الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع قررت أنا وابن عمي التوجه للمشاركة في مظاهرات سيدي جابر.. ولأننا من سكان مينا البصل فقد استقللنا المشروع الميكروباص حتي منطقة المنشية وهناك أبلغونا أن الاخوان قطعوا الطريق ويجب السير حتي ما بعد مسجد القائد إبراهيم لنجد مواصلة أخري إلي سيدي جابر. أضاف: ما ان اقتربنا من مسجد القائد إبراهيم حتي وجدت الاخوان يلقون الطوب والزجاج علي المواطنين وكان ابن عملي قد سبقني.. فتحدثت مع مواطن صاحب لحية وقلت له: يا شيخ الصلح خير واحنا في رمضان واللي بيحصل ده حرام" وفوجئت به يمسكني من رقبتي ويستنجد برفاقه ويقول لي "أنت لابس سلسلة فضة تبقي ليبرالي كافر" وكتفوني وضربوني حتي أدخلوني المسجد عنوة. لأجد ما يشبه معتقلات التعذيب اللي كنا نشاهدها في الأفلام فالسجاجيد مغطاة بالدماء والأركان مرفوع عنها السجاجيد ليجلس بها كل اثنين أو ثلاثة يتعرضون للتعذيب. تابع قائلا: شاهدت الموت بعيني فعلي مدار "14" ساعة متواصلة وأنا أخضع للتعذيب ولأول مرة في حياتي أري نساء ترتدي الحجاب والنقاب بهذه القسوة. فالنساء تحفز الرجال علي الضرب ويشتموننا ويقولون علينا كفرة ويجب أن نري في الدنيا جزءا من عذاب الآخرة.. وكلما سبتنا امرأة ردد خلفها الرجال السباب. وقال: كنا "23" رهينة من بيننا اثنان من الأقباط ليس لهما علاقة بالمظاهرات وتم خطفهم.. وللأسف فور دخولي المسجد سرقوا أموالي ومحفظتي وتليفوني المحمول والسلسلة وبطاقتي الشخصية وأخذوا قميصي وقاموا بتكتيفي من الساق واليدين بكلبشات لازالت آثارها علي يدي.. وكلما حاولت التكلم مع من يجلس جواري ينهالون عليّ ضربا لأصمت. أضاف: الأغرب انهم كانوا يتوقفون عن التعذيب فقط للصلاة والأكل فقد كانت معهم كميات كبيرة من اللحوم والخضروات والأرز وتركونا ونحن صائمون نفطر علي "تمرة" وجرعة ماء وقالوا: "كفاية عليكم كده". وأوضح لم يكن يقطع الصمت إلا أصوات صراخات التعذيب وكأننا في أفلام الكفار القديمة وأصوات طلقات الرصاص القادمة من الخارج. أضاف: قاموا بسن الملاعق ليصبح لها سن مدبب حاد وكانوا يقومون بطعني بها في جميع أنحاء جسمي لتصبح بمثابة ثقوب تنزف دما وتنهك قواي ثم يقومون بجري علي الأرض وكأني أزحف وهم يضحكون بالاضافة إلي ضربي بقالب طوب يضعونه في قبضة يديهم حتي ينزف فكي. قال: رأيت جميع أنواع السكاكين والسيوف وكانوا يستخدمونها في تعذيب من يجلس جواري ويقولون أنهم رهائن حتي يخرجنا الجيش لقد كنت أنتظر الموت ويئست من الهروب حتي تمكنت الشرطة والجيش من اخراجنا وعاملونا أحسن معاملة وأطعموني وأحضروا لي العصائر والماء وطلبوا أمي لتحضر لي. أما المفاجأة فكانت في والدة "محمد" لكونها سيدة منتقبة منذ "12 سنة" وقالت "صفاء محمود": أنا مسلمة وموحدة بالله وما يفعله الاخوان بعيد عن الاسلام.. ولو كان لديهم مشروع إسلامي حقيقي لكنا جميعا خلفهم ولكنهم يبحثون عن المال والفوائد الشخصية لهم. أضافت: ان ابني الآخر مجند في القوات المسلحة وأنا وأولادي فداء لمصر.. ولكن ما حدث مع ابني "محمد" ليس له علاقة بالاسلام لقد تم تعذيبه بوحشية ولم أصدق نفسي والشرطة تبلغني بانقاذه بعد أن ظللت طوال الليلة بجوار مسجد القائد إبراهيم أبحث عنه ولا أستطيع أن أقول سوي حسبي الله ونعم الوكيل من ظلم الاخوان فما فعلوه في الأبرياء بالمساجد بعيدا عن سماحة الدين الاسلامي.