لا شك ان الرئيس الإيفواري الحسن واتارا مهمة صعبة والتي تتمثل في إعادة توحيد بلاده التي قسمتها الحرب الأهلية طيلة الشهور الماضية جراء الصراع علي السلطة ضد خصمه لوران جباجبو. فقد تمكن واتارا من حسم الصراع علي السلطة ضد جباجبو والذي دام بين الطرفين طيلة الشهور الأربعة الماضية وأودي بحياة الف وخمسمائة شخص وأدي إلي تهجير اكثر من مليون آخرين وفتح جراح الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد بين عام2002 و2003. لكن التساؤل الذي يطرح نفسه. هل يقبلون الإيفواريون الذين اعطوا اصواتهم لجباجبو في انتخابات نوفمبر الماضي ويمثلون 46% من سكان كوت ديفوار ومن بينهم ميلشيات عسكرية هزيمة مرشحهم؟ كما ان هناك اجزاء من كوت ديفوار واقعة فريسة للخصومات العرقية منذ فترة طويلة والتي بدورها تشعل الصراع بين القبائل المحلية والمزاعين المهاجرين من الدول المجاورة مثل مالي وبوركينا فاسو الذين استوطنوا في شمال كوت ديفوار ويشكلون العمود الفقري للقوي العاملة في صناعة الكاكاو. قال هنا كويب خبير إدارة الأزمات لوكالة "رويترز" للأنباء ان خلفية واتارا الذي ينحدر من المنطقة الشمالية المسلمة. وتمتد جذوره من ناحية ابيه إلي بوركينا فسو تعد رمزاً للانقسامات في كوت ديفوار. فرغم علاقاته الدولية التي من المحتمل ان تساعده في إعادة اقتصاد البلاد. غير ان خلفيته قد تزيد من صعوبة مهمته في معالجة القضايا الداخلية في بلاده. قد كان للانقسامات القبلية والدينية في كوت ديفوار الدور الأكبر في إذكاء الحرب الأهلية عامي 2002 و2003 وانعكست هذه الانقسامات في الصراع الذي نشأ بين واتارا وجباجبو الذي تتركز سلطته التقليدية في الجنوب المسيحي الذي يضم ابيدجان. وقد حشد جباجبو انصاره تحت الشعارات المناهضة للوجود الأجنبي وخاصة الفرنسي الأمر الذي من المحتمل ان يمثل تحدياً كبيراً لواتارا في محوه. ويعلق مارك شرويدر باستشارية استراتفور للمخاطر السياسية قائلاً انه يتعين علي واتارا التعامل مع هذه المسألة بحرص شديد حتي يتمكن من السيطرة علي التوترات في الداخل واسترضاء الدوائر الداخلية الموالية لجباجبو. خدم واتارا البالغ من العمر 69 عاما في منصب رئيس الوزراء في ظل ولاية فليكس هوفيه بونيه أول رئيس لكوت ديفوار بعد حصولها علي الاستقلال حيث صار معروفا بإدارته الاقتصادية الجيدة. وانضم فيما بعد إلي صندوق النقد الدولي وتتدرج في المناصب حتي وصل إلي منصب مدير صندوق النقد الدولي للشئون الإفريقية. لكن معروف عنه ايضا انه ليبرالي الأمر الذ ي يجعله عرضه للانتقاد من قبل الميلشيات المناهضة للعولمة وهو ما يمثل عقبة اخري اما مهمته في إعادة توحيد البلاد.. تم اقصاء واتارا من خوض سباق الرئاسة في كوت ديفوار عام 2000 بعد ان فرض قائد الانقلاب روبرت جوي قواعد صارمة لمنع أي شخص لم يكن من ابوين ايفواريين من الترشح. وقضايا المواطنة ومشارعر الاحباط المتصاعدة بين القبائل المحلية والمزارعين المهاجرين تفجرت فيما بعد من خلال هجوم التمرد الشمالي علي جباجبو عام 2002. ورغم تمكن قوات جباجبو من إحباط هذا الهجوم. لكنه قسم البلاد إلي جزءين.. كان من المفترض ان تعيد الانتخابات التي اجريت في 2010 الوحدة بين الشمال الذي يسيطر عليه قوي التمرد والجنوب الذي تسيطر عليه الحكومة. لكن هذه الانتخابات علي النقيض تماما احيت الصراع بين الجانبين حيث فاز واتارا بالانتخابات وهو ما رفضه جباجبو زاعماً التلاعب في النتائج بالشمال معقل واتارا. قد انضم المتمردون من حقبة الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 2002 و2003 إلي جانب قوات واتارا التي زحفت نحو الجنوب ودخلت ابيدجان في مارس الماضي وحظ يت بالدعم العسكر ي من الأممالمتحدة وفرنسا حتي تمكنت من حسم الصراع لصالحها.