اسمي صابر .. وبحق أنا صابر فلم أتذكر يوماً أني ثرت علي ظروفي بل كنت دائما أتصالح معها حتي تمضي بي الحياة لكنني في الآونة الأخيرة وعلي غير عادتي صرت أضيق بكل شيء.. تتملكني حالة من الاحباط والشعور بالفشل تلك الحالة التي أخشي إن استمرت معي تفقدني أفضل ما تحليت به طوال حياتي وهو الصبر.. وإليك قصتي .. أنا رجل في الواحد والستين من العمر.. هذه السن التي كنت أظن عند بلوغها أني سأكون أكثر استقراراً وأهدأ بالاً خاصة أنني أديت رسالتي تجاه ابنائي في حدود استطاعتي وظروفي.. لكن ما كان لي ولأم أولادي أن نهنأ فالمعاش الذي تقرر لي بعد سنوات خدمة قاربت علي الثلاثين عاماً بالقطاع العام هذا المعاش لا يكفي لتلبية الحد الأدني من متطلبات المعيشة في الوقت الذي تأبي كرامتي الاستمرار في تلك الدائرة الجهنمية.. دائرة السلف والدين!! لقد كنت مثل أي أب أحلم لابنائي الأربعة "ولدين وبنتين" بمستقبل واعد لكن حال دخلي الهزيل من عملي بالقطاع العام دون ذلك حيث لم ينل أولادي حظاً من التعليم فهم علي دراية فقط بالقراءة والكتابة.. لهذا وكعادتي في التصالح مع الظروف شرعت نحو تشغيل الولدين ليلتحق الأكبر بالعمل الحر ويصبح الأصغر فراناً .. بل حين قررا الزواج كان بيتي مفتوحاً لهما فخصصت لكل منهما حجرة يبدأ فيها حياته الجديدة. أما البنتان فقد كانت فاتورة استقرارهما باهظة تحملتها عني كاملة زوجتي الوفية المخلصة حين قررت للخروج للعمل فاشتغلت بائعة في سوق للخضراوات بإحدي المدن الجديدة.. ومع الوقت لم تعد تتحمل مشقة السفر اليومي ومصاريفه فراحت تفكر في اقامة مشروع من "منازلهم".. وتفرغت لاعداد وجبات الفول والطعمية لأهالي قريتنا الذين استطاعت كسب ثقتهم واحترامهم محققة دخلا طيباً أعانها عي تحقيق هدفها الأكبر في زواج البنتين بفضل الله.. لكن ونتيجة لتعرضها الدائم للزيت الساخن وحرارته المرتفعة بدأت زوجتي تشكو من متاعب شديدة في عينيها حتي دخلت مرحلة الخطر ما استدعي خضوعها لكن بعد فوات الآوان لسلسلة من الجراحات لم تنجح سوي في الحفاظ علي "بصيص من نور" ضريبة دفعتها زوجتي من صحتها بنفس راضية وهي تري أن سعيها لم يذهب هباء.. تضحية منها جعلتني أشعر بالألم والحسرة أمام عجزي الدائم عن الوفاء بنفقات علاجي وعلاجها فأنا مريض بالسكر وأشكو مضاعفاته .. وهي لا تزال تحت المتابعة المستمرة من جانب الأطباء للحفاظ علي ما تبقي لديها من "بصيص نور".. لكل هذا لم يكن أمامي سوي الاستدانة من القريب والغريب فلا حول مني ولاقوة وكم تأبي نفسي اللجوء إلي أولادي فظروفهم ليست بأفضل حال مني "!!" أكره السلف .. وذل الدين لكن ما السبيل من الخروج من هذه الدوامة في ظل معاش قليل.. ونفقات علاج لاسقف لها؟! صابر -م - ع - القليوبية û المحررة : لك الحق أن تشعر بالمرارة والألم علي سنوات عملك الطويلة بالقطاع العام والتي لم تمنحك الحد الآمن في تحقيق معيشة كريمة لأولادك فغلت يداك عن تعليمهم كما حلمت لهم .. ولم تمانع في خروج زوجتك للعمل من أجل زواج ابنتيكما لتدفع الفاتورة كاملة من نور عينيها - شفاها الله- وأثابها علي صنيعها خير الثواب. وأري أن السبيل للخروج بك من الدائرة الجهنمية التي تحاصرك في ظل معاش هزيل تتقاضاه ونفقات علاج لا طاقة لك بها.. أراه في العديد من الجهات الطيبة التي تمنح خدمات مجانية من أدوية وتحاليل وأشعات وغيرها لمن في مثل ظروفك.. وهو ما سأحاول من جانبي بإذن الله تحقيق لك ولزوجك. ما السبيل؟ .. سؤال أدعو أيضاً قراء النافذة مشاركتنا في الاجابة عنه عسي أن يجد "عم صابر" مخرجاً حقيقياً من مشكلته باغلاق باب السلف والدين في حياته.