منذ عرفت كرة القدم طريقها إلي مصر حتي مطلع القرن الماضي والشرطة هي التي تحمي المباريات.. وإذا نظرت إلي كل دول العالم تجد أن رجال الشرطة لهم تواجدهم في الملاعب يحمون المدرجات.. والجماهير.. والمنشآت قبل المباريات وبعدها.. وخارج الملاعب وداخلها.. لم تعرف الأندية تولي رجالها تنظيم المباريات وحماية المشاهدين حيث لا تملك الاعداد.. ولا العتاد الذي يمكنها من السيطرة علي أجواء المباريات التي لا تملك جماهير أو شعبية واسعة. وعندما تطالب وزارة الداخلية الأندية بتولي هذه المهمة الصعبة فإنها بذلك تمنح فرصة للمشاغبين بأن يثيروا الفزع في الملاعب.. ويرتعوا.. ليزداد التعصب في وقت مصر كلها في حاجة إلي التماسك وفي حاجة إلي الحماية من البلطجية ومثيري الشغب. لذا فإن رفضت الأندية خطابات الداخلية وتهدد بعدم استئناف المباريات بدون الأمن.. والأمن المكثف الذي اعتادت عليه اللقاءات الكروية.. ولعل ماحدث يوم مباراة الزمالك والافريقي التونسي لخير دليل.. واحتمال تكراره وارد تماما في الدوري المصري في ظل الصراع بين فرق القمة من أجل البطولة أو بين الفرق المهددة للهبوط سواء فيما بينها أو حتي مع فرق القمة بمعني أن كل مباريات الدوري باتت تحت المنظار خاصة وأن استئناف الدوري يأتي مع مباريات الدور الثاني المعروف بعنفه وشدة صراعه حيث الفرصة الوحيدة لكل ناد ليصل إلي هدفه. وعندما يهدد سمير زاهر ويوضح بأن اقامة المباريات بدون جماهير مازال قائما فإنه سوف يضطر إلي ذلك إذا ما تمسكت وزارة الداخلية بتخليها عن واجبها الاساسي في حماية المباريات من حمايتها للمنشآت المختلفة في مصر وتطبيق شعار الشرطة في خدمة الشعب وإلغاء الشعار السابق الشرطة في خدمة النظام. لذا أناشد اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية وهو شرطي محنك ويعرف جيدا معني حماية رجاله للمباريات أو تخليهم عن هذه المهمة والاثار الايجابية والسلبية لتطبيق أي قرار.. واطالبه بالعودة بكل قواته ورجاله إلي الملاعب وبالكثافة المعروفة لأن ذلك ليس مجاملة لأي ناد أو هيئة ولكنه واجب قومي.