تمر الأيام وتتغير وتثبت حقيقة واحدة وهي أن المصريين يعطون وبكل قوة وقت الأزمات وغالبا ما يكون القدر رحيما بنا عندما تشتد الأزمات فيفتح لنا الطريق لتحقيق إنجاز في أي مجال.. وليس أدل علي ذلك من الطريق السهل الذي يسير فيه منتخبنا الوطني لكرة القدم نحو بلوغ مونديال البرازيل 2014 والذي يخطو فيه بثبات كبير وتوفيق أكبر وبات قريبا من تحقيق حلم طويل ولا نراه علي أرض الواقع الا بشق الأنفس وهو الآن يتحول لواقع رغم كل ما نعانيه في مصر من ظروف قاسية. ففي عصر اليوم وعلي ملعب ماتشافا بالعاصمة الموزمبيقية موبوتو ستكون جماهير الكرة المصرية علي موعد مع قطع نصف الطريق نحو المونديال عندما يلتقي منتخبنا المرشح الأول للتأهل مع منتخب موزمبيق الذي خرج من السباق بهزيمة ثقيلة تشبه الفضيحة وهي الخسارة بنصف دستة اهداف امام المنتخب الغيني في الجولة الرابعة من تصفيات المجموعة السابعة والتي حقق فيها منتخبنا الفوز علي زيمبابوي 4/2 وهو الانتصار الرابع علي التوالي ولم يحقق ذلك سوي منتخب مصر فقط في العشر مجموعات. وبنظرة سريعة سنعرف الفارق بين الفريقين ولماذا يجب ان تفوز مصر وان يخضع اللقاء للمنطق الطبيعي لكرة القدم وهو الفوز لمن يستحق حتي في ظل متغيرات اللعبة. فقبل لقائهما اليوم يتصدر منتخبنا المجموعة برصيد 12 نقطة وبفارق 10 نقاط عن موزمبيق صاحب المركز قبل الأخير. المنتخب الموزمبيقي لم يحقق فوزا واحدا بل خسر مرتين وتعادل مثلهما علي ملعبه ولم يحرز سوي هدف واحد في مرمي غينيا.. واذا كان قد عجز عن احراز أهداف حتي علي ملعبه فان شباكه لم تهتز أو يخسر علي نفس الملعب.. ولكن في الوقت نفسه فان منتخب مصر استطاع الفوز خارج ملعبه مرتين وبنتيجة كبيرة الأولي علي أقرب منافسيه غينيا 3/2 والثانية علي زيمبابوي 4/2 كما أنه احرز في كل مبارياته بما في ذلك موزمبيق بالفوز عليه ذهابا 2/صفر. الطريف ان المنتخب المصري التقي موزبيق من قبل أربع مرات.. ثلاث في نهائيات الأمم والرابعة في تصفيات كأس العالم الحالي وفازت مصر بنتيجة واحدة 2/صفر. المنتخب المصري يدخل اللقاء بروح معنوية عالية بقوة دفع الفوز علي زيمبابوي ورغبة الباحث عن انجاز.. اما موزمبيق فسداسية غينيا اصابته باحباط شديد وصل لحد اقالة مدربه والاستعانة بأخر وسيكون هدفه الأول لم شمل اللاعبين الذين يلعبون بلا هدف سوي شرف الاداء الجيد امام الفراعنة. المنتخب المصري يلعب باعصاب هادئة فهو حتي لو تعادل أو خسر فان أمله سيكون موجودا حيث يكفيه مجرد التعادل مع غينيا في المواجهة الأخيرة بمصر.. فغينيا لها 7 نقاط وفوزها في اللقاء القدم يرفع رصيدنا لعشرة نقاط فقط وأملها الوحيد ان تفوز علي مصر في القاهرة. الأهم من كل هذه النقاط أن حلم التأهل هو الذي يراود الجميع والفرصة متاحة أمام المنتخب حتي الآن ومن غير المنطقي أن نشغل بالنا بمباراتي الشوط الأخير والتي سنواجه فيها أحد كبار الكرة في افريقيا.. أما المنطق هو ان منتخب مصر اذا أنطلق لا يوقفه أحد وقد شاهدنا ذلك في بطولات الأمم 2006 و2008 و..2010 كما أن الفرق الكبير في افريقيا لم تعد هي نفس الفرق حتي أنك لم تعرف الآن من سيصعد ومن سيخرج. أما الذي يجب أن يكون عليه التركيز هو كيف سيلعب منتخب مصر هذا اللقاء سواء الخطة أو التشكيل وكلاهما مرتبط ببعضه.. وبعد لقاء زيمبابوي وضح أن تعديلات يجب ان تتم في التشكيل حيث لم يعد هناك حاجة للعب بليبرو في هذا اللقاء خاصة مع طريقة اداء فتح الله وحجازي.. فاللعب بليبرو يحتاج لمقاتلين علي طريقة جمعة وسعد سمير وخلفهما فتح الله أو حجازي.. وان يحفظ كل لاعب دوره جيدا حتي لا تختلط الأدوار.. وان كنت أفضل عدم اللعب بليبرو فيكفي أربعة مدافعين مع وجود اثنين ارتكاز وثلاثة مهاجمين ورأس حربة واحد.. واذا كان هناك ليبرو فليكن لاعب ارتكاز واحد حتي يكون هناك أوراق هجومية فعالة عديدة. وبصفة عامة في حراسة المرمي سيلعب شريف اكرامي وامامه أحمد فتحي وجمعة وحجازي وشديد قناوي.. وفي الارتكاز عاشور والنني.. وثلاثي الهجوم أبو تريكة ومحمد صلاح ومحمد ابراهيم.. ورأس الحربة أحمد جعفر.. واذا لعب برادلي المدير الفني بنفس طريقته السابقة فليشرك مكي أو تمساح أو محمد إبراهيم بديلا لأحمد عيد. هذا ما نرجوه.. ولكن قد يحدث ويلعب برادلي بنفس تشكيل وفكر اللقاء السابق.. فاذا نجح فعلينا جميعا ان نصفق له ونحترمه ونحترم فكره ورؤيته.. لانه من غير المعقول أن يحقق الرجل ما يحققه من نتائج تحقق لنا ما نصبوا اليه ثم يتعرض لانتقادات غريبة وغير منطقية ونفتح عليه النار دون مبرر لاسيما وان العلم لا ينظر إلي عروض ولكن إلي نتائج وإلي من يصعد لمنصة التتويج.. ومهما قدم الفريق من عروض جيدة وخسر لن يتكلم أحد الا عن النتائج فقط. هذه الحقيقة يضعها برادلي وجهازه نصب أعينهم ويدركون انهم لن يحملوا علي الاعناق الا ببلوغ كأس العالم.. ولذلك لا ينشغل أحد منهم بما يكتب كثيرا وكل ما يفكرون فيه الآن هو الفوز اليوم وضمان الوصول لآخر محطة واداء لقاء الختام للمتعة فقط. ولذلك قد يلجأ للعب بتشكيل اللقاء السابق أملاً في تكرار الفوز السابق مثله وان كان الخصم سيئا للغاية.. ولكن بلا شك لو ضمن منتخبنا السيطرة علي اللقاء وتحقيق فوز مبكر فان تغييرات اكيدة ستتم ويصبح تشكيل منتخبنا هجومياً من كل خطوطه. بقي أن نطالب لاعبينا التخلي عن حالة الانقلاب التي تصيبهم في وقت انتظار الانجاز.. فكم من مرة تأتينا هدايا ونرفضها.. ونقول لهم: أرجكو لم الا هذه المرة.