سقطت وزارة التربية والتعليم بجدارة في أول يوم لامتحانات الثانوية العامة.. لم تستوعب الوزارة دروس كل عام. ولم تهتم بنصائح المخلصين والمهتمين بالشأن العام الذين طالبوا بإجراءات محددة ومعلنة لمنع الغش الجماعي والفردي ومعاقبة واضعي الأسئلة الذين يفردون عضلاتهم علي أولادنا ويتجبرون علي أولياء أمورهم أو يقحمون السياسة في التعليم لفرض وجهة نظر تيار بعينه. اخذتها العزة بالاثم وأعلنت أنها تعلم جيداً كل الخروقات المتكررة والمحتملة ومستعدة لتلافيها.. وكأنها تقول لنا: "نقطونا بسكاتكم".. نحن أدري بعملنا.. ثم.. ثم اكتشفنا للأسف أنها لا تعلم ولا تدري.. فكان السقوط المدوي ومن أول جولة..!! ارجعوا إلي صحف أمس بشتي أنواعها وسوف تصدمون من كم الكوارث التي وقعت.. نذكر بعضها علي سبيل المثال لا الحصر: عدد من الطلاب مزقوا أوراق الإجابة لصعوبة أسئلة النحو والأدب والبلاغة كما حدث في أبوحماد بالشرقية وفي طوخ وبنها بالقليوبية وفي أسيوط وفي قويسنا وأشمون وتلا بالمنوفية.. وضبط مدرس لغة عربية متلبساً بإملاء الإجابات عن طريق الموبايل أمام إحدي لجان الزقازيق.. وتعدي بعض الطلاب بالضرب علي الملاحظين في لجنة بالقناطر الخيرية.. وغير ذلك من الخروقات التي بحت أصواتنا في التنبيه بها. المشهد أمام اللجان في أول يوم امتحان.. لم يختلف في شيء عما رأيناه في كل الأعوام السابقة من بكاء ونحيب واغماءات وصراخ بسبب صدمة صعوبة بعض الأسئلة وبدء "نزيف الدرجات". وكما اعتدنا ايضا كل عام.. خرج علينا رئيس عام الامتحانات يبشرنا بأنه لا شكوي واحدة من الأسئلة..!! وهو ما يعني أحد أمرين: إما أن طلابنا الشاكين من صعوبة الامتحان مجانين ومفترين وأدعياء ومن المؤكد أنهم ليسوا كذلك أبداً. أو أن رئيس الامتحانات يعيش في كوكب آخر ويتحدث عن أسئلة في بلاد تركب الأفيال..!! باختصار شديد.. لم نشهد أسلوباً مغايراً أو تحسناً يذكر في امتحان الثانوية العامة هذه السنة.. ولا أبالغ إذا قلت إنه صورة كربونية من امتحانات كل عام سواء في مستوي الأسئلة التي تعكس أمراض البعض في التعالي وفرد العضلات. أو في نوعية الخروقات داخل وخارج اللجان. أو في رد فعل الطلاب علي صعوبة الامتحان. أو في تصريحات المسئولين أو تبريراتهم والتي لا تتفق مع العقل والواقع. قالها الزعيم طيب الذكر سعد زغلول قبل أكثر من تسعة عقود: مفيش فايدة..!!