* يسأل أشرف الحوفي بأرض اللواء المهندسين : ما هو فضل شهر شعبان .. ولماذا كان يكثر الرسول من الصيام فيه؟! ** يجب الدكتور احمد محمود كريمه أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر: يختص شهر شعبان باستحباب الصيام فيه لحديث السيدة عائشة "رضي الله عنها" ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم - استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان. ومارأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان أخرجه البخاري ومسلم ومالك واختص آخره بكراهة الصيام فيه . قال رسول الله "صلي الله عليه وسلم" لايتقدمن أحدكم رمضان صوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجلا كان يصوم صوما فليصمه " أخرجه البخاري ومسلم.. والمشهور لدي مؤرخيه أن التوجه الي القبلة حول من بيت المقدس الي الكعبة المشرفة كان في شهر شعبان . فقد صلي رسول الله صلي الله عليه وسلم - بضعة عشر شهرا إلي بيت المقدس بعد قدومه المدينة . ففرحت يهود بذلك . وكان رسول الله " صلي الله عليه وسلم" يحب قبلة سيدنا إبراهيم - عليه السلام - . وكان يدعو الله - سبحانه وتعالي . وينظر إلي السماء و رجاء أن ينزل جبريل - عليه السلام - بالذي سأل . فأنزل الله - جل شأنه - " قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" سورة البقرة - . أي حول وجهك نحو الكعبة . فارتاب يهود فأنشأوا يقولون : قد اشتاق الرجل إلي بيت أبيه . ومالهم حتي تركوا قبلتهم . يصلون مرة وجها . ومرة وجها آخر؟ وفرح المشركون وقالوا: إن محمداً التبس عليه أمره . ويوشك أن يكون علي دينكم . وقال المنافقون ما بالهم كانوا علي قبلة زمانا . ثم تركوها . وتوجهوا إلي غيرها. وقال المشركون من أهل مكة : تحير علي محمد دينه فتوجه بقبلته إليكم . وعلم أنكم أهدي فئه . ويوشك أن يدخل في دينكم . فأنزل الله - عز وجل " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم علي قبلتهم التي كانوا عليهان" الآيات فتحويل القبلة إيقام واكرام . تمحيص واختبار . ليتميز الموافق من المنافق . ومن اختصاصات شعبان أنه علي مقربة من شهر رمضان لذلك جاء في الأثر أنه شهر يغفل الناس فيه عن العبادة فكان رسول الله "صلي الله عليه وسلم" يستكثر من المقربات فيه . لأن العبادات وقت الغفلة ووقت الهرج فيها أفضلية.. إن شهر شعبان فيه من المواسم الدينية والوظائف الشرعية التي يغتنمها السالكون المتقلبون في مقامات " إياك نعبد وإياك نستعين". * يسأل المحاسب عبدالحي عرفان : بمأمورية ضرائب كفر الشيخ : ماهي الحكمة من تحويل القبلة .. وأثر ذلك في العقيدة؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمه جعل الله - عز وجل - هذه الأمة وسطاً . وخصها بأكمل الشرائع . وأقوام المناهج . وأوضح المذاهب . قال - جل شأنه - " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس" . " هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء علي الناس".. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إنهم لايحسدوننا علي شئ كما يحسدوننا علي يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها . وعلي القبلة التي هدانا الله لها. وضلوا عنها . وعلي قولنا خلف الإمام آمين" - رواه أحمد - . ويتجلي التكريم الإلهي لرسوله محمد صلي الله عليه وسلم بتحقيق رغبته في التوجه إلي الكعبة المشرفة التي ارتضاها صلي الله عليه وسلم باطناً بميله الوجداني . وظاهراً بالدعاء لله - سبحانه وتعالي - والنظر إلي السماء " قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها" ولم يقل "أرضاها" . فرضاه صلي الله عليه وسلم رضا الله - تعالي - نظيره " من يطع الرسول فقد أطاع الله" . " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله" . وتظهر رحمات المولي الكريم - جل شأنه - لأمة الإسلام بالوسطية أي الخيرية وعدم المؤاخذة علي ما سلف "وما كان الله ليضيع إيمانكم" أي صلوات من مات قبل تحويل القبلة . مع التنبيه في ثنايا الآيات البينات علي نفحات تلك الرحمات . " إن الله بالناس لرءوف رحيم" ." ولأتم نعمتي عليكم " وما سلف نعم المنعم - سبحانه - تقابل كلها بالشكر لله - تعالي - بتطبيق عملي "فاستبقوا الخيرات" التي بها من صحة وسلامة العقيدة وتمام وكمال الشريعة . ومكارم الأخلاق تكونوا شهداء علي الناس . وبهذا تظل حادثة تحويل القبلة معلماً من معالم الإيمان يحتوي علي كل خير وبر في شتي الأعصار والأمصار.