مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة وتزايد دعوات الآباء بأن تأتي هذا العام أخف تعقيداً وأقل توتراً تتلاحق خطوات وزارة التربية والتعليم لإزاحة "بعبع" الثانوية من حياتنا.. خطوات لا تستهدف فقط أباطرة الدروس الخصوصية إنما تمضي نحو تغيير شامل في المناهج يعمل علي تنمية قدرات الطالب بحيث يكون مؤهلاً لاستقبال المرحلة الثالية "الجامعة" دون التقيد وهو الأهم بشرط المجموع بل كل ما عليه اجتياز امتحان القدرات في الكلية التي يحلم بها حتي لو كان مجموعه في الثانوية 50%!! واذا كانت الوزارة تمضي نحو تخفيف الرهبة من الثانوية العامة فهناك فريق آخر وثيق الصلة بأعمال امتحانات الشهادة الثانوية يتعرض لضغوط يخشي مع استمرارها أن تنعكس سلباً علي مصلحة الطالب.. إنه فريق المصححين الذي تفاجئه إشكاليات أثناء أداء مهامه تجعله ينقسم علي نفسه بين مؤيد ومعارض ليس في مجال السياسة وإنما في إطار التعامل مع نموذج الاجابة فيروي أحد المشاركين الدائمين في أعمال تصحيح الامتحانات وهو القارئ الصديق سعد مهلل استاذ اللغة العربية بالإسكندرية يقول: "منذ اللحظة الأولي لاستلام المصحح خطاب انتدابه للمشاركة في تلك الاعمال يستوقفه البند الثالث من الخطاب والذي يقضي بضرورة الالتزام بنموذج الاجابة لضمان حسن سير العمل وهو بند لا يعطي أي انطباع سلبي عند القراءة الأولي له إنما عند دخوله لمعترك التطبيق والتنفيذ يجد المصححون في بعض الأحيان أنهم مكبلون في التعامل مع هذا النموذج فينقسمون بين فريق يري أنه لا اجتهاد مع نموذج الاجابة ويتمسك به تمسكاً حرفيا تجنباً للمساءلة.. وآخر يعمل بسياسة: "دعه يعمل.. دعه يمر" مزاوجاً في ذلك بين النموذج وبين ابداعات الطالب وطريقته في الحل طالما لا تخالف المضمون العام للاجابة.. والفريق الاخير وأنا واحد منهم والكلام للاستاذ مهلل يصطدم بتلك العقول المتشبثة بالنص ففي احد امتحانات اللغة العربية للشهادة الثانوية جاءت قطعة النحو بدون تشكيل مما أحدث التباساً عند الطلاب فمنهم من قرأها بصيغة المبني للمجهول التي يتحول فيها الفاعل لنائب فاعل.. ومنهم من قرأها بصيغة المعلوم مما أوقع المصححين في حيرة مع أن الأمر حسمه سهل لو تعاملنا معه بمبدأ روح الاجابة وليس بنصها تماماً مثلما نتحدث عن روح القانون دون الحاجة لانتظار تعليمات وزارية بقبول هذه الاجابة أو تلك" انتهت الرسالة. ** ما أثاره أستاذ اللغة العربية أضعه أمام المتخصصين حيث تتلخص القضية في ثلاث كلمات "لا تكبلوا أيدي المصححين بنموذج الإجابة ونصه الحرفي طالما أن اجابة الطالب لم تتعارض مع مضمون الاجابة الصحيحة بل قد يتفوق عليها في بعض الأحيان خاصة إذا كان من المميزين. مرة أخري.. تعاملوا بروح الاجابة..