انعكست روح ثورة 25 يناير بإيجابياتها علي المواطنين في شتي المجالات وفي اسلوب تعاملاتهم مع الأخرين حيث ساد الحب والمودة بينهم بعد أن بثت فيهم الثورة روحاً جديدة.. أفرزت أفضل ما في الشخصية المصرية خلال الاحتفال بعيد الأم. فجاء هذا العام مختلفاً. تسابق أصحاب المحال التجارية سواء بالمناطق الراقية أو الشعبية علي تخفيض أسعارها ليس أملا في جذب الزبون كما كان في السابق. ولكن مشاركة منهم في تلبية احتياجات الأسر لشراء هدايا الأم بما يتناسب مع دخل كل أسرة. كذلك عرضت بعض المحال الهدايا التذكارية والرمزية علي المشترين وإهدائهم قطعا زيادة مجانا علي مشترواتهم. ظهرت صيحة جديدة في مجال بيع الزهور حيث تم عرض ثلاث أزهار صناعية بألوان علم مصر وبسعر رمزي ولاقت إقبالاً شديداً خاصة من الشباب. قام بعض أصحاب محلات الحلويات بتزيين تورتة ست الحبايب بألوان علم مصر وبشعار تاريخ ثورة 25 يناير حيث لاقت إقبالاً كبيراً مما اضطرهم لصنع قطع جاتوه عليها نفس الزينة وأسعارها في متناول الجميع. أكد عماد محمد "صاحب محل ملابس واكسسوارات" أنه قام بتوزيع بعض الهدايا الرمزية علي المشترين وتشجيع أصدقائه من أصحاب المحلات الأخري بالمنطقة والمناطق المجاورة في التساهل مع المشترين بخفض أسعارهم. أشار حسني أحمد "صاحب محل حلويات بمنطقة جليم" إلي أنه خلال الاحتفال بعيد الأم يلقي المحل رواجاً كبيراً لشراء التورتة لست الحبايب. لذلك قام بتزيين التورتة بعلم مصر في تقليد جديد وبالرغم من غلو الخامات التي تصنع منها الحلويات إلا أنه لم يرفع سعر منتجاته واستمر في بيع التورتة بما يتراوح بين 70 و90 جنيها حسب حجمها. أكد إبراهيم السيد "صاحب محل حلويات" أن محله شهد ظاهرة غريبة هذا العام وهي قيام بعض التجار وأصحاب المحلات من المقتدرين بشراء كميات كبيرة من الحلويات والجاتوهات وقاموا بتوزيعها بأنفسهم علي الأسر الفقيرة بالمناطق العشوائية تضامنا معهم في الاحتفال بعيد الأم وتحقيقا لمبدأ الثورة في التكافل الاجتماعي. أضافت عواطف مرجان "ربة منزل" أنها اقترحت علي جيرانها من سكان العمارة بمنطقة سيدي بشر أن يكون لاحتفالهم هذا العام طابع خاص حيث يتجمعون في شقة أكبر السكان سناً وهي سيدة مسيحية تقيم بمفردها كي يحتفلوا معها بعيد الأم إيمانا منهم بالوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين وقاموا بشراء هدية لها. أكدت علياء عبدالله أنها تقوم سنويا بزيارة قبر والدتها يوم عيد الأم ولكنها لروح التفاؤل والأمل التي انتشرت بعد الثورة قررت زيارة بعض دور المسنين وشراء الهدايا الرمزية وإهدائها إليهم أملا منها في المشاركة بروح إيجابية في عمل الخير. أشارت فاطمة سعيد "مدرسة" بأن أفضل هدية تلقتها هذا العام من حفيدها "محمد" "7 سنوات" الذي اقتصد من مصروفه الشخصي واشتري لها علم مصر.