المحكمة العليا في ولاية "أوتار براديش" في الهند أصدرت حكماً أنهي صراعاً استمر في الولاية أكثر من ستين عاماً! وكان متطرفون من الهند قد هدموا مسجداً في الولاية ليقيموا مكانه معبداً للإله الهندوسي "رام". قال المتطرفون إن امبراطوراً مغولياً هدم معبد الإله رام ليقيم مسجد "البيري" وذلك منذ 500 عام.. وقد رأي المتطرفون الهندوس هدم المسجد لإقامة المعبد. وبدأت القضايا بين الطرفين مع ملاحظة أنه لا توجد كتب دينية للإله رام والطقوس تتدارس شفاهة. والهند بعد تقسيمها إلي دولتين "الهند وباكستان" عام 1947 بقي فيه مسلمون كثيرون وكان ثلاثة من رؤساء الهند من المسلمين كما ان عدد المسلمين في الهند أكثر من عددهم في باكستان رغم انها دولة مسلمة. ومن ناحية أخري فإن الصلوات الإسلامية لم تكن تقام في مسجد "البيري" قبل نصف قرن من هدمه. والهنود المتطرفون في البلاد يرون ان الدولة تتهاون مع الأقلية المسلمة وتتجاوب مع مطالبها. ومن هنا حكموا بهدم المسجد وإقامة معبد رام. وظلت القضايا متبادلة بين المتطرفين الهندوس والمسلمين للبت في مصير الأرض التي كان مقاما فوقها المسجد حتي أصدرت المحكمة العليا في الولاية حكمها أخيراً في القضية بعد 61 سنة بالضبط من الصراع الديني والقضائي. استطاعت المحكمة أن تصل إلي حل بين الطرفين الدينيين لا يمكن أن تصل إليه أية هيئة ديمقراطية. قالت المحكمة بتخصيص ثلث الأرض التي كان مقاما فوقها المسجد للهندوس والثلث الآخر للهيئة الاسلامية صاحبة المسجد الذي هدم. وهذا الحكم أوقف أعمال العنف بين الطائفتين وحقق حلما سلميا وديمقراطيا قد يكون متفقا مع التاريخ. وقد لا يكون ولكنه أكد ان المحكمة لا تهتم بالتاريخ فلم يتحقق أحد علي سبيل اليقين بأن المسجد أقيم فوق معبد "رام". ولكن الحل يعتبر محاولة سلمية لتسوية نزاع طائفي قديم في إحدي ولايات الهند للتوفيق بين المسلمين والهندوس!