فاكر لما كنت تصاب بالاعياء وتبلع اسبرينة ريفو وتقوم زي الحديد؟ ياليت المجمع اللغوي يعتمد كلمة زي بدلا من مثل لأنها أخف الآن جرب أن تصاب بالمرض سواء كان خفيفا عابرا أو شديد الوطء والتأثير وجرب أن تذهب إلي الطبيب ستفاجأ بأنه لا يقوم باكتشاف علتك من نفسه. بل يستمع إليك أولاً ويطلب منك أن تشرح حالتك المرضية بالضبط وما تشعر به في ليلك ونهارك وفي نومك ويقظتك لدرجة تخشي فيها أن يطلب منك أن تعترف له بكم كلمة تفوهت بها وبكم شهيق دخل وزفير خرج. ثم بعد ذلك يضع سماعته الطبية علي صدرك وظهرك ويقيس لك الضغط ويأمرك بأن تنهض ويكتب لك ما لا يقل عن ستة أو سبعة أنواع من الأدوية والعقاقير والمضادات الحيوية وربما الحقن والمراهم والنقط التي توضع في الأنف أو الأذن أو العين ويطلب منك الراحة التامة وأن تلزم السرير وألا تتحدث كثيرا وتتناول العلاج بدقة وانتظام وإلا تكون طفسا تأكل كل ما طالته يداك وتخرج من العيادة موهوما بأن أجلك قد حان واقترب بينما الأمر كله لم يكن في حاجة إلي أكثر من اسبرينة ريفو. تربينا علي ترديد كلمة برشامة ريفو والبعض كان يقول تميزا اسبرينة بينما علية القوم يقولون حبة اسبرين المهم انك في النهاية تخف وتبقي زي الفل. أما الآن فأنت تلتزم بكل ما كتبه الطبيب ولا فائدة بل وتذهب لطبيب آخر وطبيب ثالث وكل منهم يكتب علاجا مختلفا فتجد نفسك أسيرا لمجموعات من علب الأدوية لا تستطيع أن تحصي عددها ويظل الشفاء منحة من الله يهبها لمن يشاء من عباده. تري العين فين؟ في أجسادنا التي لم تعد تستجيب لكل تلك العلاجات المتعددة؟ أم انه كما يقولون ان درجة تأثير وفعالية الدواء عندنا أقل بكثير من الأدوية في الخارج ولهذا يوصي بعضنا البعض حين يسافر إلي أي دولة خارج مصر بأن يحضر له الدواء الفلاني؟ أم ان الأمراض فهمت الفولة وتمردت علي تلك العلاجات التي نستخدمها ووقعت معها هدنة أو بروتوكول عدم هجوم ليصبح كل شيء معدوم الصلاحية؟ بالتأكيد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة يعرف كل شيء ولديه الاجابة الشافية ولهذا يقوم كل شهرين ثلاثة بتخفيض سعر ما لا يقل عن 50 نوعا من الأدوية.