* الواقعية هي مفتاح نجاح أي عمل مرئي تليفزيوناً كان أو سينمائي.. لأنها تحية الاقدام الأولي التي يلقيها الكاتب المؤلف علي مشاهديه ليحترموا العمل ويشجعوه لكن من الضروري أن يكون الواقع مرصعاً ومطعما بخيال تأليفي من صنع الكاتب المؤلف. وهناك أعمال درامية تشرك المتلقي رغما عنه في أن يقول كلمته فيما يعرض عليه وعلي أسرته.. وهذا سر استحسان الجمهور علي هذه الأعمال التي تثير قضايا تشده وتثير انتباهه. هناك فرق كبير جداً بين أن ينقل المؤلف الواقع بشكل يكاد يتطابق مع الواقع المعاش وبين الواقع المطعم برؤية أخري يقدمها المؤلف من نفسه ومن ابداعه ولخدمة الواقع المنقول.. والمتعارف عليه أن المبدع الحقيقي هو الذي ينقل الواقع بشكل فني يخفف من حدة الصدمة المجردة عندما يتلقي المشاهد الحقيقة دون تجميل.. لأن المؤلف ليس مصوراً فوتغرافياً يمسك بكاميرا وكل تركيزه وهمه أن يحول الطبيعة الواسعة لصورة صغيرة مماثلة بحذافيرها.. لكن المهم أن ينقل المعاش بشكل فني مقبول يطيب من الحالة النفسية للمشاهد.. وعلي النقيض تماماً ممكن أن يصدق المشاهد الشيء الخيالي بكل تفاصيله ويتفاعل معه ويتأثر به لكن هذه المعادلة صعبة للغاية وتحتاج مؤلفاً بارعاً متمكناً من أدواته. من الممكن أن يكتب المؤلف مسلسلاً درامياً أو فيلماً سينمائياً كل موضوعه عن الخيال العلمي مثلا.. ومن داخل هذا الخيال يمكن أن يصنع أيضا واقعا يوظف الخيال لمصلحته..ويقنع به المشاهد ويجعله يعيش حالة لا شعورية تناديه من آن لآخر.. لكي يفكر جديا في الموضوع الذي يشاهده.. باختصار ممكن أن تكون الفكرة خيالية لكن تفاصيلها يمكن أن تكون واقعية.. واقعية الأعمال الدرامية سبب رئيسي ومهم لنجاحها لأنها تلمس أوتاراً حساسة في كثير من البيوت المصرية وتفتح مجالا واسعاً للنقاش.