* سيدتي لا أعرف كيف أبدأ رسالتي إليك مشكلتي مختلفة قد لا تكون عاطفية بالمعني البسيط ولكنها أكثر الرسائل عاطفية لأنها تهم ابني الكبير أول فرحتي وسعادتي وبهجتي. عمري 39 عاماً.. ربة منزل لديَّ 5 أبناء.. كل همي تربية أبنائي وإسعادهم ولأنني تربيت تربية سوية فقد حرصت علي أن يتربي ابني مثلي.. اجتهدت أن أعلمه ما تعلمت.. عكس والده الذي تربي بطريقة شديدة ليس فيها تفاهم.. فعلاقته بابنه أمر ونهي ولا تفاهم وهذا يجعل ابني مختلفاً فبعد أن كان مطيعاً أصبح متمرداً.. تحول إلي ريشة في مهب الريح لا يعرف من يرضي أنا أم والده. أنا التي أتعامل معه بالحوار واللين والتفاهم أم والده الذي يقسو ولا يعرف إلا لغة الأمر والنهي مما دفع ابني لأن يشرب السجائر وقد عرفت ذلك وهذا يجعلني أكاد أجن والأخطر من ذلك انه يرد علينا الكلام وهذا يثير غضب والده.. ابني يا سيدتي مؤدب ومحترم وأفضل من كل الشباب.. ولكن والده لا يعرف كيف يتفاهم معه.. أرجوك يا سيدتي ماذا نفعل ساعديني. بدون توقيع ** يا سيدتي اللين مطلوب والشدة أحياناً مطلوبة ولكن علينا أن نكون وسطيين في هذا وذاك لأن الأبناء لهم مراحل يمرون بها كل مرحلة تختلف عن الأخري ففي مرحلة الطفولة يحتاج للين واللعب والمداعبة.. وفي المراهقة يحتاج الأمر ويحتاج بعضا من القسوة لتربيته وليشتد عوده فلن يطبطب عليه الناس في الحياة العامة وفي مرحلة الشباب يحتاج المصاحبة والحوار.. وهذه المراحل حث عليها علماء النفس والصحابة ولهذا أقول لك ان والده مؤكد يحبه كما تحبينه انت ويهمه أمره وقليل من حنانك وقليل من قسوة الأب المفروض أن تجعله سوياً ودعيني أسألك ماذا لو كان الأب والأم قاسيين هل كان يلجأ للمخدرات والعياذ بالله؟! في تصوري ان شربه للسجائر لا علاقة له بالمنزل وإلا شربنا جميعنا سجائر ومخدرات. لقد اختار الطريق السلبي ولم يفكر وهو يحتاج إلي إعادة تربية منك ومن والده وكذلك لابد لك من حوار مع والده.. يجب أن تلتقيا في نقطة أنتما الاثنان لتربية هذا بن واخوته وتأكدي ان الأم والأب لا يرتاحان إلا والأبناء في معترك الحياة ولهم أسرة أخري ولا يهنآن بالراحة وإنما يبدأ قلق من نوع آخر. صديقتي تحدثي مع ابنك إن تطاوله عليك أو علي والده من أخطر الآفات التي يجب أن يبتعد عنها واعلمي أيضاً ان هذا لا يعد مبرراً له كي يرد علي والده.. فهذا سلوك غير محترم منه. يبقي انه ريشة في مهب الريح.. أي شاب ليس له هوايات أو نشاط بجوار دروسه سيكون ريشة في مهب الريح.. هذا الزمن لم يعد للشباب التافه ولا للشباب الذين لا يبحثون لأنفسهم عن مجالات أخري تنمي مواهبهم. لك .. وحدك * الصديق/ S.M ** أهلاً بك يوم السبت القادم الساعة الثانية ظهراً ولك تحياتي.