في فصل الشتاء تكثر وقائع شحوط البواخر السياحية بمحافظة الأقصر بسبب تكون الجزر الرملية وانخفاض منسوب مياه نهر النيل الناتج عن السدة الشتويه وتعد منطقتا الرزيقات بارمنت وما بين الجبلين باسنا من اكثر المناطق تكرار لشحوط المراكب وتتزامن هذه المشكلة مع زيادة الرحلات النيلية بين الاقصرواسوان بفعل الاقبال الشديد عليها من قبل السائحين في هذا التوقيت بما يهدد السياحة النيلية بها ورغم الجهود المبذولة لمواجهة ظهور الجزر الرملية وتطهير المجري المائي بصفة دورية الا ان تشحط من 5 الي 10 مراكب بعد تعثرها في الجزر الرملية الموجوده في هذه المناطق. محمد جميل عضو مجلس الشعب والخبير السياحي يؤكد ان انخفاض منسوب المياه مشكلة سنويه تهدد السياحة النيلية بالاقصر وتتسبب في خسارة كبيرة لاصحاب المراكب السياحية. واضاف وزارة الري انهم طلبوا من زيادة منسوب المياه ما بين هويس ابوحمار بنجع حمادي وهويس اسنا وبالفعل تم زيادة منسوب المياه في العام الماضي ونجحت هذه الخطوة في حل المشكلة ولم تسجل اي حوادث شحوط في هذه الفترة الا ان المسئولين لم يراعوا هذا العام مما تسبب في تفاقم الازمة من جديد. اكد محمد جميل ان هذه الظاهرة تتسبب في خسائر تقدر بالملايين فضلا عن تشويهها لسمعة السياحة النيلية في مصر حيث ان السائح الذي يأتي لقضاء رحلة نيلية بين الاقصرواسوان في برنامج لمدة 4 ايام ثم تشحط مركبه في اليوم الثاني مما يثير في نفسه الضيق فيقطع رحلته ويسترد الاموال التي دفعها لاتمام الرحلة. أما ثروت عجمي رئيس غرفة السياحة بالاقصر فيؤكد ان مشكلة السده الشتويه تشكل تأثيرا سلبيا علي السياحة النيلية نظرا لانها تتسبب في عدم اكتمال عدد كبير من الرحلات بين الاقصرواسوان بسبب حوادث الشحوط وتوقف المراكب وبالتالي عدم اكتمال برامج السائحين الذين يلجأون في احيان كثيرة الي الغاء رحلاتهم واسترداد اموالهم من الشركات السياحيه التي تنظم هذه الرحلات. ويشير الي ان عدد الرحلات النيلية يقل كثيرا خلال فترة السده الشتويه وهذا ما يعني ان اعدد السياح القادمين الي الاقصر يقل في هذه الفتره وقال عجمي ان عددا كبيرا من هذه الشركات تلجأ لاقامة رحلات بين اسنا واسوان بدلا من الاقصراسوان تفاديا لهذه الازمة حيث ان هذه المنطقة منسوب المياه بها مرتفع ولا تتعرض المراكب السياحية لاية حوادث شحوط فيها. قال عجمي ان مشكلة السده الشتويه وتطهير المجري المائي للمراكب والبواخر السياحية مسئولية وزارة الري وجهاز حماية النيل علي اعتبار انها الجهات المنوط بها حل هذه الازمة. قال المهندس احمد السيد مدير عام ادارة حماية النيل بقنا والاقصر ان دور الجهاز قاصر عند شحوط من المراكب السياحية علي اخطار هيئة النقل النهري التي تقوم هي بدورها بتعويم الباخره من جديد وان مهمة تطهير المجري المائي للنهر من الجزر الرملية التي تتكون بفعل السدة الشتوية تتم من خلال التنسيق بين الجهاز ومديرة الري وهيئة الملاحة النيلية وليست مسئولية ادارة حماية النيل. ذكر المهندس ايمن برعي وكيل وزارة الري بالاقصر ان هناك خطة موضوعة بالتنسيق بين مديرية الري وادارة حماية النيل وهيئة الملاحة النهرية ومركز البحوث المائية لتطهير المجري النهري ومواجهة الجزر النيلية وتحديد مجري مائي لمرور المراكب السياحية مؤكدا انه تم البدء في تنفيذ الخطة وان المشكلة انحصرت هذا العام الا ان العمل سيستمر حتي لا تتكرر حوادث شحوط البواخر في الاعوام القادمة مشيرا الي ان دور وزارة الري ينحصر في اعداد الدراسات الخاصة باعمال التطهير والتنفيذ يتم علي نفقة هيئة الملاحة النهرية علي اعتبار انها المستفيدة من هذه الاجراءات. محمد حسين قائد احدي المراكب يؤكد ان المناطق التي تحدث بها وقائع شحوط المراكب معروفة لدي الجهات المنوط بها تطهير المجري المائي وهي منطقتا الرزيقات بارمنت وبين الجبلين باسنا وأن سائقي هذه المراكب يفاجأون بوقوفها بعد ارتطامها بالجزر النيلية التي تتكون سنويا ولا يمكن للسائقين توقع اماكنها بالضبط مما يشعل الضيق في نفوس السائحين ويعكر صفو استمتاعهم بالرحلة مؤكدا ان عددا كبيرا من هذه المراكب لا يوجد بها اجهزة الاستشعار التي تنذرها بوجود مثل هذه الجزر.