اضافوا ان اختفاء الشعور بالامان يؤدي الي زيادة الاصابة بالاكتئاب والوساوس والخوف وان الذين تفاعلوا مع الثورة وانتظروا منها خيرا هم الأكثر تأثرا. اشاروا الي ان برامج التليفزيون وما تبثه من مشاهد للخلافات والصراعات تؤدي لزيادة اعداد المصابين خاصة من الاشخاص غير القادرين علي احتمال هذا الضغط النفسي والعصبي طوال اليوم أو لاوقات طويلة. * د. رفعت قمر .. الاستاذ بمعهد القلب القومي قال ان الاحداث المأساوية المتلاحقة التي يشهدها الوطن تؤدي بداية الي حالة من الضغط النفسي علي الانسان والذي يؤدي بدوره الي ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الكولسترول في الدم فيصاب الانسان بتصلب الشرايين وامراض الشرايين التاجية المختلفة. اضاف ان الظاهرة اللافتة للنظر والتي تم اصدارها مؤخرا ان هذه الامراض بدأت تظهر في شباب لا تتجاوز اعمارهم الثلاثينات والاربعينات وهذا شئ مخيف حيث ان هذه الامراض من قبل كانت تظهر في الاشخاص بعد الستين كشئ طبيعي مع تقدم السن وتأثر جميع الاعضاء الحيوية واعتقد ان هذا راجع الي التوتر الذي يعيشه الشباب سواء من خلال متابعة الاحداث من خلال وسائل الاعلام المختلفة او من خلال المشاركة فيها فليس سهلا علي الشباب ان يري من يقف بجواره يلقي حتفه أو حتي يصاب بعاهة مستديمة. اشار الي ان هذه الضغوط ايضا تؤدي الي زيادة حركة الاجسام الحرة الطليقة في الجسم التي تكسر كل شئ في الجسم ومنها القلب وتصيب الشرايين بالامراض العديدة. * د. سامية القاضي .. استاذ امراض القلب تؤكد وجود علاقة وثيقة بين زيادة نسبة الاصابة بامراض القلب والتداعيات التي تعيشها مصر في اعقاب الثورة من غياب الامن والبلطجة ناهيك عن برامج التليفزيون التي تستثمر الاحداث في البرامج المختلفة وتذيع علينا ليل نهار مشاهد الصدامات والدم طوال الوقت. اضاف هناك اشخاص يعانون من امراض الضغط والسكر ومدخنون وهؤلاء أكثر الفئات عرضة في ظل هذه الاحداث في الاصابة بالجلطة او الذبحة أو تصلب الشرايين لان هؤلاء غير مؤهلين لان يعيشوا تحت ضغط عصبي طوال اليوم او لفترات طويلة. والنوع الاخر الذين ليس لديهم هذه الامراض ولكن من الممكن اذا تعرضوا لحالة خوف شديد او توتر وحزن ان يحدث لهم مايسمي بتشقق الشرايين التي ينتج عنها جلطة واذا لم يتم تدارك الامر سريعا يؤدي للوفاة. أشارت الي أن التوتر الدائم والمستمر يؤدي الي زيادة ضربات القلب ومن ثم التأثير علي عضلة القلب التي تؤدي الي ضعف القلب وعدم عمله بالكفاءة المطلوبة.. والاخطر انه اذا كان الشخص مصابا بالقصور في الشريان التاجي وتعرض لتوتر فمن الممكن ان يصاب بالاجهاد والجلطة أو الذبحة الصدرية التي تؤدي للوفاة الفجائية. اوضحت ان الامر ليس مقصورا علي اعمار بعينها فالملاحظ منذ اندلاع الثورة زيادة عدد المرضي من مختلف الاعمار الذين يعانون من سرعة ضربات القلب او الذبحة وهو ما يستلزم اجراء ابحاث حول الاجواء العامة وتأثيرها علي صحة الانسان سواء سليما أو مريضا كما يحدث في كل دول العالم. * د. محاسن علي حسن استاذ المخ والاعصاب بجامعة القاهرة قالت ان الشعب بكل اعماره يعيش مشكلة شديدة التعقيد بعد الثورة اثرت علي الصحة النفسية له لغياب البنية النفسية السليمة التي تتمثل في الامن والامان والتجانس وهذه ابسط المتطلبات لكي يعيش المجتمع في سلام اجتماعي. اضافت ان غياب السلام الاجتماعي نتج عنه ثقافات جديدة مثل ثقافة العنف والعدوانية وفقدان الثقة والخوف والحذر والانحراف الاخلاقي والانانية المفرطة والحقد والكره مما جعلنا نعيش ما يعرف بالردة النفسية وابسط دليل عليها حوادث العنف والقتل والسحل مما عود الانسان علي تبلد المشاعر واللامبالاه واعتياد القبح. اوضحت ان الاخطر سيطرة شريعة الغاب وتمثل ذلك في القتل باعصاب باردة واصبحنا نري من يقوم بالقصاص من تلقاء نفسه بعيدا عن القانون والدولة. * د. احمد يوسف استاذ الطب النفسي أكد ان مظاهر التوتر وعدم الشعور بالامان التي اصبحت سمة غالبة لدي معظم افراد الشعب تؤدي بالتأكيد الي زيادة امراض القلق النفسي والاكتئاب والوساوس والمخاوف المرضية والتوجس من المستقبل باستمرار وهذا شئ طبيعي فاحتياج الانسان للامان من الاحتياجات الاساسية والهامة في حياته والتي تمنحه القدرة علي التواصل مع الحياة بدون امراض. اوضح انه ليس هناك سن محددة للاصابة بهذه الاعراض المرضية وان كانت تزداد نسبتها في الاعمار الصغيرة قبل الاربعينات حيث ان الشخص عندما يتجاوز هذا العمر يكون لديه خبرات اكبر تمكنه من استيعاب ما يحدث من حوله وامتصاص الصدمة التي تنتج عن ضبابية المشهد ومايعانيه من اجهاد نفسي وتوتر وقلق. اكد أننا لانستطيع ان نطالب الانسان بالابتعاد عن الظروف التي يعيشها في المجتمع فهو يؤثر ويتأثر بها ولكننا نطالب اصحاب القرارات بان يعملوا علي انتهاج سياسات مطمئنة للناس وان يشعروهم بان هناك نوعا من العدالة والمساواة تسود المجتمع واختفاء التمييز بين افراد فهذا كفيل بان يخرج الانسان من قلقه النفسي بنسبة كبيرة. * د. أحمد ماضي ابوالعزايم استاذ الطب النفسي قال مما لاشك فيه ان الظواهر التي تسود الحياة الان تعرض الانسان لصدمات قد تجعله مندفعا او غاضبا وهذا يؤثر علي حالة التوازن والاستقرار النفسي التي يجب ان يتسم بها الشخص الطبيعي وقد يكون رد فعل الشخص تجاه الاحداث اما ان يكون عنيفا جدا او يصاب بالانطوائية والانعزال عن المجتمع. قال لا نستطيع ان ننكر ان المشاكل النفسية زادت بعد الثورة بسبب الاحباطات التي اصيب بها الناس نتيجة ما وصلنا اليه من سوء وقد يزداد الامر سوءا مع الذين توقعوا خيرا من الثورة وانتظروا منها ان تكون المخرج لما يعانون من أزمات ولكن جاءت النتيجة معاكسة تماما علي الاقل حتي الان.