قالت الفلاحة لجارتها وهي تخبز: "شوفي يا ختي البت. قلت لها ساعديني في العجين. زاغت مني وراحت تتفرج علي الوزرا الجدد. لما نشوف عجيني ولا عجينهم". استحضرت هذا المشهد المضحك بعد أن تم الإعلان عن التغيير الوزاري الذي ظللنا متشوقين إليه فترة طويلة كالأم التي تتشوق لمعرفة حملها ولد ولا بنت. وقلت في نفسي: أكيد عجين الحكومة يكسب وسيذهب التحدي الذي أعلنته الفلاحة في خبر كان. وأنا شخصيا أثق في قدرة عجين الحكومة علي هزيمة أي عجيني آخر حتي لو كان عجين الفلاحة. ولأن ما يهمني في التغيير الوزاري هو وزير الثقافة في المقام الأول. فقد تعجبت كآلاف المثقفين من اختيار د. علاء عبدالعزيز لهذا المنصب وأن يقال عنه أستاذ دكتور وهو لايزال مدرسا بمعهد السينما وعمره 51 سنة. ومعني أن يكون قد تجاوز ال50 ولا يزال مدرسا ولم يقدم أي بحث يرقي به الي أستاذ مساعد ثم أستاذ فهذا يؤكد ضعف مستواه العلمي وانشغاله في أشياء أخري. خاصة أنه فصل من أكاديمية الفنون في عهد د. فوزي فهمي ولم يعد إليها إلا بحكم قضائي. إذا كانت الحكومة تتعمد بمثل هذه الاختيارات - خاصة في الوزارات الحساسة - تفكيك أوصال الدولة فهذه كارثة وأما إذا لم يكن لديها قاعدة بيانات دقيقة في الاختيار ويتم الاختيار بالبركة فهذه كارثة أكبر. ويبدو أن الاحتمال الثاني هو الأقرب للصواب مما أثار غضبة المثقفين ودفعهم إلي تنظيم مؤتمر الاثنين القادم بعنوان "ضد العدوان علي الثقافة المصرية" بقاعة سيد درويش بالهرم. أتوقع في الأيام القادمة أن تظهر طعون جديدة علي بعض الوزراء الذين تم اختيارهم في التغيير الوزاري الأخير مثلما فتحوا أبواب جهنم وطلعوا المستخبي عن وزير الثقافة وساعتها سأكون علي ثقة ويقيني أن عجين الحكومة يكسب بجدارة.