في ظل حالة التوتر والتخبط وعدم الاستقرار التي تعيشها مصر . والتي أصابت كل أجهزتها وفي مقدمتها حكومة د. هشام قنديل نجد قواتنا المسلحة تضرب المثل والقدوة في الوطنية والترفع عن الصغائر للحفاظ علي تماسك الوطن وسلامته. فوجئنا الأسبوع الماضي بالاجتماع الذي عقده الرئيس محمد مرسي مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي منفردين. وراح كل صاحب نفس خبيثة يىعمل فكره المريض ويؤكد أن ذلك الاجتماع تمهيد لإقالة الوزير . لكن بعدها بيومين فقط جاء الاجتماع الأكثر مفاجأة وجمع الرئيس مرسي بقيادات المجلس الأعلي للقوات المسلحة. الاجتماع استمر لما يقرب ست ساعات ولنا أن نتخيل ما دار فيه . ووضح جداً من خلال كلمتي الرئيس مرسي والفريق أول السيسي بعد الاجتماع أنه تم وضع النقاط فوق الحروف لأمور كثيرة . خاصة ما أثير قبل هذا الاجتماع عن القوات المسلحة ودورها أثناء الثورة . وهو ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية منقولاً عن تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث ثورة يناير . ولا ندري كيف وصل هذا التقرير إلي هذه الصحيفة وكيف انتهي التقرير إلي ما انتهي إليه من ادعاء قيام القوات المسلحة بقتل وتعذيب المتظاهرين أثناء الثورة بلا أي دليل . وهو ما أكده المستشار طلعت عبد الله النائب العام منذ يومين خلال مؤتمر صحفي أثناء زيارته لقطر. المهم هو تأكيد الرئيس مرسي عقب اجتماعه مع قيادات المجلس الأعلي علي أن قواتنا المسلحة لها كل الاحترام والتقدير علي كل المستويات ورفض أي إهانة توجه لها . وجاء هذا الكلام ليمثل دعما مطلقاً للفريق السيسي ورجاله في مواجهة أصحاب الفكر الشاذ من الداخل الذين وصل تهورهم إلي حد إعلان مواجهة القوات المسلحة إذا نزلت الشارع تحت أي ظرف. وكذلك في مواجهة أطراف خارجية تجد الآن غلظة وقوة في الحق من قواتنا المسلحة في أمور تمس الأمن القومي المصري. وجاءت كلمة الفريق أول السيسي بعد كلمة الرئيس مرسي نابعة من قلب مصري يخاف علي هذا الوطن خاصة عندما أقسم بأن القوات المسلحة لم تقتل ولم تأمر بقتل ولم تغدر ولم تأمر بغدر ولم تخن ولم تأمر بخيانة .. ليس هذا فحسب . لكن الشعب لمس أن السيسي ورجاله يعملون في صمت وبكل أمانة وصدق في تنفيذ عهد أخذوه علي أنفسهم بالحفاظ علي أمن البلاد ووجدت كلمة الفريق السيسي طريقها لقلوب كل المصريين الذين وجدوا فيه حائط صد قوياً في مواجهة المؤامرات الخارجية والداخلية بمنتهي الوعي والإدراك لمخاطر المرحلة. بعد اجتماع الرئيس مرسي بقيادات المجلس الأعلي كانت الضربة الكبري من رجال قواتنا المسلحة لمافيا التهريب عبر أنفاق غزة . إذ تم تدمير واحد من أكبر الأنفاق التي كان يتم عن طريقها تهريب السيارات وحمولات متعددة من السلع الأساسية والسولار والبنزين في اتجاه غزة. وفي اليوم التالي لهذه الضربة كانت الرسالة الأقوي والأشد بحضور الفريق أول السيسي مناورة بالذخيرة الحية في نطاق الجيش الثالث الميداني تحت عنوان " بدر 2013". ولمن لا يعرف فإن مجرد تسمية أي مناورة مصرية باسم "بدر" تمثل قلقاً وإزعاجاً وتوتراً للجانب الإسرائيلي.. لأنه قبيل حرب أكتوبر كانت هناك مناورة تحمل اسم "بدر". وفي عام 1996 كانت هناك مناورة أخري تحمل نفس الاسم حتي أن إسرائيل أعلنت حالة الطوارئ في أعقاب المناورة "بدر 96". والرسالة التي يبعث بها الفريق أول السيسي للخارج واضحة تماماً.. أن الجيش المصري- بوصفه الجيش العربي الوحيد الباقي الآن قادر علي الدفاع عن وطنه وأمنه القومي ضد كل من تخيل أن الدولة تعيش حالة ضعف قد تجعلها مطمعاً لأي طامع . خاصة في ظل حالة الانفلات التي تعيشها سيناء حالياً. أما الرسالة للداخل فلا تقل أهمية وموجهة لكل فرد من افراد الشعب.. أن الجيش الآن متفرغ لمهمته الأساسية في الدفاع عن حدود مصر وأمنها القومي ولا مجال للدخول في المعترك السياسي مرة أخري إلا إذا حدث ما لا تحمد عقباه- لا قدر الله- ويهدد سلامة الوطن والمواطنين. وما يقوم به رجال القوات المسلحة من ضبط أطنان من المخدرات يومياً وأعداد كبيرة من الأسلحة والذخائر منها ما هو ثقيل وما هو متوسط وخفيف يؤكد أن هؤلاء "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً" صدق الله العظيم. إننا لا نملك لهؤلاء الرجال إلا أن نوجه لهم تحية تقدير وإعزاز وإكبار بدءاً من الفريق أول السيسي وحتي أصغر جندي وفني بالقوات المسلحة داعين الله أن يوفقهم في رسالتهم التي لا يعيها إلا كل وطني مخلص لتراب هذا البلد.