الانقطاع المتكرر للكهرباء مشكلة ليست وليدة اليوم بل موجودة منذ سنوات وخصوصا في فصل الصيف.. لكن الجديد هذه المرة ان مصر ولأول مرة في تاريخها تعيش أزمة انقطاعات كهرباء متصلة طوال العام بسبب عجز الحكومة عن توفير الاعتمادات اللازمة من النقد الأجنبي لاستيراد الوقود البديل من المازوت والسولار. الانقطاع المنتظم للكهرباء تأكد علي لسان مصدر بالمركز القومي للتحكم بشبكة الكهرباء حيث سيكون بمعدل مرتين يوميا بالتتابع بين مختلف مناطق الجمهورية وفقا لكميات الوقود المتاحة لتشغيل قدرات التوليد وتزيد مدة الانقطاع مع ارتفاع درجات الحرارة بدءا من 35 درجة مئوية وكلما انخفضت معدلات ضخ الوقود. قطع الكهرباء بانتظام يأتي تخفيفا للأحمال ليتساوي معدل استهلاك الطاقة الكهربائية مع معدلات الإنتاج حفاظا علي سلامة الشبكة الموحدة للكهرباء ومنع حدوث انهيار كامل لها.. الأمر الذي يعني أن أوجه الحياة سوف تتأثر سلبا بهذا الانقطاع.. بدءا من ارتفاع أسعار مولدات الانارة وكشافات الاضاءة مرورا بالمصاعد في الأبراج السكنية العالية وسلامة الأجهزة الكهربائية في المنازل ناهيك عن مذاكرة طلاب المدارس والجامعات المقبلين علي الامتحانات. "المساء" تناولت قضية انقطاع الكهرباء من زاويا عديدة في التحقيق التالي: شهدت أسواق الأدوات الكهربائية بوسط القاهرة وغيرها اقبالا كبيرا علي شراء مولدات الكهرباء بأنواعها المختلفة بسبب الانقطاع المستمر للتيارالكهربائي. مما خلق طلبا كبيرا عليها يقابله قلة في المعروض . الزيادة في الأسعار يتحملها المستهلك ولأننا علي أبواب الصيف والامتحانات فإن حرص المواطنين يزداد علي شراء تلك المولدات لضمان توفير الاضاءة لكي يتمكن أبناؤهم من المذاكرة مما رفع الأسعار بصورة مبالغ فيها. "المساء" استطلعت آراء البائعين والمشترين في التحقيق التالي. يقول رضا عبدالسميع - صاحب محل لبيع مولدات الكهرباء- تتغير الأسعار يوميا بسبب ارتفاع قيمة الدولار وانهيار الجنيه وللأسف المستهلك مضطر لشراء المولدات لتكرار انقطاع الكهرباء وتتراوح أسعار المولدات التي تستخدم للشركات والمصانع ما بين 30 و37 ألف جنيه بينما المولدات التي تستخدم لإنارة المنازل تتراوح أسعارها بين 1400 و4 آلاف جنيه. يوضح رامز هندي - صاحب محل لبيع مولدات الكهرباء - أن الدولار يساوي 8 جنيهات والتكلفة تزيد علي المستوردين وبالتالي يتم تحميل الزيادة علي المستهلك وسوق مولدات الكهرباء يعاني قلة المعروض وزيادة الطلب عليه بسبب تكرار انقطاع الكهرباء وحرص كثير من أصحاب العقارات علي شراء مولدات كهرباء لإنارة بيوتهم أو لإنارة عنابر الشركات ولا يستطيع أحد السيطرة علي الأسعار مادام الجنيه يواصل الانهيار أمام الدولار. أما علي حامد - مدير شركة استيراد وتصدير - فيقول: نستورد مولدات كهرباء من إسبانيا وألمانيا وإيطاليا والصين وهناك اقبال كبير علي شرائها بسبب تكرار انقطاع الكهرباء سواء في الصيف أو الشتاء. ويتفق كل من إسلام عصام - فني - مولدات كهرباء وكريم سعد الدين - بائع - علي أن هناك ارتفاعا جنونيا في أسعار المولدات حيث وصل سعر مولد "كوبال" الصيني إلي 2400 جنيه بعد أن كان يباع بسعر 1400 جنيه في فبراير الماضي وبلغ سعر مولد ديجيتال الصيني الذي يستخدم في إضاءة الشقق إلي ألف جنيه بعد أن كان ب500جنيه وهوندا الياباني ب3 آلاف جنيه وكان سعره 2800 جنيه الشهر الماضي ومن المتوقع زيادة أسعار مولدات الكهرباء في موسم الامتحانات وشهر رمضان وهي مولدات تعمل بالبنزين ويرجع ارتفاع أسعارها لانهيار الجنيه أمام الدولار ونقص الكميات المستوردة المطروحة في السوق المحلية وهو ما يقابله زيادة في الطلب عليها بسبب التخوف من انقطاع الكهرباء بانتظام خصوصا في موسم الامتحانات. أضافا ان هناك اقبالا ضعيفا علي شراء الشمع بعد انتشار كشافات الطوارئ الأكثر أمانا. يؤكد أيمن محمد شعبان - صاحب محل لبيع كشافات الطوارئ - ان ارتفاع أسعار الكشافات يرجع إلي اقبال المستهلك علي شرائها بسبب انقطاع الكهرباء في المنازل بصفة مستمرة وموسم امتحانات المدارس والجامعات وقد وصل سعر الكشاف النيون إلي 235 جنيها بعد أن كان يباع بسعر 150جنيها والكشاف الصيني يباع بسعر 175 جنيها بعد أن كان يباع بسعر 95 جنيها. يقول ناصر عبدالفتاح - بائع - ان كشافات الطوارئ تشهد ارتفاعا يوميا في الأسعار بسبب اقبال الزبائن علي شرائها تحسبا للانقطاع المستمر للكهرباء مع قدوم الصيف والامتحانات. أضاف ان تجار الجملة يتحكمون في أسعار كشافات الطوارئ خاصة ان المستوردين لا يستطيعون رفع السعر يوميا وهناك اقبال علي شراء كشافات النيون أكثر من لمبات الليد التي تتراوح أسعارها بين 130 جنيها لكشاف 90 ليد و140 جنيها لكشاف 120 ليد. أما فريد سعيد - موظف - فيقول: قمت بشراء كشافات طوارئ للمنزل بسعر 500 جنيه بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء وحلول موسم الامتحانات خاصة ان أبنائي في شهادات دراسية وقد ارتفعت أسعار كشافات الطوارئ بشكل مبالغ فيه لمجرد استغلال الظروف. يوضح محمد حلمي - صاحب محل بيع كشافات الاضاءة - ان كثيرا من الزبائن يفضلون شراء الكشافات النيون رغم ارتفاع سعرها لأن الكشافات الأخري عندما تتعطل أو تتلف لمباتها لا يمكن اصلاحها ويصل سعرالكشاف الصغير إلي 40 جنيها بينما كشافات النيون سواء المصري أو الصيني تبدأ أسعارها من 170 جنيها وحتي 235 جنيها ومحلات بيع الشمع لم تشهد اقبالا كبيرا بسبب انتشار كشافات الطوارئ بأحجام متعددة كريم حلمي - بائع - يقول: الغريب ان السوق المصري يوفر الكشافات لزبائن من دول ليبيا وفلسطين اللتين يعاني سكانهما من انقطاع الكهرباء المستمر كما هو الحال في مصر وكثير من تجار غزة يشترون كميات من كشافات الطوارئ لتهريبها عبر الأنفاق لقطاع غزة وتشهد الأسعار زيادة يومية بسبب شدة الاقبال. يؤكد حسام بيومي - بائع - ان سوق الكشافات بشارع عبدالعزيز يشهد رواجا كبيرا لأن كثيرا من الزبائن يفضلون الكشافات علي الشمع لأن اضاءتها أفضل وأكثر أمانا ويمكن تشغيلها أثناء نوم الأطفال وأفضل الكشافات هو الكشاف النيون الذي يتراوح سعره بين 170 و235 جنيها. يقول سيد سعفان - موظف - نشتري كشافات الطوارئ لأن التيار الكهربائي ينقطع يوميا ولدينا أبناء في الثانوية والجامعة ولا يمكن البقاء في الظلام لعدة ساعات أيام الامتحانات ولابد من حل مشكلة قطع الكهرباء وحجة تخفيف الأحمال كما أن كشافات الطوارئ أسعارها غالية ولا تناسب البسطاء.