عقب الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب مصر لكرة القدم للصم والبكم بالفوز بالمركز الثاني في بطولة العالم بتركيا في يوليو الماضي تسابق العديد من القيادات الرياضية والشبابية.. لتكريم المنتخب تقديرا لإنجازه في كأس العالم.. وكان في مقدمتهم الدكتور أسامة ياسين وزير الدولة للشباب.. ولكن مع مرور الوقت هدأت المشاعر وانشغل الجميع بهموم الوطن السياسية التي يعاني منها منذ قيام ثورة يناير المجيدة.. ونسوا أن هذا المنتخب صاحب هذا الإنجاز التاريخي في الساحرة المستديرة معشوقة الملايين مازال أمامه مهمة قومية أخري غاية في الأهمية والخطورة لابد فيها من الدفاع عن مكانته العالمية وسمعة مصر الرياضية عندما يخوض دورة الألعاب الأوليمبية في بلغاريا يوليو القادم بالعاصمة صوفيا ويسعي نجومه وجهازهم الفني بقيادة فؤاد عبدالحميد المدير الفني للمنتخب ومعهم كمال منصور مستشار كرة القدم باللجنة البارالمبية لمواصلة إنجازاته ليعود لمصر بميدالية أوليمبية من بلغاريا تضاف لسجل إنجازات الرياضة المصرية لمتحدي الإعاقة والتي تمثل فخرا كبيرا للشعب المصري دائمًا لأن التاريخ والأرقام خير شاهدين علي أن اللجنة البارالمبية المصرية حققت مع أبطالها وشبابها الرائع من متحدي الإعاقة أعظم الانتصارات في الدورات الأوليمبية وآخرها أوليمبياد لندن وكلها إنجازات فاقت الأسوياء رغم ما تنفقه الدولة علي رياضة الأصحاء من عشرات الملايين من الجنيهات.. وأنا هنا أطرح تلك القضية لأن منتخب مصر الوطني لكرة القدم للصم والبكم لا يجد من يهتم به ويوفر له أبسط وسائل ومظاهر الدعم والرعاية المادية والمعنوية في هذا التوقيت الحرج مع بدء العد التنازلي لأوليمبياد بلغاريا رغم انه منتخب واعد وقادر علي العودة بميدالية أوليمبية ليس هذا فقط بل بلغت مأساة هذا المنتخب عندما توقفت مسابقة الدوري العام ليس بسبب الشغب كما هو حادث في دوري الأسوياء بل بسبب ضيق ذات اليد وضعف الإمكانيات للمشاركين في الدوري الممتاز "أ. ب" للصم والبكم لأن قاعدة هذا الدوري تضم 16 مركز شباب وهذه المراكز التي تمثل السواد الأعظم لبطولة دوري الصم والبكم وأغلب المحافظات ونشاطها يتصل ضمن نشاط وزارة الشباب وتمثل الدوري بقسميه ليس لديها إمكانيات ليس للصرف علي اللاعبين بل للانتقالات والسفر من محافظة لأخري لأداء المباريات ورغم أن اللجنة البارالمبية برئاسة علي السعدني خاطبت الوزير الدكتور أسامة ياسين وزير الشباب لصرف دعم عاجل لمراكز الشباب حتي يمكن استئناف دوري الصم والبكم كونه الضمان والوسيلة الأساسية لإعداد لاعبي المنتخب والوصول بهم لأعلي فورمة فنية وبدنية وذهنية لخوض أوليمبياد بلغاريا.. كما وعد الدكتور أحمد يوسف مساعد وزير الشباب بحل الأزمة.. بأخذ الخطوات التنفيذية بالتنسيق مع وزير الشباب.. ولكن شيئا من هذا لم يحدث ومازالت مراكز الشباب تنتظر والدوري متوقف والجهاز الفني للمنتخب يضع يده علي قلبه وهو يستعد لأوليمبياد بلغاريا.. والوقت يمر وكلنا يعلم أن التدريب والمباريات التجريبية لا تكفي للارتقاء بفورمة لاعبي الكرة فلابد من خوض مباريات رسمية لأنها وحدها القادرة علي الوصول باللاعب لأفضل فورمة تؤهله للمنافسة في البطولات الدولية والمهام القومية.. وانطلاقا من ثقتي في الحس الوطني للوزير أسامة ياسين ومساعده أحمد يوسف وتوجيهات الرئيس الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الذي كرم منتخب الشباب العائد من الجزائر مؤكدا علي أهمية الرياضة في النهوض بالمجتمع والمواطن فإنني أنتظر بحكم موقعي كعضو بمجلس إدارة اللجنة البارالمبية وكوني مواطنا مصريا أن تسارع وزارة الشباب بإنقاذ دوري الصم والبكم ومنتخب مصر مثلما فعل الوزير العامري فاروق وزير الرياضة حينما أنقذ دوري الأسوياء بعد كارثة بورسعيد من أجل عيون منتخب الفراعنة لكرة القدم ليمهد له الطريق ولبرادلي للصعود لمونديال البرازيل.