يعرض الفنان الطبيب فريد فاضل 30 لوحة من رسومه الجديدة الملونة تحت عنوان "خبز وماء".. وكان ينوي أن يطلق علي معرضه اسم "نهر النيل العظيم" ولكنه شاهد فلاحة تعجن الدقيق بالماء لتصنع الخبز فقرر أني طلق علي المعرض اسم "الخبز والماء" المعرض يقام ابتداء من السبت القادم بقاعة جالاري كالا 140 شارع 26 يوليو بالزمالك ويستمرحتي 22 أبريل. وتعكس هذه المجموعة الجديدة من أعمال الفنان فريد فاضل حسب قوله عن رؤيته لجماليات نهر النيل باعتباره شريان الحياة لمصر ومصدر خيرها ورزقها. فهي بحق هبة النيل وبدونه لصارت صحراء جرداء.. فها هو الصياد في مركبه يلقي بشباكه في الصباح الباكر ورزقه علي الله وها هي أشرعة الفلايك تتداخل في حركة رشيقة والرياح تملأ بطونها الناعمة فتدفعها في حركة دائبة علي سطح النيل.. يبدو أن جماليات النهر قد سيطرت علي فؤاد الفنان ولكن رائحة الخبز الطازج الخارج توا من الفرن البلدي قد أوحت له بمجموعة أخري من اللوحات منها "الأم الخبازة". "فرحة الخبيز". "الأميرة" وهي لوحة تمثل طفلة صغيرة تحمل العيش البلدي في كارتونة تفاح مع ابتسامة صافية تعكس الرضا والبراءة في آن واحد ولم ينس الفنان منظر الشاب الذي يحمل كوما من الأرغفة علي رأسه ويقود دراجته في حركة بهلوانية بينما يحفظ اتزانه بمهارة يحسده عليها لاعبو السيرك القومي.. وفي مجموعة أخري من اللوحات استخدم فاضل العجائن مع الزيت لتخرج اللوحات محملة بكثافة لونية تستلهم سحر الريف والارتباط بالأرض فنري بنات البلد يحملن "البلاليص" في رشاقة وخفة وأسرة مصرية بسيطة تجتمع حول شونة البيض في انتظار طعام الإفطار ثم نرحل جنوبا إلي النوبة حيث نشاهد اهتمام المزارعين بالأرض ينظفونها من الحشائش والديدان لتعطي الأرض أفضل خيراتها كما يتطرق المعرض أيضا إلي قضية الاكتفاء الذاتي في زراعة القمح فمن لا ينتج قوته لا يملك قراره كما يركز علي أهمية الحفاظ علي ماء النيل وحمايته من التلوث والإهدار. أما المجموعة الأخيرة من الأعمال فتناقش بعض المشاكل الأساسية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ بلادنا فتتطرق إلي مشاكل الفقراء والمهمشين كما تظهر في لوحة "الموت جوعا" التي استخدم فيها الفنان العجائن والكولاج مع تكثيف الطبقات اللونية ليستحضر حالة فريدة من القنوط واليأس الذي يتملك رجل طرحته قسوة الحياة في الشارع ليواجه مصيره المحتوم بعد أن فقد كل شيء.