المهندس أبوالعلا ماضي شخصية مرموقة وله حضور كبير علي الساحة السياسية والإعلامية خاصة بعد ثورة يناير. وهو رئيس حزب الوسط الشقيق الأصغر لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين. ومن متابعتي لأحاديث وحوارات المهندس أبوالعلا ماضي في القنوات الفضائية أشعر أنه جاد في قناعاته وآرائه. وأنه لا يداري ولا يجامل في القضايا التي يتناولها في البرامج التليفزيونية التي يدعي إليها. من هنا نقول إن المهندس أبوالعلا ماضي عندما ينقل خبراً عن السيد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي لا يمكن أن ينافي الحقيقة.. فهو لا ينقل عن مصدر مسئول مجهول ولكنه ينقل عن الرئيس شخصياً. وقد فاجأنا المهندس أبوالعلا ماضي بأن الرئيس مرسي أخبره أن جهاز المخابرات العامة أسس تنظيماً من البلطجية يضم 300 ألف فرد. منهم 80 ألفاً في القاهرة وحدها.. وأن تبعية هذا التنظيم انتقلت من الجهاز إلي المباحث العامة منذ 7 سنوات. ثم انتقلت مرة أخري إلي إدارة مباحث أمن الدولة المنحل. وقال المهندس أبوالعلا ماضي إن هذه الأرقام حقيقية وإنه يحفظها لأنها صادرة من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي. مضيفاً أن أعضاء هذا التنظيم هم الذين ظهروا في الاشتباكات التي دارت في محيط قصر الاتحادية. وقال إن أعضاء هذا التنظيم كانوا يتحركون وبحوزتهم الأسلحة البيضاء والنارية.. وإن من يقومون بتحريكهم معروفون للكثير من الأطراف والجهات. وعلق المهندس أبوالعلا ماضي علي ذلك قائلاً: إن حجم الأخطار الناتجة عن هذا التنظيم علي أمن البلاد بالغ الخطورة. ونود أن نناقش المهندس أبوالعلا ماضي في هذا الخبر الذي أثار ضجة في الأوساط الأمنية والسياسية ونسأله مبدئياً: إذا كان هذا الكلام قد دار بينه وبين الرئيس.. فهل استأذن الرئيس في أن يعلن هذا الكلام علي لسانه؟! أم أنه تبرع من تلقاء نفسه بذلك؟! وفي الحالة الثانية هل يصح أن ينقل عن الرئيس خبراً دون أن يأذن له بذلك خصوصاً أنه أحدث رد فعل أثار علامات استفهام كبيرة؟! ولنا أن نتساءل أيضاً: ماذا كان هدف جهاز المخابرات العامة من إنشاء هذا التنظيم من البلطجية؟! هل كان الجهاز يستشعر أن هناك ثورة شعب علي وشك الانفجار فأعد هذا التنظيم للمقاومة ووأد الثورة؟ وكيف يمكن لجهاز المخابرات أن ينتقي هذا العدد من البلطجية الذي يوازي حجم جيش دولة كبري ليجندهم ويدربهم ويسلحهم؟! وكيف استطاع ذلك دون أن يتسرب أي خبر عن هذا التنظيم إلي الإعلام علي مدي 7 سنوات ماضية؟! إن معني وجود 80 ألفاً من هذا التنظيم في القاهرة وحدها كفيل بأن يسيطروا علي العاصمة كلها. ولو تواجدوا عند قصر الاتحادية بأسلحتهم النارية والبيضاء لتغلبوا بسهولة علي الحراسات الأمنية عند القصر ولحدثت أمور لا يمكن السيطرة عليها. وإذا كان هذا يسمي تنظيماً.. فهل تم تعيين قائد له أو عدة قيادات وتم تقسيمه إلي تشكيلات بأسماء محددة؟ وفي هذه الحالة لابد أن يكون له سجلات بالأسماء والمهام التي يتم تكليفه بها.. فهل هذه السجلات موجودة أم اختفت بفعل فاعل؟! وإذا كانت موجودة فلماذا لا يتم القبض علي أفراد هذا التنظيم وإيداعهم السجون؟! وإذا كان الأفراد الذين يحركون هذا التنظيم معروفين للكثير من الأطراف والجهات كما يقول فلماذا لا يتم ضبطهم وتقديمهم إلي المحاكمة؟! أعتقد أن مؤسسة الرئاسة لابد أن تصدر بياناً حول هذا الموضوع توضح فيه ملابسات هذا الخبر الذي مس جهازاً أمنياً وطنياً أبلي بلاء حسناً في خدمة الوطن.